أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 7th June,2001 العدد:10479الطبعةالاولـي الخميس 15 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

شدو
المقام ليس مقامك.. يا صديقي!
د. فارس محمد الغزي
لماذا تفشل - في الغالب - مشاريع النجاح؟ أو دعنا نقول.. لماذا تنجح مشاريع الفشل؟.. أو بعبارة أقل روغانا!: لماذا لا ينجح في الغالب ما تريد أنت نجاحه غالبا؟.. العذر فحتى هذه النقطة لم أتمكن من قول ما أردت قوله..، ومن يدري؟ فلعل في هذه الحبسة )خيرة!( من شأنها لفت انتباهك الى ما أنا بصدد قوله ولم استطع بعد..، وانتظارا للفرج، فإليك إذن المزيد من التساؤلات الحبيسة!: ما هي درجة نجاحك في البحث )فيك!( عن أسباب فشل الأشياء لديك؟!.. هل تبصرت في نفسك وتمعنت فيها تمعنك في ثيابك..؟ )الحمد لله فرجت الآن!(.. لأقول يخطئ من يظن ان الحياة هي كما تبدو الحياة، فثمة عناصر فاعلة في حياة الانسان.. عناصر لا يجهلها سوى هذا الانسان القادر على رؤية ما في الآخرين قدرة )زرقاء اليمامة(، غير أنه الأضعف بصرا وبصيرة حينما يتعلق الأمر برؤية ذاته.. بل ان ثمة عناصر فاعلة هي الأخرى في المنزل.. في الشارع.. في المدرسة.. في العمل.. في كل مكان: عناصر فاعلة، كما قلت، غير أنها كامنة غير محسوسة في الواقع. إنها ما يطلق عليه العلماء اسم )الثقافة المقنعة أو الكامنة(، وتحوي هذه الثقافة منظومة قيمية تؤثر تأثيرا بالغا في صياغة وبلورة ما يسود في الحياة من حقائق، بل ان تأثيرها هذا يتجاوز قدرة الانسان على ادراكه: فهو تأثير خفي ذو طبيعة تسللية، وليس له ما يشير اليه سواء باللفظ أو الكتابة، ولهذا قالوا «تحت السواهي دواهي!».. عليه )يا صديقي!( لم تفشل بعد.. إنك فقط قد فشلت في رؤية ذاتك، فاليك بالخطوة الثانية لتحليل أسباب ما بك على أمل أن نعود )الى ذاتك(.. اليك بهذه المعادلة: قم بجمع دواهيك مع سواهيك واطرح الناتج من سواهي ودواهي الأقرباء، والجيران، والمعارف، وزملاء العمل أو الدراسة، ثم تمعن في النتيجة: فإن كانت النتيجة )صفرا(، فإن هذا يعني ان )البلاء بك!(، مما يعني كذلك أنه لن يتغير ما بك حتى يتغير ما في نفسك.. فلم الانتظار يا صديقي.. هلم انظر في حالك قبل ان تنظر حواليك.. اقرأ صحيفتك فلكل فرد في الحياة صحيفة )ذات(..، أو فلنقل سبورة لا يملك طباشيرها سواه.. وبما ان الفكر فكرك.. واليراع يراعك.. والسبورة سبورتك.. والطباشير طباشيرك.. فلا أحد يملك القدرة على قراءة ما يدور في فكرك.. وما يكتبه يراعك.. على سبورتك.. بطباشيرك.. إلا أنت.. أنت فقط؟ بل أنى لغيرك القدرة على قراءة ما يدور في كيانك؟.. وكيف تسمح لغيرك الاضطلاع بما تستطيع القيام به أنت.. أنت؟.. خصوصا أنها )خصوصياتك!( يا صديقي العزيز..
)يا صديقي(.. أعلم انك تدور في دوامة مفرغة لا قاع لها في نظرك.. غير ان لكل شيء قاعا.. ولكل يباب معالم وحدودا.. ولكل ذهاب إيابا.. وفي الارادة فوز بالحياة بالمفازات المهلكات؟.. اعلم بأنك تريد الخروج حيث تغرد الكائنات على فنن بألحان الحياة!.. انه بمقدورك.. فاجمع كل شتات ارادتك.. واصل بإصرار وعزيمة وأمل.. الآن أنت على مقربة من )الأسلاك!( الرئيسة المزودة متاهات الدوران بل بوقود الايغال في متاهات الدوران.. أنت أمامها الآن وجها لوجه هي وأنت.. أنت الشجاع فلا تتردد.. امدد يدك بكل ما أوتيت من قوة.. اجزم واقطع دابر هذه الأسلاك المحيطة بك..الآن فك القيود.. حطم الحواجز.. اقفز الى الأعلى.. الآن أنت )أنت( كالطير الذي تراه الآن محلق في الأجواء بجانبك.. انظر اليه انه ينظر اليك.. سعيدا بصحبتك.. تغريدا معك في أجواء الحرية والسعادة.. بعيدا تسبحان عاليا في المدارات المضيئة بأنوار الارادة.. صدقني إنك الآن هناك محلق هناك.. فمن هناك قم بإلقاء نظرة أخيرة على حضيض مكانك السابق.. ماذا ترى يا صديقي؟.. هل أحسست بالفارق.. هل رأيت كم هي معتمة سراديب الدوران في قيعان العجز ومستنقعات الاستسلام وضعف الارادة والاستلاب.. لك المشيئة - بمشيئته - فواصل التحليق ما شئت.. أنى شئت.. يا صديقي..؟!
ص.ب: 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved