| مقـالات
محاولات القمع والإذلال التي يمارسها الصهاينة نحن بحاجة اليها لعلها توقظ ما نام فينا، بل لعلها صدمة كهربائية تنعش القلب العربي، وتعيد اليه نبضاته وتؤهله لحياة العزة والكرامة!.
لقد خرجنا من الاستعمار الأوروبي على مختلف جنسياته لندخل مرحلة الاستعباد اليهودي لمقدرات أمتنا ولكرامتها ولحقها في الحياة، ولا مخرج من هذا القهر الصهيوني إلا بيقظة عربية جديدة، تتأسس على الإيمان القوي بالله، والتأهل الكامل لحقوق الحياة العصرية بما فيها استعادة زمام القوة على مستوى التقنية والإدارة والاقتصاد وكل وسائل القوة المطلوبة لحياة شريفة كريمة لا يستعلي فيها اليهودي الحاقد الجاثم على أرضنا وكرامتنا ووحدتنا!
وقبل أيام أعلن «نبيه بري» رئيس مجلس النواب اللبناني، ومن بعده «فاروق الشرع» وزير الخارجية السوري ما معناه : «إن قواعد اللعبة قد تغيرت وعلى اسرائيل أن تفهم أنها ليست اللاعب الوحيد في المنطقة»!
هذا حقا ما نريد أن نسمعه، وأن نصنعه وأن نُشعر به «الكيان اليهودي»!.
لقد دخلت أمتنا نفقا مظلما منذ فضيحة الرصاص المغشوش الذي سُلحت به بعض فيالق الجيش العربي الذي خاض الحرب مع اليهود عام 1948م فمتى تنتصر أمتنا على ضعفها وهوانها وتخاذلها، لتسترد كرامتها وشجاعتها وصلابتها ورجالها وقوتها وإيمانها بالله!
متى نكون على مستوى القوة التي ترهب اليهود وتخيفهم وتُعيدهم الى حصونهم وجحورهم وذلهم التاريخي السرمدي!
متى يعلم «شارون» أن شعبنا الذي أوغل بدمه في شبابه العسكري هو في شيخوخة «شارون» شعب آخر تحول أفراده الى قنابل تتشظى في وجوه طواغيت اليهود!
لقد مات في الأمس «فيصل الحسيني» رحمه الله رجل قارع اليهود بلسانه وحجته ومنكبيه وورث جهاد اليهود من أبيه وجده، ومات مقهورا من أمة غافية لا تستيقظ ولا تهب لاستكمال قوتها ولتأهيل نفسها لحضارة العصر التي لا مكان فيها للضعفاء المتخاذلين! مات «فيصل الحسيني» وفي أمتنا ألف فيصل، وألف فاصل، قدرات معطلة مهمشة، لكن استعلاء اليهود وتمكنهم من قواعد اللعبة! وغرورهم وتجبرهم لا بد وإن طال المدى أن يوقظ الأمة النائمة، ويجمع الشتات المتفرق، ويشعرنا بأهمية الوحدة والتوحيد والقوة والاستقواء لعصر لا يحترم إلا الأقوياء ولا ينصف إلا من يجبر ضده على الإنصاف والعدل!.
لا بد بإذن الله، أن نغير قواعد اللعبة وأن نذيق اليهود غلظتنا وبأسنا وإرهابنا، وأن نشعرهم أننا أحياء لم نمت، وحاضرون لم نغب، وأقوياء لم نضعف، وأننا نملك أسباب القوة، وأننا أهل للحياة وللبقاء، حينها سيجنح اليهود الى السلام الحقيقي الذي أساسه العدل، لا السلام الذي يفرضه القوي على الضعيف بهمجية الدبابة، وغارة الطائرة، والتلويح بالفناء والردع النووي، ذلك السلام الذي ظل مفروضا منذ خمسين عاماً!.
المنصور في مؤلفه الجديد
زودني الأخ الاستاذ أحمد بن حسن المنصور بنسخة من كتابه الجديد «بريدة داخل الأسوار وخارجها» جاء الكتاب في ثلاثمائة وست وتسعين صفحة من القطع المتوسط، واشتمل على خمسة عشر فصلا غطت كثيرا من المعلومات الاجتماعية عن مدينة بريدة عبر عدة قرون، تحدث فيها المؤلف عن المباني والأسوار والمساجد والتعليم والمواصلات والبريد والأسواق، ظهرت شخصية المؤلف في حديثه الشخصي عن ذكرياته ببريدة، وفي مقابلاته الكثيرة لشخصيات ذات اطلاع واسع على تاريخ المدينة، كما ظهر جهد المؤلف في المراجع والمصادر التي وصلت الى ستة وثمانين مرجعا، الكتاب إضافة ذات قيمة علمية لتاريخ مدينة بريدة التوثيقي، وهو يستحق القراءة لما احتواه من معلومات ذات قيمة اجتماعية في الحياة الانسانية عموماً!.
الشعر يرسو على مرافئ جازان
تكرم علي الأخ الاستاذ أحمد بن يحيى البهكلي نائب رئيس النادي الأدبي في جازان رئيس تحرير دورية «مرافئ» فزودني بالعدد الثالث من هذه الدورية التي تصدر من نادي جازان احتوى هذا العدد على مواد أدبية وثقافية تغري القارئ بالجلوس لها وقراءتها بمتعة.
وقد جاءت «المرافئ» بطباعة وإخراج جيدين، وأكثر ما يلفت المتابع خارج منطقة جازان هو ظاهرة استيطان الشعر في جازان، وظهور مواهب شعرية تلفت نظر المتابع الأدبي، فهل ثراء الشعر وكثرة الشعراء دليلان على رسوخ الأدب في جازان، أم هو عطاء الله ثم إلهام المنطقة الجميلة لخيالات الشعراء الذين يفتنهم الجمال فيثري عقولهم ويغذي وجدانهم، الحالة جديرة بالدراسة ولعلنا نقرؤها في العدد الرابع من «مرافئ».
بريدة ص ب 10278
|
|
|
|
|