|
| الاقتصادية
شهدت الآونة الاخيرة اهتماما محليا متزايدا بالتجارة الالكترونية. فقد تم افتتاح مؤتمر ومعرض التجارة الالكترونية بالرياض، نظرا لما لهذه التجارة من ايجابيات اقتصادية تجمع معظم الانشطة التجارية والمالية حاضرا وخلال العقد القادم. وقد حرصت حكومة المملكة العربية السعودية على اقامة مثل هذه المؤتمرات التي تضم فعاليات وشركات التجارة الالكترونية من مختلف دول العالم لمواكبة احدث التطورات والتقنيات في المجال حيث ان التعرف على هذا الوافد الجديد في حياتنا الاقتصادية وكيفية التعامل معه والاستفادة من ايجابياته لن يتحقق افضلها الا من خلال الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في هذا المضمار. وتزامنا مع تصاعد استخدام التجارة الالكترونية عالميا يأتي المؤتمر الاول والذي يقام تحت رعاية سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد ونيابة عنه سيدي سمو الامير سلمان ليؤكد على دورها الريادي باعتبارها اكبر مركز لاستخدام تقنية المعلومات في منطقة الشرق الاوسط. كما توجه المؤسسات العامة و الخاصة بالمملكة بضرورة التعرف اكثر على تفاصيل ودقائق التجارة الالكترونية كأحد المبادرات التي تجعل منها اسلوب عمل مستمر في حياتنا وتعاملاتنا المستقبلية. والمؤتمر بدوره سوف يساعد الشركات العاملة على اكتشاف الافاق التي تتيحها التطورات المتلاحقة واثارها على عالم التجارة والاعمال والمال ونموها حيث ان انجاز الاعمال عن طريق شبكة الانترنت اصبح من مقومات النجاح حاليا. وقد صدرت الموافقة السامية الكريمة بتاريخ 2671417ه على تشكيل لجنة فنية دائمة للتجارة الالكترونية في وزارة التجارة لمتابعة التطورات في هذا المجال لتسخير معطياتها والاستفادة منها لخدمة خطط التنمية والاقتصاد والمواطن السعودي. حيث انه من المتوقع ان يكون نصيب التجارة الالكترونية بين القطاعات التجارية على مستوى العالم اكثر من 7 تريليونات دولار عام 2004م فيما سوف يبلغ حجم مشتريات المستهلكين عالميا باستخدام شبكة الانترنت نحو 831 مليون دولار لنفس الفترة تقريبا. فيما يقدر ان قيمة سوق تكنولوجيا المعلومات في منطقة الشرق الاوسط بنحو 4 مليارات دولار وهذا الرقم يعكس ارتفاعا بنسبة 21% مقارنة بعام 1999م ومن هنا فان القطاع العام والخاص يدرك ان للتجارة الالكترونية دورا اساسيا في المستقبل الاقتصادي سواء في تحفيزه او تنشيط جميع القطاعات الانتاجية المرتبطة بها.. ولا ننسى ان ماحققته المملكة من انجازات كبيرة على مدى الاعوام الخمسة والعشرين الماضية يحتم عينا جميعا الاستمرار في هذا النمو والازدهار ويستوجب ايضا ان نواكب الظروف الحديثة الخاصة بالاعمال والتجارة حيث لا يستطيع احد ان يتجاهل التغيرات الاخيرة التي بدأت تظهر في معالم الاقتصاد بل انها سوف تحدد معالم التجارة العالمية في العقود القليلة القادمة. واخيرا فان كل مخاوفنا من الانترنت وكل ارجاء التعامل معها نابع من الجهل التام للبعض منا بأساليب ترويضها. وكلمة ترويضها هنا يعنى اكثر بكثير من كلمة تشغيلها او التفرج عليها وحالما يتم معرفة اساليب ترويض الانترنت فسوف تتمكن الاعمال التجارية من تحويلها الى استثمار جيد ينتج ذهبا لتواجد فرص الاتصال وفرص الكسب وفرص العلم عن طريق هذا الوافد الجديد.
|
|
|
|
|
