أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th June,2001 العدد:10479الطبعةالاولـي الخميس 15 ,ربيع الاول 1422

نادى السيارات

قف
مجرد أسئلة!
ذكرت لكم في المقال السابق أن عملية الاصلاح للمشكلة المرورية - من وجهة نظري - لا تتأتى عبر حملات إعلامية تنفذ من وقت لآخر، وأنه من غير المعقول تخصيص فترات طويلة تصل الى سنة من أجل تصحيح وضع معين )كما في حملة حزام الأمان( وإلا فإننا سنحتاج الى عقود طويلة حتى نصل بالوعي المروري الى المستوى المطلوب.
كما ذكرت أن المفهوم الصحيح للمرور السري يعني وجود رجلي أمن يرتديان الزي المدني ويحملان قسائم المخالفات وبطاقات تعريفية وجهاز لاسلكي بحيث يقومان بإيقاف السائق المخالف عن طريق اخراج جهاز )سفتي( صغير يوضع فوق سقف السيارة، فإن رفض السائق المخالف الوقوف، فما على أفراد الدورية سوى إرسال بلاغ لأقرب دورية رسمية مع متابعة هذا السائق من بعيد حتى يتسنى إيقافه عند حاجز ما، ومن ثم تنفيذ أقصى العقوبات المادية عليه لقاء مخالفته في المرة الأولى وهروبه في المرة الثانية. فإن بدر لرجلي الدورية أن هذا السائق متهور فإنهما يكتفيان بأخذ رقمه )حتى وإن كانت السيارة مسروقة( وإرسال المخالفة فورا بواسطة جهاز اللاسلكي إلى الإدارة العامة ومن ثم تتولى فرقة مرورخاصة احضار هذا السائق.
إن الأسباب الرئيسية التي جعلت كثيرا من السائقين الملتزمين بحزام الأمان يمارسون ألوانا شتى من المخالفات يمكن ايجازها على النحو التالي:
1- طغيان الحملة الإعلامية الخاصة بربط حزام الأمان على ما سواها من رسائل إعلامية كانت أولى بالطرح، إذ ان عملية الالتزام بحزام الأمان لا تخفف من نسبة وقوع الحوادث، وإنما تخفف من شدة الاصابة فحسب، وليس بصحيح أن تقيد السائق بحزام الأمان يجعله مع الوقت سائقا منضبطا، والدليل على ذلك أن دولة السويد التي ابتكرت حزام الأمان لم تشهد انضباط سائقيها إلا بعد أن تم تعديل القانون المروري وفرض غرامات كبيرة ارتدع على اثرها هؤلاء السائقون.
2- تخصيص دور ثانوي ومبهم لمفهوم المرور السري، إذ ان الرسالة الإعلامية الخاصة بالمرور السري كانت ضعيفة جدا، ولم تصل الى أذهان الناس بالشكل الكافي والصحيح، فالتطبيق الحالي لمفهوم المرور السري يقتصر على تسجيل رقم لوحة السيارة المخالفة فقط، سواء أكان مالكها هو الذي يقودها أو أحد اخوته أو زملائه أو أحد سائقي شركته، أو قد تكون السيارة مستأجرة وتناوب على استئجارها أكثر من شخص في ذلك اليوم، أو كانت السيارة مسروقة... أو..أو..(.
وبالتالي فإن هذا الأمر يساعد الكثير من هؤلاء على التملص من الإدانة إذا ما نسبت إليهم، بل إن البعض منهم مستعد لأن يقسم وبأغلظ الأيمان على أنه بريء في حين أنه كاذب وظلوم!
فيا ترى.. لو أن مفهوم المرور السري طبق بالشكل الذي ذكرته في أول المقالة، ورافقته حملة إعلامية كبيرة كتلك التي خصصت لحزام الأمان، هل يبقى الناس غير مبالين بأنظمة المرور كما هو الوضع حاليا؟
أليس من المحتمل أن تتولد في نفوسهم طوال هذه المدة الرهبة والاحترام لأنظة المرور؟
أما علم القائمون على الحملات المرورية أن الإنسان من طبعه الخوف من المجهول؟
أليس التطبيق الحقيقي لمفهوم المرور السري يعتبر ضربا من المجهول؟
محمد السابر

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved