| عزيزتـي الجزيرة
بينما أنا غارقة في بحار الأحزان والهموم التي تراكمت علي اليوم بسبب وفاة جدتي وبينما كنت أتلقى التعازي من الأقرباء والأصدقاء إذ بشيء داخلي يقول لي:
تعزمي فلا شيء على الأرض باقيا
ولا وزر مما قضى الله وافيا |
لعمرك ما الحياة إلا ظلال أو طيف خيال.. وهل للظلال دوام أو لطيف الخيال مقام؟ فلا يجب عليك أن تجزعي لأن الجزع لا يجدي ولا ينفع.. نعم لقد أوقد فقدها منك الضلوع وقل الصبر وزاد الهلع وأبت النفس الخشوع والهجوع وأقسمت العيون ألا تضن بالدموع.. كيف لا ومصابها هو البلاء العظيم والخطب المدلهم الجسيم.
لكن ما يفيد البكاء وهو لا ينفع والحزن وهو لا يدفع وأنا أعلم علم اليقين بلا اشتباه أن هذه سنة المولى في خلقه ولاتبديل لكلمات الله.
فالصبر والرضا والتسليم لقضائه أحرى وأجدى فاستقبلي هذا الحادث وإن كان جليلا بحسن العزاء فإنه من دواعي الرضا.
أسأل الله الذي كلنا له وإليه واعتمادنا في كل حال عليه أن يهب لنا من جميل الصبر ما يجبر المصاب ويجزل عليه الثواب وأن يصرف عني وعن المسلمين كل مكروه ويحقق لنا خير ما نرجوه.
أمل الحسينان
|
|
|
|
|