| القرية الالكترونية
يعزو كثير من الناس سبب التفوق العلمي والتقني في اسرائيل إلى العقول المهاجرة من البلدان المتقدمة سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو من دول أوروبا أو من دول الاتحاد السوفيتي السابق بعد تفكك ذلك الاتحاد كذلك يعزون ذلك التطور إلى المساعدات التي يتلقاها الكيان الاسرائيلي من الخارج خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية سواء كانت تلك المساعدات مالية أو فنية واسرائيل تتلقى مساعدات كبيرة من الولايات المتحدة الأمريكية على المستوى الحكومي أو المستوى المؤسساتي ويوجد في اسرائيل فروع لكبريات شركات التقنية مثل عملاق تقنية المعلومات شركة IBM وغيرها كثير حيث يوجد هناك استثمارات هائلة لتلك الشركات مع الكيان الاسرائيلي.هذا الكلام صحيح ولا غبار عليه إلا أننا نقول لو لم تجد هذه العقول المهاجرة بيئة صحية وخصبة وصالحة للانتاج لما نجحت في جعل اسرائيل إحدى الدول المتقدمة علمياً وصناعياً كذلك نقول لو لم تجد المساعدات الخارجية إدارة ناجحة لما آتت أكلها فهناك دول أخرى تتلقى مساعدات كثيرة من الغرب ولم نر نتائج كتلك التي نراها في اسرائيل.
في اسرائيل تسند الأعمال إلى ذوي الكفاءات كما يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب بينما في عالمنا العربي الوضع يختلف، فالمحسوبية تأتي قبل الكفاءة والأهلية فوضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب هو الأصل وليس الاستثناء حتى في المراكز الحساسة مثل مناصب الجامعات ومراكز الأبحاث والوزارات وغير ذلك من المناصب المهمة وهذا الفساد الإداري يؤدي إلى كارثتين الأولى عدم قيام ذلك الرجل غير المناسب بأعباء المنصب المسند إليه على الوجه المطلوب والكارثة الثانية هي قتل الطموح وروح المنافسة لدى الرجل المناسب الذي لم يوضع في المكان المناسب ونفس الشيء يمكن أن يقال عن المساعدات المالية ففي اسرائيل تجد تلك المساعدات الإدارة الصالحة التي تستثمرها الاستثمار الأمثل بينما في عالمنا العربي الله يعلم بالحال ولا داعي لقول ما هو أكثر من ذلك وهنا يمكننا القول إننا وصلنا إلى مربط الفرس كما يقال وذلك ان الفرق بيننا وبين العدو الاسرائيلي هو في الإدارة وليس في نقص الكفاءات أو في الإخلاص فنحن أشد منهم إخلاصاً لديننا ولأوطاننا ولأمتنا فديننا دين الإسلام منهج دين ودنيا.
أما الكفاءات فهذه الكفاءات العربية والإسلامية تعد أحد روافد الحضارات العالمية المعاصرة وهنا نوجه كلمة لأولئك الذين لن يعجبهم هذا الكلام ويعتبرونه نشراً لغسيلنا أمام الأعداء، نقول لهم لا عليكم فلم يعد هناك فينا ما هو ليس مكشوفاً لدى العالم ولدى اسرائيل بالذات، وألا تنسوا بأننا لم نعد نعيش الستينات والسبعينات من القرن المنصرم وأننا نعيش عصر ثورة المعلومات.
وبعد هذا الاستطراد الذي كان لا بد منه نعود إلى حديثنا عن تقنية المعلومات في عالمنا العربي وفي اسرائيل، وقد بدأنا في الأسبوع الماضي الحديث وقلنا إننا في العالم العربي لانعدو عن كوننا مستخدمين لهذه التقنية بينما اسرائيل تعد إحدى الدول المصنعة لهذه التقنية. كما بدأنا الحديث عن الخطة الاستراتيجية الاسرائيلية الغربية لجعل اسرائيل اللاعب الرئيسي في السوق الشرق أوسطية المرتقبة حسب ذلك المخطط لهذا يجب ضمان بقاء التفوق الاسرائيلي في جميع مناحي الحياة خاصة أن هناك في اسرائيل أساسات علمية وبحثية مبنية منذ نشوء هذا الكيان أوحتى من قبل نشوئه، ففي اسرائيل شبكة متطورة من مراكز ومعاهد البحوث المشهورة والمعترف بها عالمياً ويأتي على رأسها معهدا تيكنون Tchnion ووايزمان Weizmann اللذان يعدان الركيزة الأساسية في التطور العلمي والتقني في اسرائيل وتغطي البحوث العلمية في اسرائيل جميع المجالات ومن ذلك البحوث العسكرية والزراعية والطاقة النووية والتكنولوجيا الحيوية والبيولوجية الجزئية وبحوث اللسانيات حتى إن اسرائيل لها اهتمامات وبحوث بشأن اللغة العربية والترجمة الآلية من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية وهذا دليل على ان اسرائيل تخطط لما بعد السوق الشرق أوسطية وإلا ما معنى اهتمام اسرائيل ببحوث اللغة العربية وبحوث التصحر وغير ذلك من البحوث التي يجب ان نكون نحن أولى ببحثها. من المشاريع البحثية المهمة في اسرائيل بحوث تقنية المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي وسوف نقصر حديثنا إن شاء الله فيما بقي من هذه السلسلة على تقنية المعلومات والاتصالات.
|
|
|
|
|