أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th June,2001 العدد:10479الطبعةالاولـي الخميس 15 ,ربيع الاول 1422

الاقتصادية

مصاصو الدماء مهنة مهددة بالانقراض
كبار السن وحدهم ينقذون الحجامة من الإفلاس
أبو موسى:الشباب يبحثون عن الكريمات .. ونحن نمص الدماء
* الرياض - حميد العنزي:
ما هي أحوال الحجامة تلك المهنة الطبية الصعبة فهي تتعامل مع الدم؟
ربما أن مجموعة محلات الحلاقة التي تقع في حي الشميسي تكون هي الأشهر على مستوى المملكة وهي بذلك تمثل القلب النابض لهذه المهنة.. في هذا التحقيق انتقلنا الى هناك لرصد أحوال الحجامة فخرجنا بالمضمون التالي:
مشهد الركود
تواجدنا هناك في ساعات الصباح الأولى السكون وغياب الزبائن أبرز المشاهد إضافة لكثرة أجهزة المذياع فلا يكاد تخلوا أيدي الحلاقين من المذياع.. والانصات لنشرات الأخبار.
لم يكن من السهل الدخول في حديث عن المهنة في ذلك الوقت.. لكن عندما نشاهد أحدهم يقفل المذياع ننتهزها فرصة لتجاذب الحديث.
أبو موسى كان منشغلا بتثبيت قناة المذياع سألناه عن أحوال الحجامة فقال: الأحوال لم تكن كالسابق والمحل لا يكاد يخرج قيمة إيجاره، وعن الأسباب يقول: كبار السن هم وحدهم من يعرفون قيمة الحجامة وفوائدها وربما أن الأبناء أصبحوا يحذرون الآباء من الحجامة بحجج كثيرة منهم من يتهمنا بعدم النظافة وهذا غير صحيح فنحن نستخدم أدوات نظيفة ونهتم بها.
أما عن أحوال الحلاقة فلم تكن أحسن حالا من الحجامة في هذه المحلات حيث يقول أبو إسماعيل: نحن هنا ننتظر من يريد الحجامة أما الحلاقة فهناك عزوف عنها ليس لأننا )ما نعرف( ولكن الناس الآن تريد كريمات وتدليك مساج وهذه الأشياء ليست لدينا.. فالشباب الآن يبحث عن محلات الحلاقة الكبيرة والفاخرة والتي فيها ناس متخصصون في المكياج أما نحن )فمصاصو( دماء ولهذا فالشباب يتقزز من محلاتنا.
فوائد كثيرة
ويطالب حسين محمد الأطباء أن يوضحوا للناس فوائد الحجامة على الصحة العامة للشخص ويقول: أتمنى أن يعي الناس فوائد الحجامة وهذا ليس لأنني أعمل في الحجامة بل لأن فيها فوائد كثيرة وعلاجاً لكثير من أعراض الخمول والتعب لأن الناس لم تعد تمارس المشي كالسابق فالدم يتأثر بذلك.. وعن تأثير عزوف الناس عن الحجامة يقول: الأرزاق بيد الله وهناك ناس لا يزالون يواظبون على الحجامة بل أن بعضهم يأتي من خارج الرياض فقط لعمل الحجامة والأغلبية من كبار السن.
كل سنة مرة
العم حمد السويعي كان يستعد للجلوس على كرسي الحجامة وتحدث لنا بقوله : أنا من الناس الذين فعلا أشعر بتحسن كبير ونشاط بعد عمل الحجامة والتي أواظب على عملها كل سنة مرة وعادة ما أختار فصل الصيف حيث يشعر الإنسان بالخمول ولولا رفض أبنائي لعملتها كل ثلاثة شهور.. وعن أماكن سحب الدم يقول: أنا أفضل سحبه من مؤخرة الرأس وفي مؤخرة الاكتاف.. وأترك للحجام تحديد المكان الأفضل.
مستقبل أفضل
التفاؤل بمستقبل أفضل للحجامة لا يكاد يتحدث عنه سوى واحد من الحلاقين هو حسان أبو مزين فهو يرى أن الناس بدأت تعود للحجامة ويفسر ذلك بقوله:
الناس الآن بدأوا يفضلون بعض الطب الشعبي على الحديث وهناك ناس كثر يتحدثون عن فوائد كبيرة للحجامة وهذا معروف حتى في الطب الحديث فالتخلص من الدم الفاسد لا شك مفيد للجسم ولهذا فأعتقد أن المستقبل سيكون أفضل من الوقت الراهن وأنا أدرب أبنائي على مهنة الحجامة لأنها مهنة جديدة وفيها مكسب.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved