| الريـاضيـة
ينطلق منظور العالم من حولنا في مجال تطوير الموارد البشرية من قناعة وركيزة أساسية مهمة مفادها أن الاستثمار في الموارد البشرية أصبح «خيارا استراتيجيا تفرضه متغيرات العصر الحديث، ويمثله الجانب الاقتصادي صاحب التأثير الأكثر والالحاح الأقوى لصب مزيد من العناية والاهتمام المستقبلي بالتعامل الجاد مع قضايا تنمية الموارد البشرية وصولا إلى تأهيل نوعي وفق معايير عالية الجودة لضمان مخرجات تتوافق مع احتياجات ومتطلبات التنمية الإدارية في المجال الرياضي.
تشرف الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة في الاتحادات الرياضية على أكثر من «153» ناديا تتوزع جغرافيا لتغطي كافة أنحاء المملكة، تتكون هذه الأندية من ألعاب مختلفة جماعية أو فردية في الدرجات الثلاث المعروفة «أولى ، شباب ، ناشئين» وهناك تباين واضح بين هذه الأندية من حيث عدد الألعاب المسجلة لها، إضافة إلى منتخبات المملكة في الألعاب المختلفة ودرجاتها أيضا. هذا يعكس بالتصور الكمي رقما ليس قليلا كما يعتقد البعض وإنما عدد يدعو إلى التوقف عنده للإجابة على سؤال مهم عن مهارات ومعارف وقدرات من تسند لهم مهمة إدارة هذه الفرق الرياضية.
إدارة الكرة في أي ناد لأي لعبة لاتزال تلعب دور الوسيط بين مجلس إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين من خلال القيام بواجبات إدارة الفريق وفق سلسلة من الصلاحيات يقابلها وبنفس الحجم كم من المسئوليات التي تتطلب من منفذيها إلمام بماهية واجباتهم تجاه تلك الوظيفة الموكلة إليهم، وطرق التنفيذ المناسبة لإنجاز مهام العمل الإداري المكلفين به، ويبقى معيار الحكم على مدى نجاح هذا المدير نتائج الفريق سواء كانت سلباً أو إيجاباً خلال مسيرة الفريق أثناء المنافسات المحلية والخارجية.
إن واقع منصب مدير الكرة الحالي في بعض الأندية والمنتخبات قد أوكل إلى أشخاص تتوفر فيهم الخبرة الرياضية أكثر وهي كفيلة بالتعامل جزئيا مع متطلبات وظيفة مدير الكرة بأسلوب يغلب عليه الاجتهاد في بعض الأحيان والارتجال في البعض الآخر أكثر من توفر المهنية اللازمة لإدارة الفريق وفق منهجية إدارية حديثة، لأنه لم يتم إلحاقهم بتدريب من أجل إيجاد التمازج الجاد بين الخبرة والمعرفة بأصول فن إدارة الفرق الرياضية. لا يجب أن نحمل هذه الفئة الوظيفية المسئولية عن ذلك لأن ما يحدث الآن هو اختيار ينطلق من سياسة «الجود من الموجود».
إن إعادة التأهيل اللازم لمن يشغل وظيفة مدير كرة أصبح الآن حتميا جدا فالتدريب بشقيه على رأس العمل أو الإعدادي منه قبل الالتحاق بالعمل يعتبر مطلبا ضروري جدا لإحداث التغيير المطلوب في التكوين الإداري للموظف الذي سيسند له إدارة احد الفرق الرياضية، فالتدريب يهدف إلى إحداث تعديل إيجابي في المهارات الفنية والإدارية والسلوكية لشاغلي تلك الوظائف، لأنه يتناول السلوك من الناحية المهنية أو الوظيفية من أجل إكسابه المعارف والخبرات التي يحتاج إليها وتحصيل المعلومة التي تنقصه والتعرف على الأنماط السلوكية والمهارات الملائمة من أجل رفع كفايته في الأداء وزيادة إنتاجيته على نحو يحقق الأهداف المرجوة منه في إحداث نقلة نوعية في مجال إدارة الفرق الرياضية.
إن أولى مراحل التدريب الفعال تبدأ بالمرحلة الأكثر أهمية وهي التحديد الدقيق لاحتياجات الوظائف المستهدفة وتجانسها «التي تشكل الأساس لكل التدخلات التدريبية اللاحقة» ولكي يحقق التدريب النتائج المرجوة منه على مستوى الموظف والوظيفة والمنظمة، فلابد من تحديد الاحتياج وصولا إلى تحديد نوعي أو كمي للمهارات والمعارف والقدرات التي سيتضمنها برنامج التدريب المقترح. ثم تتوالى بقية مراحل تصميم البرنامج التي يغلب عليها الجانب الفني المتخصص حتى المرحلة الأخيرة منه المتعلقة بالتنفيذ.
تبقى المحصلة النهائية للتدريب وهي تلك المخرجات التي تهدف إلي تحسين أداء العمل في مجال إدارة الفرق الرياضية بإحداث نقلة في تطوير الأداء الحالي ليواكب المتغيرات في المجالات الأخرى وخاصة المجال التقني والمجال القانوني في تفهم أوسع لنظامية الإجراءات المعمول بها من الناحية القانونية وخاصة في التعامل مع قضايا الاحتراف وغيرها. إضافة إلى تطوير للسلوكيات بما يتوافق مع عقليات ومستويات تفكير اللاعبين في الفئات العمرية المختلفة وتجديد وتحديث وتنمية مهارة الاتصال الفعال مع الآخرين والتعرف على مختلف وسائل وعناصر العملية الاتصالية.
علاوة على القدرة على التحدث والتصريح لوسائل الإعلام المختلفة بشكل فعال قادر على إيصال الفكرة أو المعلومة بشكل سهل وواضح يمكن فهمه من المتلقي بسهولة.
إن مرحلة تنفيذ تدريب مديري الفرق الرياضية يمكن أن تحدد في كلا الجانبين الإداري والفني، فيمكن الاستعانة ببعض معاهد أو مراكز التدريب المتخصصة في الجانب الإداري لكي تتولى مهمة تنفيذ كامل العملية التدريبية، أما الجانب الفني فيمكن الاستفادة من معهد إعداد القادة في ذلك من خلال جرعات تدريبية تهدف إلى التزود بالمستجدات الحديثة في كل لعبة على حدة، إضافة إلى بعض مراكز التدريب التقني «في مجال الحاسب الآلي» في محاولة إلى البدء الفعلي بالتعامل التقني في توفير المعلومة من خلال بناء لقواعد البيانات يسهل الحصول على المعلومة وتحديثها بشكل مستمر ويمكن المدير من متابعة المستجدات الرياضية عبر شبكة الإنترنت والإلمام بالتعامل مع الرسائل الإلكترونية.
يبقى عنصر توقيت التدريب وتحديد المدة الزمنية التي يستغرقها مهما جداً وأعتقد أن فترة توقف الأنشطة الرياضية خلال الصيف ربما تكون أحد أنجح البدائل لتنفيذ هذا التدريب بما يضمن تواجد أكبر قدر ممكن منهم خلال تلك الفترة، علاوة على إمكانية جدولة المتقدمين على عدة دورات تنفذ بأسلوب مرن يضمن التوافق بين الحاجة إلى التدريب وبين الاستفادة من الإجازة في آن واحد.
هل نرى في القريب العاجل جيلا جديدا من مديري الفرق الرياضية يتسلح بالتدريب من منطلق التطوير الذاتي بما يعكس أثراً مهنيا كبيرا على الأداء في المواسم القادمة؟
ü يجب أن ينظر الإنسان إلى النقد كمعلومة لها قيمتها حول كيفية تحسين العمل.... وليس بوصفه هجوما شخصياً !!!!.)هاري ليفنسون(.
Lightarticle@yahoo.com *
|
|
|
|
|