أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th June,2001 العدد:10479الطبعةالاولـي الخميس 15 ,ربيع الاول 1422

الثقافية

عن الشاعر والأديب محمد حسن فقي أكتب لكم
د. غازي زين عوض الله
لايختلف اثنان على ان الاديب المبدع محمد حسن فقي شاعر اصيل يجول بين بديع العالم، وبديع الرمز.. جمع المتناقضات الرمزية.. المعنوية الجمالية.. هوايته انه شاعر الالوان الواضحة.. تماما كرؤيته الواضحة. فالشاعر محمد حسن فقي الذي يستمد ماء الشعر من مورد عذب ينبع من تراث مجيد بشرف المعنى، وحسن السبك وجزالة اللفظ.. ويتجدد بلهيب رومانسي حار.. حاد يتعانق ويستشرف رؤى المعاصرين مع خصوصيته الرصينة.
ان شعلة وادي عبقر التي حملها من زمان بعيد عنترة، وامرئ القيس وعلقمة، والحارث، ولبيد، وتسلمها منهم حسان، وكعب، وجميل، وعمر، وجرير والفرزدق، تستقر اليوم في وداعة ومحبة بين يدي الروح المحلقة لمحمد حسن فقي..
وصحفنا تتوج في صفحاتها عقد محمد حسن فقي الفريد من مجموعة الثنائيات المتعارضة، والمتكاملة ايضا، وهو يفعل ذلك بوعي شديد ينبثق من ضمير الذات الشاعرة ويرتكز على منطق الذات المتفلسفة فهو وعي مزدوج له افق عاطفي واسع رحب، وله عمق فكري بعيد الغور.. محكوم المنطق.
والفقي من هذه الثنائيات يرسم بريشة الشاعر لوحات منسجمة من الابيض، والأسود، ليخترق بالرموز اللغوية الشعرية منطقة الضعف الانساني التي تغلف جوهر الحقيقة الانسانية بما فيها من صدق وكبرياء، وجمال وحرية والمتأمل لعناوين قصائد محمد حسن فقي يلمس عشقه للبديع بالمعاني المتعددة، واحتضن بحب فرع البلاغة الثالث فرع البديع وهاهي ذي عناوين بعض قصائده تمتص الرحيق البديعي، وتصبه في اناء من العسل الابيض الصافي النقي الذي يشفي نفوس الحائرين، وعشاق الجمال، وطلاب المعاني السامية.
واليكم بعض عناوين قصائده آلام وآمال الجسد والروح الطالب والمطلوب الشقي والسعيد الاغوار والقمم.
فشاعرنا محمد حسن فقي له خبرة اولى بطبيعة الذات.. وخبرة ثانية بطبيعة الآخر الاجتماعي.. وخبرة ثالثة بطبيعة الرموز التي تستوعب هذا وذاك وخبرة رابعة بايقاع هذه الرموز، وصورتها السمعية وخبرة خامسة تتمثل في رؤية شمولية للعالم تصاحبها خبرة سادسة تمكن من ضبط هذه الرؤية في تشكيل جميل له اثره في النفوس وكأنه يقول عن ذاته الشاعرة المتفلسفة، حينما يوجه حديثه الى الآخر تلك الذات المصاحبة له دائما على الرغم من قوله:


انا وحدي في اعتزالي ذائق
لذة الروح ابتعاداً واحتواء

وفي الذات الشاعرة.. يربط محمد حسن فقي الشاعر الاصيل في عقد واحد بين خطاب الغزل، وخطاب الحقيقة في صورة لها مذاق تكاد تلمسه بالحس.


تلك الليالي التي كانت تشاركني
فيها الصبابة ليلى ما احيلاها

واحسب في نهاية المطاف ان الشاعر المبدع محمد حسن فقي الذي تستضيفه في ملحقها الثقافي جريدة الجزيرة يستحق بجدارة .مثل هذا التكريم الثقافي وبمثل هذا الاهتمام عرفانا لتجربته الشاعرية الناضجة المتميزة على مدى خمسة عقود ونيف، فهو بلاشك رائد من رواد الشعر السعودي الذي اثرى بانتاجه الفكري والشعري مكتبتنا العربية.. فقد فرد له بعض النقاد والباحثين الاكاديميين في اطروحاتهم العلمية الكثير من الدراسات النقدية المتخصصة لقيمته الفكرية والابداعية.
وارجو ونحن تتلمذنا من معينه الفكري والشاعري ان تكون لنا مشاركة في الحديث عنه كأحد تلامذته فيما يختص بحياته، وشعره وادبه كما يشرفني ايضا ان تكون لي كلمة في الاشادة به كأحد الرواد الذي ترسم مكانة مرموقة ومتألقة في عالم الادب فاصبح رمزا من رموزه الخالدة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved