أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 8th June,2001 العدد:10480الطبعةالاولـي الجمعة 16 ,ربيع الاول 1422

الثقافية

الوَهْم
وَهِمْتُ أنّني بَلَغْتُ مَبْلَغَ الدُّعَاةْ
فَقُمْتُ رافِعًا عَقيرَتي.
لاُوقِظَ الغُفاةْ.
صَرخْتُ في وُجُوهِهِمْ.
لقدْ ضَلَلْتُمُ الطَّريقَ للنَّجاةْ.
فَقَدْ نسيتُمُ الجُذورْ.
وقَدْ أَدَرْتُمُ الظُّهورْ.
نَسَفْتُمُ الجُسورْ.
أتَحْسَبونَ أنَّكُمْ الى تُرابِ هذه البلادِ تَنْتَمونْ؟
لأنَّكُمْ،
تُشارِكُونَ قَوْمَها طعامَهُمْ؟
لِسانَهُمْ، وَفَرْحَهُمْ، وحُزْنَهُمْ؟
لَبِئسَ ما تُقَلّدونْ.
أتَحسَبون أنَّكم سَتَبْلُغونْ؟
تاللّهِ إنَّكُم لَحالِمونْ.
فَلَنْ تُبَدِّلوا جُلودَكُمْ،
وَلَن تُلَوِّنوا العُيونْ.
***
وَ أجْفَلَ الشَّبابُ بُرْهَةً،
كأنَّما أصابَهُم وُجومْ.
تمَلْمَلُوا، تَلَفَّتوا.
وَبَعْدَها، تَبَادَلوا إِشارةَ الهُجومْ.
فَأرْعَدَتْ سَماؤُهُمْ،
وَ مِن عُيُونِهِم أطَلَّتِ النُّجومْ.
أَلَمْ تَقُلْ لَنا بأَنَّ دينَنَا يُجاوزُ الحُدودَ والسُّدودْ؟
وَأَنَّ أَرْضَ ربَّنا بِشَرقِها، وَغَرْبها،
تَسْتَقْبِلُ الجِبَاهَ للسُّجودْ؟
أَلَمْ تَقُلْ لَنا بِأنَّ هِجْرَةَ الجُدودْ،
وَصِدْقَ جُهْدِهِمْ في سالفِ الزَّمَنْ،
هِيَ التي تَحَدّتْ القُيود؟
هِيَ التي أشَاعَتْ الهُدى،
فأَشْرَقَ الإيمانُ في سَماءِ هذه النُّجودْ؟
***
أَلَمْ تَكُنْ تَحُثُّنا،
لنَركَبَ السَّحابْ؟
وَ أنْ نَشُقَّ بالطُموحِ عالَمَ الضَّبابْ؟
وَ أَنْ نَرى بِأعْيُنِ الغَدِ القَريبْ،
دُعَاءَنا المُجابْ؟
بِأنَّنا سَنَرْفَعُ الأذَانَ عَالياً.
وَرَاءَ هَذِهِ القِبَابْ؟.
***
بَلَى، فَنَحْنُ نَنْتَمي هُنا، لِذَلِكَ التُّرابْ.
بُذُورُنا، جُذُورنا، ثِمارُنا، زُهُورُنا،
قَدْ ارْتَوَتْ منْ ذَلِكَ الرِّضابْ.
صِلاتِنا، صيامُنا، وَسَمْتُنا، ورَوْعَةُ الحِجَابْ.
ونَسْمَةُ السَّلامِ في شفاهِنا،
تُعَطّرُ الطَّريقَ في الذهابِ والإيابْ.
وبالهُدَى، مُبَشِّرينَ مَنْ أجابَ.
ومُنذرينَ مَنْ يَضِِِلُّ بالعِقابْ.
***
وأَنْتُمُ الذينَ قَدْ عَبَرْتُمُ البحار،
الى هُنا، وخُضْتُمُ الغِمارْ.
لَكُمْ ثوابُ هِجْرَةٍ، وأَجْرُ صاحبِ البِدارْ.
نَثرْتُمُ البُذُورَ،
سَيِّدي،
وكَانَ جِيلُنا هو الثمارْ.
***
هُو الوَليدُ أنْبَتَتْهُ أرْضُهُ، رَوَتْهُ حُبَّها،
وأطْعَمَتْهُ خَيْرَها،
وأَنْفَقتْ عَلَيْهِ لَيْلَها،
فصَارَ عِنْدها كطَلْعَةِ النَّهارْ.
***
وشبَّ ذلك الرَّضيعُ كالبَلابلِ الصِّغارْ.
يُرَطِّبُ القُلوبْ، يطيرُ في الدُّروبْ.
يُرتِّلُ الكِتَابَ في حَديقَةِ الكِبارْ.
ويَنّثُرُ الذي بِكفِّهِ منَ النَّضارْ.
***
فنَحْنُ، سَيِّدي، لَمْ نَنْسِفْ الجُسورْ.
لَمْ نُسْدِل السِّتارْ.
فَلَيسَ بَيْنَ مُفْرَداتنا «هُنا»،
وليس بينها «هناك».
فَكُلُّ أرْضِ رَبِّنا، هناك أو هنا،
لنا مَنارْ.
***
برَبِّكُم، نُناشِدُ الذي لأَجْلِهِ تَرَكْتُمُ الدِّيارْ.
أنْ تُطْلِقُوا السَّجينَ منْ قُيُودِ وَهْمِكُم.
وتَرْحَموهُ منْ قساوة الإسارْ.
وتُفْسِحوا الطَّريقَ ياسِمينْ، ليَعْبُرَ القِطارْ.
وتَفْتَحوا الصُّدُورَ هانئين،
لِنَبْتةٍ يَفُوحُ عطرُها،
تَفتَّحتْ على المَدى،
وآذَنَتْ بالاخْضِرارْ.

محيي الدين عطية
فيرجينيا

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved