| الثقافية
لا أعتقد أنني سأضيف جديدا لمساحات التناول التي أفردتها «الجزيرة» لشاعرية شاعرنا الجهير محمد حسن فقي.. ولكن يبقى لمثلي تلك المساحة التي يقف فيها الشعراء وعاشقو الأدب على صعيد واحد في جميع العصور، يردون منهلا واحدا، يضيق ويتسع، ويكدر ويصفو، وتختلف روافده باختلاف العصور والأحوال، فالصلة الوجدانية والفكرية بين الشعراء وهؤلاء العشاق تظل وثيقة العرى بين فضاءات الابداع والتلقي.
فلهذا الجيل من عشاق الكلمة الشاعرة، أود أن أقول لهم بأن شاعرنا الكبير يكاد يكون آخر جيل «وحي الصحراء»!! وأعني به كتاب «وحي الصحراء» الذي نشر قبل أكثر من سنتين سنة موثقا ومؤرخا لانتاج ذلك الجيل الذي وضع أسس النهضة الأدبية في بلادنا.. حيث ضم بين دفتيه أعمال كبار كتابنا وشعرائنا وفي مقدمتهم الشاعر محمد حسن فقي.. وان كان لم يتضمن أعمالا للأدباء والشعراء الشباب - آنذاك- أمثال محمد عمر توفيق وحسين عرب وأحمد عبدالغفور عطار وعبدالله عريف وبقية العقد الفريد.. وقد كان لي - بتهامة- شرف اعادة طبعه.
وان كان لي أن أقول شيئا آخر.. فأقولها صادقا: ان الشعراء كثيرون ولكن القلة من يسكنهم الوطن!
والفقي.. كان واحدا من هذه القلة النبيلة والبهية.!
ويبقى التكريم والكتابة عن شاعرنا الفقي واجبا، وليس فرض كفاية يسقط إذا قام به الآخرون. قبل ان يكون حقا له ولأمثاله من القامات السامقة.!
|
|
|
|
|