أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th June,2001 العدد:10479الطبعةالاولـي الخميس 15 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

القضية الفلسطينية والقيادة الحكيمة
عبد الحميد العبد الله السعدون*
^^^^^^^^^^
منذ عهد الملك عبد العزيز رحمه الله ومع ولادة القضية الفلسطينية والقيادة الحكيمة الرشيدة للمملكة العربية السعودية تؤازر وتعاضد وتؤاخي القضية الفلسطينية وتدعمها بكل ما أوتيت من قوة كما أنها كانت وما زالت ومنذ عهد المؤسس الراحل الملك عبد العزيز طيب الله ثراه تدافع عنها وبكل قوة وضراوة في المحافل العربية والإسلامية والدولية وعبر جميع المنابر الإسلامية والدولية وعلى جميع الأصعدة، إذ إن هذا الدعم سياسي وإعلامي واقتصادي ومعنوي وبشكل شامل
^^^^^^^^^^
لقد اعتبرت المملكة القضية الفلسطينية قضيتها وناصرتها في جميع المراحل والتطورات وسجل المملكة يشهد على ذلك، ولست هنا بصدد رصد او حصر هذا السجل الحافل بالعطاء والمؤازرة المطلقة فهو أكبر من أن يرصد أو يحصى.
ولكنني كمواطن عربي ومسلم أولاً وقبل كل شيء أود أن أسجل بكل فخر واعتزاز تحركات المملكة الأخيرة حيال ما يجري في الأرض المحتلة أرض الإسراء والمعراج من أعمال قمعية ووحشية تقوم بها العصابات الصهيونية أعداء الله والإنسانية بحق إخواننا الفلسطينيين. وأود أن ابدأ مباشرة بالموقف الأخير لسمو سيدي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد حفظه الله وأبقاه نصراً للإسلام والمسلمين فقد تناولت جميع وسائل الإعلام العربية والإسلامية والدولية موقف سموه الرائع العظيم عندما رفض دعوة وجهت له من الإدارة الأمريكية لزيارة واشنطن فرفضها كتعبير حي ونموذجي للسخط والاستياء من الموقف الأمريكي تجاه قضية العرب والمسلمين ولا أقول قضية فلسطين وهنا اقترح عبر هذه الصحيفة أن يكون هذا هو المسمى لأنها قضية تهم كل عربي ومسلم سواء كان هذا العربي مسلما أو مسيحيا كما أنها تهم كل مسلم سواء كان عربيا او صينيا او روسيا أو غيره وهي بالتالي تهم العالم الإسلامي وتشمله من البحر للنهر ومن الخليج للمحيط.
ولقد كان ذلك الموقف الحازم الشجاع من سمو ولي العهد تعبيرا للموقف العربي والإسلامي وليس شخص سموه الكريم او المملكة فحسب، لقد أشهر سموه سيف الحق والعدل والعزة في وجه الإدارة الأمريكية وكان بمثابة اللطمة او الصفعة التي وجهت لهذه الإدارة لأن هذه اللغة التي تفهمها ويحب التعامل بها.
وماذا عساني أقول وأنا كغيري من مئات الملايين من العرب والمسلمين يعصر قلبه حسرة وألما لما يجري ليس فقط في داخل الأرض المحتلة وإنما بسبب المواقف العربية والإسلامية الهزيلة الهشة تجاه ما يجري.
لقد أضاء سموه بموقفه هذا الإشارة الحمراء في وجه أمريكا وقال لها لا وكفى. كفى امتهانا لعروبتنا وإسلامنا ومقدساتنا ومشاعرنا.. كفى استخفافا بمصير شعوبنا وكرامتنا وحقوقنا.. وفي نفس الوقت الذي أضاء فيه سموه الإشارة الحمراء فإنه قد أضاء شمعة الأمل والتفاؤل لقضيتنا الأساسية المصيرية. لقد كنا والله نشعر وكأننا نعيش تحت انقاض من اليأس والإحباط فأتت بادرة سموه النبيلة الجريئة الشجاعة لتفتح لنا نافذة الأمل والمستقبل المشرق بإذن الله. كما أنها بعثت في نفوسنا الأمل والاستبشار بأن هناك قادة في أمتنا العربية والإسلامية تحمل هذه المسؤولية التاريخية الثقيلة والجسيمة بكل صدق وأمانة وإخلاص.. ولا أبالغ اذا قلت بأن موقف سموه النبيل العظيم قد رد للأمة العربية والإسلامية بعضا من هيبتها ومكانتها، فالإدارة الأمريكية تعودت على أن يقال لها في كل مرة حاضر ونعم، وبعض الأنظمة العربية والإسلامية تنفذ بلا هوادة أو بلا تراجع أو تردد ما يملى عليها من أوامر او شروط أو تعليمات بتفكير وغير تفكير وباجتهاد وبغير اجتهاد.
ولكن موقف سموه الكريم أتى حازما وصارما وصريحا وبلا أي هوادة إذ ان الأمور وصلت الى حد لا يطاق ولا يمكن السكوت عنه والصبر عليه، وكما قال أحد المسؤولين المغاربة فإن المسألة عندما تصل الى حد الكرامة العربية او الإسلامية أو يكون لها مساس بها فإن الممكلة تقف في الصدارة، كان ذلك قبل أكثر من عقد من الزمان بكثير عندما وجهت المملكة لطمة لوزير الخارجية البريطاني بعدم استقباله وذلك لسبب يتعلق باللجنة السباعية التي كان يرأسها الملك الحسن الثاني آنذاك، وهكذا يتضح لنا بجلاء ووضوح المواقف المشرفة والخالدة للمملكة في هذا المجال وسجلها الحافل بالمفاخر والعطاء والذود عن حياض الإسلام والمسلمين وقبل هذا الموقف الراسخ الشامخ من سمو سيدي ولي العهد سبق لسموه موقف آخر يعلم الله أنه قد ملأ قلبي فخرا واعتزازا لمواقف المملكة المخلصة الشجاعة لقضيتنا وأمتها وهو التصريح الذي أدلى به سموه حفظه الله حين قال بأن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية ما يجري في الأرض المحتلة، لقد كانت تلك الطلقة من سموه عبارة بليغة ومعبرة وأكثر تعبيرا من جميع الطلقات.. والكلام الحازم أحيانا يكون أبلغ من جميع الطلقات والعيارات.
وفي اعتقادي أن الإدارة الأمريكية قد تلقت صفعة لن تنساها وجعلتها تعيد النظر ببعض حساباتها وسياستها وأفاقتها ولو نسبيا من سباتها العميق وتجاهلها الجائر لحقوقنا ومكتسباتنا المشروعة وبعد هذا التصريح الكبير والحقاني العظيم لسموه الكريم وما بين التصريح والرفض للدعوة أتى مؤتمر الدوحة الإسلامي لتعلن المملكة وبكل صراحة ووضوح ولأول مرة تتخلف عن مؤتمر ومناسبة إسلامية.. تعلن المملكة أنها لن تحضر المؤتمر ما لم يتم إغلاق المكتب الاسرائيلي في الدوحة .. لتأتي الإجابة سريعة بإغلاق المكتب وهو الذي دفع بالحكومة القطرية لاتخاذ هذا القرار.
وهكذا تتضح لنا المرة تلو الأخرى وتتأكد للجميع المواقف الراسخة الثابتة للقيادة الحكيمة الرشيدة منذ أن أرسى قواعدها المؤسس الراحل العظيم طيب الله ثراه.
*الإدارة العامة للعلاقات والتوجيه بوزارة الداخلية

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved