أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th June,2001 العدد:10479الطبعةالاولـي الخميس 15 ,ربيع الاول 1422

الاقتصادية

« الجزيرة » من داخل سوق «أوشيقر»
الرياض من عصر الأقط.. إلى عصر الإنترنت!!
* تحقيق - وهيب الوهيبي:
في سوق أوشيقر بوسط العاصمة الرياض وتحديدا أمام معهد الدعوة العلمي يشد انتباهك مجموعة من المواطنين من كبار السن الذين يتواجدون يوميا ويفترشون الأرصفة والممرات لبيع بعض الأكلات الشعبية التي تجد لها اقبالا كبيرا من رواد السوق فأردنا من خلال هذا التحقيق أن نتعرف على بعض الجوانب المخفية في هذا السوق ونلتقي ببعض البائعين ولنستمع الى آرائهم وهموهم ومدى صلاحية ما يبيعونه.
في البداية كان لقاؤنا مع أحد البائعين في السوق وهو محمد بن صالح اليوسف حيث تحدث قائلا: أتواجد هنا في السوق يوميا لأبيع الأقط الأكلة الشعبية المعروفة والمرغوبة لدى الكثيرين فهو مهنتي الأولى الآن حيث أشتريه من الجلابة الذين يحضرونه للسوق ويبيعونه بالجملة وأبيعه على الزبائن بالمفرق أو بحسب الوزن أو أضعه في كراتين صغيرة وبهذه الطريقة أكسب قوتي ومعيشتي وما يعود لي من وراء ذلك بالنفع والفائدة.
وعن الصعوبات التي تواجهه في ذلك يقول اليوسف: أشد الصعوبات التي تواجهنا هي من طرف مراقب البلدية الذي دائما ما يتردد على السوق ويمنعنا من البيع وللأسف الشديد، فقد كنت في السابق أتواجد في الصباح والمساء ولكن الآن وبسبب مراقب البلدية لا أستطيع أن أبيع إلا بعد صلاة العصر.
في جانب آخر من السوق يؤكد البائع عيسى ناصر الدوسري أن مبيعاتهم من الأقط والسمن تحظى بإقبال كبير من المشترين وخصوصا من المواطنين كبار السن بخلاف الأجانب والمقيمين الذين نلحظ قلة تواجدهم في السوق وربما أنهم لم يعتادوا عليها.
ويوضح الدوسري أن الأقط يشتريه من بدو الشمال والجنوب بالجملة ومن ثم يقوم ببيعه على الزبائن بحسب الكمية وبأسعار متفاوتة تبدأ من عشرين ريالاً للكيلو الواحد ويصل أحيانا الى أربعمائة ريال.
وعن مدى صلاحية وسلامة ما يبيعونه للزبائن يؤكد الدوسري من خلال حديثه أنه من خلال خبرتنا في البيع والشراء نستطيع أن نميز بين الطيب والرديء عن طريق الطعم واللون والرائحة، فالأقط الطيب يكون لونه أبيض ورائحته جيدة ولا يتصف بالحموضة وهذه الصفات تنطبق أيضا على السمن ويختتم كلامه أنه حريص كل الحرص على بيع كل ما هو طيب وما يرضي الزبائن.
وفي أثناء جولتنا استقفنا أحد الشباب الذي حضر الى السوق بكميات كبيرة من الأقط ويدعى فهد عايض الدوسري الذي أشار إلى انه أحضر هذه الكميات من منطقة الفرش بجنوب الرياض ليقوم ببيعها بالجملة على البائعين الذين يتواجدون بالسوق معتبرا ذلك مصدر دخل مالي له. وعن سبب مجيئة هنا بالذات يؤكد أن ذلك يعود للحركة النشطة للسوق.
وأيضا كان لا بد لنا أن نستمع لآراء رواد السوق ومرئياتهم حول وضع السوق فيقول عبدالله البيشي الوضع العام للسوق لا يطمئن أبدا ويحتاج الى إعادة نظر له من قبل مسؤولي الأمانة فليس من المعقول أن يتم البيع والشراء بهذه الطريقة المعمولة الآن فافتراش الرصيف والتضييق على المارة وخصوصا على النساء أمر لا بد من الانتباه له إضافة على ذلك بعض ما يباع في السوق في كثير من الأحيان غير صالح للاستهلاك.
ويطالب عبدالله السالم إذا كان ولا بد من وجود البائعين في هذه الأماكن أن يتم تخصيص مكان خاصا لهم بدلا من هذه العشوائية التي تشوه واجهة السوق.
ويشدد محمد الفوزان على ضرورة وجود أمثال هؤلاء البائعين لأن ما يبيعونه لايوجد في مكان آخر ولكن بصورة منظمة.
رأي المحرر
افتراض الأرصفة والممرات بجوار الأسواق في مدينة الرياض أصبح ظاهرة بلا شك ولا يختلف على ذلك اثنان ومن يقوم بجولة ميدانية على أسواق العاصمة يدرك وبجلاء هذه الحقيقة فأصناف مختلفة ومتنوعة من المواد الاستهلاكية والغذائية والملابس والساعات والكماليات أصبحت تباع على الأرصفة وتأخذ حيزا كبيرا من الممرات والإشكال القائم الآن فضلا عن أنها ظاهرة غير حضارية وماتحدثه من أضرار وخسائر على أصحاب المحلات التجارية المستأجرة ما مدى صلاحية ومناسبة هذه المواد المعروضة للاستهلاك الآدمي إذا ما عرفنا ومن خلال التحقيق المنشور ان تلك المواد مكشوفة وتحت أشعة الشمس الحارقة ومعرضة للغبار والأتربة فضلا عما تتعرض له من عوادم السيارات لوجود الطريق العام بجوار السوق، إذن الأمر يتطلب الوقفة الجادة من قبل المسؤولين والجهات المعنية للنظر في هذا الموضوع وإيجاد بدائل مناسبة لهؤلاء الباعة والتي أرى من وجهة نظري تخصيص محلات للإيجار داخل الأسواق وبأسعار رمزية لا تثقل كاهلهم خصوصا أنهم من كبار السن الذين لا يوجد لهم دخل ثابت وهم فئة غالية على قلوبنا مع مطالبتهم بحفظ هذه المواد بما يثبت سلامتها وجاهزيتها.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved