أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 6th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الاربعاء 14 ,ربيع الاول 1422

العالم اليوم

أضواء
الفيلم النيبالي
جاسر عبدالعزيز الجاسر
يظهر أن التأثير الهندي على نيبال الجارة التي تحتل سقف العالم، لا يقتصر على التوافق الثقافي والحضاري وحتى التماذج الديني كون أغلب سكان نيبال من أتباع بوذا الذين تنطلق أسس فلسفتهم الدينية من الهند، كما أن البلدين تجمعهما مصاهرات عائلية وزيجات مختلطة، إلا أنه وكما بان من خلال مجزرة القصر في كتمندو أن النيباليين متأثرون بالهنود أكثر من ذلك، فالمجزرة التي شهدها القصر الملكي والتي ذهب ضحية لها تسعة من الأسرة المالكة النيبالية ضمت الملك وزوجته وأبناءه ومنهم ولي العهد الذي قيل انه هو الذي نفذ الجريمة ثم انتحر.
نقول إن المجزرة أظهرت تأثر النيباليين بالخيال السينمائي الهندي الخصب، إذ جسدت المجزرة سيناريو فيلم هندي تداخلت في أحداثه التنجيم والغرام والقتل والمكائد السياسية والنهاية المرسومة.
في البداية بعد الكشف عن المجزرة كتبت بعض الصحف الهندية بأن ولي العهد الذي أشيع في البداية أنه هو من فتح النار على والده الملك ووالدته الملكة وإخوانه، بسبب رفض الملك والملكة طلب زواجه من فتاة يهيم بها حباً، وأن سبب رفض الملك زواج ولي عهده من الفتاة النيبالية البوذية الديانة وأمها هندية، تحذير العرافين من مغبة زواج الابن البكر قبل سن معينة، وإلا فإن اتمام الزواج سيؤدي إلى مقتل الملك الأب.
وهكذا تداخل التنجيم بالغرام، وكما في الأفلام الهندية كان للعرافين والأمير المتيم الحبيب وحبيبته الفتاة المكسورة الجناح والمقتحمة للقصر من خارج العائلة، دور في رسم خيوط المأساة.
وحتى تكتمل الصورة المأساوية ويتواصل سيناريو الاثارة في الفيلم النيبالي يطرح الابن البكر ولي العهد أثناء العشاء رغبته في الزواج من الفتاة، وأمام اصرار ومعارضة والدته الملكة التي تؤمن بتحذير العرافين، هكذا تقول روايات الصحف الهندية، والتي يجاريها في حذرها وتخوفها الملك الأب بيراندرا، رغم أن هذا الملك النيبالي يعد من أفضل ملوك نيبال وأكثرهم تنوراً وثقافة.. المهم أمام تعنت الوالدة الملكة وتأييد الوالد الملك، تتلبس الابن الأمير ولي العهد حالة غضب يترجمها باطلاق النار من رشاش آلي تنطلق رصاصاته صوب والده ووالدته وإخوانه وشقيقاته وبعد أن يقتل ثمانية من الأسرة يصوب الرصاص نحو رأسه ليموت بعد ذلك في المستشفى.
فيلم هندي بكل ما يعني من «سذاجة» في الأحداث والسرد، فهل يعقل أن يقدم الأمير النيبالي ولي العهد دايبتدرا على ارتكاب مثل هذه المجزرة لمجرد أن الأمير يحب ويريد الزواج ممن يحبها..؟!
وهل الملك والملكة والأمراء صيد سهل للأمير يقتلهم جميعاً دون أن يتدخل الحرس الذين لم يصيبوا الأمير القاتل الذي قتل نفسه..؟!لا يمكن أن يحصل مثل هذا الشيء إلا في الأفلام.. وهذا ما جعل الشعب النيبالي يبحث عن واضع سيناريو الفيلم النيبالي ومخرجه.
لمراسلة الكاتب
Jaser@Al-Jazirah.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved