احس بأني كنت في غابر الدهر
هزاراً يغني للثمار وللزهر
وعشت كذا حيناً من الدهر شادياً
ولكنني طوردتُ من جارح الطير!!
فخفت من الصقر المحلق ضارياً
فقلت: الا ليتني كنت كالصقر!!
فأمسيت صقراً يستبيح فرائساً
ويفتك بالمنقار منه وبالظفر!!
ولا ينثني حتى عن الام طوردتْ
فلاذت بأفراخ وزغبً الى الوكر!!
وأزعجني صوت الضمير فشدني
الى الحسن يهفو للحنان وللفكر
فحولني دهري وبورك صنعه من
الطير للوحش البريء من الوزر!!
فطاردني ليثٌ وذئب فأخفقا
ولم يخفقْ السهم المسدد للصدر!!
فاخطاني لكنني صرت راجفاً
ويا رب فتكٍ كان خيراً من الذعر!!
اخاف على نفسي وظئري فأنزوي
عن الناس حتى لو ترديت في بئر!!