| مقـالات
وهكذا ينضم سبب جديد او عامل جديد الى العوامل المسببة للعنوسة الا وهو البطالة، والبطالة كما يعرفها المتخصصون هي وجود أشخاص من الجنسين الرجال والنساء عندهم الرغبة والقدرة على العمل ولا يجدون ما يحقق لهم هذه الرغبة، فيبقون عاطلين عن العمل، وعادة ما يشار الى اعداد هؤلاء في المجتمع بمصطلح البطالة. والعنوسة هي وجود افراد من المجتمع لديهم الرغبة في الزواج واعمارهم تجاوزت المتوسط العمري لسن الزواج، إلا أن هناك اسبابا تحول دون اكمالهم لنصف دينهم، تتحدث الكثير من الكتب المتخصصة في هذا الشأن عن اسباب العنوسة، ومن بين الاسباب التي عادة ما تطرح غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج والمعيشة بشكل عام، وهناك من يرى ان السبب يكمن في الرغبة في اكمال الدراسة وتحقيق شهادات عليا كالماجستير والدكتوراه وان المدة الزمنية الطويلة لهذه الشهادات احدى مسببات العنوسة وهناك من ينطلق من منطلقات فلسفية مثل الميل الى حياة العزوبية للتخلص مما قد يراه مسؤوليات اضافية وهي متطلبات الحياة الاسرية كتربية الابناء ومشاركة شخص آخر «الزوج او الزوجة» آلام وآمال الحياة المختلفة. في المجتمع السعودي كان السبب الكبير والاول وربما الوحيد للعنوسة بل احياناً لعدم الاقدام على مشروع الزواج الى الأبد هو الارتفاع الكبير وغير المعقول في تكاليف الزواج ويقف على رأس هذه التكاليف المهور التي قد تصل احياناً المغالاة فيها الى ارقام خيالية. وقد مولت وزارة العد بحثاً حول غلاء المهور في المملكة نفذه قسم الدراسات الاجتماعية بكلية آداب جامعة الملك سعود عام 1405ه كما اعلن معالي رئيس مجلس الشورى ان هذا الموضوع ضمن موضوعات المجلس في دورته الثالثة. ويوجد في بلادنا جمعيات خيرية هدفها مساعدة الشباب على الزواج ودفع كل او بعض المهر على شكل قروض تدفع لاحقاً او على شكل صدقات لا تسدد. العامل الجديد الذي بدأ يلعب دوراً مؤثراً كواحد من الاسباب الرئيسة في العنوسة هو البطالة، فإذا كان الرجل عاطلا عن العمل رغم حاجته اليه ورغبته فيه وقدرته عليه فإنه سوف يضرب بفكرة الزواج ثم تكوين اسرة عرض الحائط، وبعض الشباب العاطلين عن العمل سوف يرفض الزواج حتى من امرأة تعمل وتحقق دخلاً لأن المتعارف عليه ان النفقة من واجبات الرجل، بل انه ملزم شرعاً بالانفاق على زوجته وان كانت تعمل. إذن لمساعدة الشباب على الزواج ولمحاربة العنوسة وللقضاء عليها وهي في المهد وقبل ان تتحول الى ظاهرة اجتماعية بين البنين والبنات لا يخلو منها اي بيت. يجب ان تعالج المسببات قبل النتائج، وفي مقدمة هذه الاسباب البطالة وعدم وجود عمل يحقق دخلا شهريا منتظما ان عملية دعم الراغب في الزواج بمبلغ مالي مقطوع رغم كونه عاطلا عن العمل لا ولن تحل تكاليف الحياة اليومية، بل ان مساعدة العاطل على تكاليف المهر قد تضيف الى مشاكل هذا المتزوج الجديد العاطل مشاكل جديدة اقلها تدبير مستوى متوسط من المعيشة له ولزوجته ثم لأبنائه وبناته. المطلوب اعمال خيرية لتدريب الشباب والشابات على اعمال ومهن وتأهيلهم للعمل وبعد ان نوجد لهذا الشاب او لهذه الشابة العمل المتناسب مع قدراته الجسمية والذهنية ثم الدخل المتناسب مع مستوى المعيشة حينئذ نتركه ليفكر في قرار تكوين اسرته من دخله الخاص وقد يتم اقراض من لا يمكنه دخله من دفع المهر المطلوب. فبدلا من ان تعطي الشاب المهر علِّمه ودربه على مهنة ويسر له الحصول على عمل ودخل يحقق منه مهراً له ولابنائه في القادم من السنين والايام.
|
|
|
|
|