| أفاق اسلامية
تعتبر الدعوة الى الله تعالى أساساً مهماً من الأسس التي قامت عليها هذه الدولة المباركة في عهودها المختلفة فهي بالاضافة الى التزامها بالاسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة وتطبيقها لأحكامه في سائر شؤون الحياة قامت وما زالت تقوم بواجبها في الدعوة اليه والعمل على نشره انفاذا لأمر الله تعالى واقتداء بنبيه صلى الله عليه وسلم.
ومظاهر قيامها بذلك الواجب العظيم لا تكاد تخطئها العين فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار من عناية بأماكن الدعوة ومنطلقاتها وهي المساجد ومن إقامة للمراكز الدعوية في الداخل والخارج فما ان ينتهي العمل في أحدها حتى يبدأ في غيره ومن انفاق سخي على الدعوة والدعاة فتلك دورات تعقد وتلك ملتقيات تقام، وهنا محاضرات تلقى وهناك ندوات ودروس يجتمع حولها ويحضرها الكثير من الراغبين في الافادة والتعلم والتفقه في الدين.
وليس أدل على عناية الدولة - وفقها الله - بالدعوة والدعاة من إنشاء وزارة مستقلة لها ترعى شؤونها وتنظم أمورها وترتب كل ما يتعلق بها وضمن تلك السلسلة الذهبية من انجازات الدولة - أيدها الله - في مجال الدعوة الى الله تأتي الموافقة السامية على تنظيم معرض «وسائل الدعوة الى الله» تحت شعار «كن داعياً» أي انه دعوة لكل فرد قادر على ممارسة هذا العمل الجليل ان يقوم به في ظل دعم كامل من دولته وتشجيع تام من حكومته لتلتقي الأعمال الدعوية من الجانبين الجماعي والفردي ولتتكامل الجهود وتتوحد الخطى في هذا السبيل القويم سبيل الدعوة الى الله على بصيرة.
ولا غرو فهذا المعرض الذي تضطلع بتنظيمه الوزارة المسؤولة عن الدعوة الى الله المعنية بشؤونها مناسبة كريمة تستحق الاشادة وتستوجب الشكر له سبحانه وتعالى أولا وأخيرا الذي وفق قادة هذه البلاد الطيبة للأخذ بهذا المنهج النبوي الكريم عناية بدينهم وعضاً عليه بالنواجذ ونشراً له في الآفاق ودعوة اليه بكل سبيل، ثم الشكر لولاة أمرنا سدد الله خطاهم وزادهم توفيقا وهدى على هذا الدعم المتواصل لكل ما يعمق ولاء الأمة لدينها وتمسكها به وتطبيقها لتعاليمه، كما ان الشكر موصول للقائمين على هذا المعرض المنظمين له الحريصين على اظهاره في أحسن وضع وأفضل صورة ليحقق أهدافه ويعرف بتلك الوسائل المتعددة للدعوة ويقربها لأذهان الناس فلا يتصورون ان الدعوة شاقة أو غير مكلفة وإنما يرون رأى العين امكان ان يقوم كل منهم بواجبه فيها بقدر استطاعته وبالوسيلة التي يستطيعها وبالطريقة التي تناسبه أمراً بمعروف ونهياً عن منكر ونصحا فرديا وإهداء لكتيب أو شريط أو مطوية أو القاء لدرس أو محاضرة أو كلمة أو مشاركة في ندوة مباشرة أو إذاعية أو تلفازية وهكذا.فوسائل الدعوة الى الله كثيرة ومتعددة جاء هذا المعرض ليعرف بها ويقربها للناس وفي هذا خدمة للدعوة واسهام في تقويتها وتوسعة رقعتها وتكثير أهلها.
إن الدعوة الى الله نور يطرد كل ظلام وعلم تنتفي معه كل جهالة وحق لا يعيش معه باطل فلنحرص على دعمها وتذليل كل عقبة تقف في طريقها ولنضع أيدينا في يد دولتنا الفتية المباركة وهي تعتني بهذه الدعوة وتمهد الطريق أمامها وتحرص علي توسعها وانتشارها فالدعوة الى الله تعالى أشرف الوظائف وأعظم المهمات لأنها وظيفة الأنبياء ومهمة المرسلين وليس أحد أحسن قولا من الداعي الى الله العامل بما يدعو اليه المسلم قياده لربه تبارك وتعالى )ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين(.
|
|
|
|
|