| المجتمـع
لعله من المحزن أن تجد نفسك عدت فجأة إلى التدخين بعد أيام أو حتى شهور من الاقلاع. ربما تكون الرغبة في التدخين لديك قوية أوربما كنت تحت ضغوط أو توتر شديد أو كنت في جلسة مع أصحابك المدخنين ولم تنتبه إلا والسيجارة في يدك. ربما لا تتذكر كيف أشعلت السيجارة ربما كنت وقتها تعتقد أنها فقط سيجارة واحدة ثم لا شيء.
عموماً ان الانتكاسة إلى التدخين مرة أخرى تحدث عند تعرض الشخص إلى وضع كان فيه يدخن في السابق مع عدم وجود أسلوب للتعامل مع ذلك الوضع بدون اشعال السيجارة. والنتيجة هي الرجوع إلى التدخين.
والانتكاسة هي الرجوع إلى التدخين حتى ولو كانت أخذ نفخة واحدة من السيجارة. وهي على كل حال ليست فشلا، بل يمكن اعتبارها خطأ أو زلة وذلك لا يعني التوقف عن محاولاتك لتكون مقلعاً عن التدخين فهناك الملايين من المقلعين عن التدخين تعرضوا لعدة انتكاسات قبل أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه من حياة خالية من السجائر.
التوقف والحلول
أخي المدخن: توقف عما تفعله الآن. توقف عن التدخين وتخلص من جميع سجائرك.
حاول واحداً من الآتي:
تجنب الوضع الذي يساعد على الانتكاسة. وابتعد عن السجائر ومدخنيها.
خذ وقتاً مستقطعاً أو اذهب في نزهة لتستطيع التفكير.
قل لنفسك «أنا الآن في حال حسنة بدون سجائر. أستطيع أن أسيطر على الوضع».
ذكِّر نفسك بأسبابك للإقلاع عن التدخين.
استعن بصديق غير مدخن أو مختص ليساعدك أن تتخطى محنتك وتسير في الاقلاع.
إذا رأيت نفسك مندفعاً لتحصل على سيجارة، توقف وراجع ما حدث لك ودفعك إلى ذلك وضع خطة جديدة لك.
تقييم للموقف
- أين كنت عندما كنت تدخن؟
- من كان معك؟
- ما أسباب اشعال أول سيجارة؟
- كيف شعرت عندما دخنت السيجارة؟
- هل حلت لك مشاكلك أم أنها حطت عليك بمشاكل أخرى؟
- هل جعلتك تشعر بتحسن أم بتدهور؟
فبالرجوع إلى ما حدث يمكن للمرء أن يعرف عوامل الخطورة التي يواجهها وتؤدي به إلى التدخين.
استخدم هذه الفرصة لتحصل على وسائل دعم معنوية لك في صراعك مع التدخين. كيف يمكنك تفادي هذا الوضع في المستقبل؟ إذا وجدت نفسك في هذا الوضع في المستقبل فكيف سيكون التصرف البديل لك عن التدخين؟
لا تجعل اليأس يدخل إليك. لا تشعر نفسك بالفشل أو الذنب بسبب الانتكاسة اجعل منها تجربة تتعلم منها وتستفيد في مواجهتك مع التدخين في بناء خطة محكمة.
العودة للطريق الصحيح
اعقد العزم على العودة عن التدخين إلى الطريق الصحيح والصحي.
راجع الأسباب التي أدت بك إلى اتخاذ قرارك بالاقلاع عن التدخين فهذه الأسباب ستبقى مهمة لك دائماً.
راجع أسلوبك )خطتك( للاقلاع عن التدخين وتعرف إلى نقاط الضعف لكي تقوي من خطتك المستقبلية.
حاول استخدام عبارات تقوي عزيمتك للاقلاع عن التدخين مثل:
« لن أدخن حتى ولو نفخة واحدة».
«انه أسهل ألا أدخن من أن أدخن واحدة»
«انني أستطيع التعامل مع الظروف المحيطة بدون سيجارة».
إذا كانت انتكاستك متكررة أو كنت من المدخنين بشراهة فمن الأجدى الاستعانة ببدائل النيكوتين Nicotine Replacement Therapy لكي تخفف عنك أي أعراض انسحابية ولكن استشر طبيبك قبل استخدامها.
إذا كنت بحاجة إلى دعم. فاستشر طبيبك أو أخصائيا نفسيا.
تذكَّر أنه كل يوم لا تدخن فيه فإنك تتقدم إلى الأمام على مسيرة الاقلاع والحياة الخالية من السجائر.
د. محمد بن حسن الدغيثر
أخصائي أول طب الأسرة
e- mail:doghether@hotmail.com
|
|
|
|
|