أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 6th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الاربعاء 14 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

الغد في معادلة الفقد..!
ابراهيم عبد الرحمن التركى
)1(
* * حين أيقنتُ أن لا براء ولا عزاء ترجلتُ عن أملي وانتحيتُ أعدُّ الحصى وأحكي «..» لكي أتلقف نظرات من يحصب الدهر بالأمنيات وأمنيات الذي كان يحلم ثم عصا.. ظل في حلمه مفرداً كالعصا، ناشفاً كالحصى.
ممدوح عدوان
* * *


ووفّقتَ بين الدين والعلمِ والحجا
فأطلعتَ نوراً من ثلاث جهاتِ

حافظ إبراهيم
* * *


هِممٌ بلّغَتْكُمُ رتباتٍ
قَصُرتْ عن بلوغها الأوهامُ
وإذا كانت النفوسُ كباراً
تعبتْ في مرادها الأجسامُ

المتنبي
* * *
)1/2(


* * في اتجاه الرِّيح
تمتدُّ القوافلْ
وتواصلْ..
وترى فيما ترى
درب الرّواحلْ..
في اللّيالي الصّدئة..
وانتكاسِ التُّؤده.
إن مَنْ سار بلا هديٍّ لمائلْ

* * *
)2/2(


* * نحو عُمق الرُّوح
ترتدُّ المسائلْ
وتسائلْ..
* * أأنا غيرُ أنا
أأنا تِيهُ العَنا
أأنا أم أنت
واللائي وهم
نسلُ الأوائلْ
وهتافاتُ البواسلْ
أم تُرانا
لوحةً منطفئه
صورةً مهترئه
لشعاراتِ المراحلْ

* * *
)2/3(


* * صفِّقوا للجهلِ
والسهلِ
فلن تنمو السنابلْ

* * *
)3(
* * متى تتحول المعرفة «إلى» استثمار مجتمعي
* * ومتى يمكن «للتعليم» أن يحقق «حركة» اجتماعية..
* * سؤالان ممتدان بمسافة الفصل بين «الحلم» و«الواقع» أو بين «الخطة» و«التطبيق»، فمتى اقتربا أضحت المعرفة ممارسة وأصبح «التعليم» عملاً، وباتا أساسيْن يتبادلان الموقع الاستراتيجي و«المرحلي» ينيران في «الفضاء» كما هما على «الأرض»..
* * وقد تناول )إيث شميل( في كتابه )بلدان الخليج العربية ومسألة التحديث(، الذي صدر مترجماً عن دار الساقي عام 1992م هذين الاستفهامين بصيغة حقائق منفية فلا استثمار مجتمعياً معرفياً، ولا حراك مجتمعياً تعليمياً، والناتج في نظره أن المسألة «كلام في كلام».
وأن المؤسسات الرسمية لا تولد شرائح «مُمَدْرسة» أو «عقلانية» وهو إن بدا «سلبيّاً» أو ربما «هجومياً» يثير قضية مُقْلقةً على مستوى الأمم، كل الأمم، حتى إذا تعلق الأمر بشعوب ناهضة، فإن الأمر يحتاج إلى الكثير من «الفرَق» و«الأرق» بعيداً عن حالات «الرضا» الغافية على أنغام التصفيق والتلفيق..!
* * *
)4(
* * ليس بمقدور هذه الأربعاوية الموسمية التي يتزامن نشرها مع انتهاء موسم الاختبارات أن تتناول شجون التعليم التي امتد أساها دون أن تجد «آسياً» يشفيها، ولن يضيف كثيراً إلى ما قيل قبلاً، وما يقال بعداً، فالمحاولات متصلة والخرق متسع على الراقعين..!
* * ولعلّه والمساحة المكانية كما المقالية محدودة ومؤطرة واقف أمام التعليم الجامعي )وما في مستواه( الذي سينضم إليه بعد أيام عشرات الآلاف ليعلو الرقم إلى «مئاتها» ممّن «يُنظرُ» إليهم كما «يُنتظرُ» منهم ثم لا يتوافقُ التطلع مع التحقّق..!
* * وربما آن لنا اليوم في مختلف معالجاتنا أن نتجاوز مدلولات الأرقام المجرّدة التي قد تشير إلى «إنجاز» شكلي دون أن يتبع ذلك بالضرورة «إعجازٌ» تنموي أو دلالة معنوية في حسابات الكسب الحضاري المنتقل عبر الأجيال..!
* * *
)5/1(
* * أشار )أحد الكُتَّاب( قبل أيام إلى فضيحة بطلها أستاذٌ جامعي يبيع بحوثاً جاهزة على طلابه، فمن اشترى نجح، ومن ساوم أو رفض أخفق..!
* * «الكاتب» كبير، و«الجامعة» معروفة، وعدم تحديدهما في هذه المقالة التماسٌ لشيءٍ من الخطأ في ناقل الحكاية إلى الكاتب ، فهي لو صحّت مأساةٌ في السياق المعرفي والأخلاقي، وإنذار بظلام مستقبلي من أحد منابع النور .
* * وكان يمكن أن تُعَدُّ هذه الحادثة نادرة لو لم تتصادف مع حكاياتٍ أخر تلبس الإهاب ذاته، ومنها ما نقله صديق موثوق عن أستاذٍ جامعي في جامعة أخرى سأل طالبه «مبلغاً من المال» )في حدود ثمانية آلاف ريال( حتى يُعيد له اختباره ويمنحه علامة النجاح، وتم ذلك «جهاراً نهاراً» وقد أبلغ الطالب رئيس قسمه، الذي أدى دوره في اصطياد الأستاذ بالجرم المشهود..!
* * عدا هذه وتلك فإننا جميعاً نختزن قصصاً مشابهة تثبت دون ريب رداءة الوسط الجامعي الذي أطلقت فيه يد الأستاذ وغابت الرقابة وأضحى «الضميرُ» مرناً، و«الذمة» هشة، و«الرسالة» وجاهةً ورصيداً..! أما المستوى العلمي /الثقافي/ الفكري فهو ما بات «معلناً/ عياناً» يشي بما وراءه من رداءةٍ وارتداد.
* * *
)5/2(
* * دعونا نفترض أن الممارسات السابقة محدودة وأنها لا تمثل أرضية لقياسٍ عام، ولنعدِّ عنها رغم خطورتها وحتى لو كانت حالة واحدة إلى الوضع الأشمل من حيثُ مستوى الأساتذة أو محتوى المناهج..!
* * تحولت الدرجة الجامعية إلى شكل رسمي يمنح صاحبه حق الترقية العلمية عبر إجراءاتٍ رسمية ذات إطارين «زمني» و«بحثي» ..!
* * ويبدو الوضعُ سليماً لو أن حاملي هذه الدرجات ومعدّي تلك الأبحاث قد استطاعوا الخروجَ بها إلى الحياة فلم ُتحفظ في الرفوف بحيث لا تقدم شيئاً إلا للمستفيد «المادي» منها..! وأما لماذا لا تخرج إلى الفضاء الرحب فتؤثر وتتأثر فلعلَّ بعضها قد وُلد خَداجاً فامتنع عليه الضوءُ والهواء..!
* * والمؤسف أن الشرط الرئيس في أستاذ الجامعة أو محاضرها أن يحملا درجتي «الدكتوراه» أو «الماجستير» دون التفاتٍ إلى إمكاناته «الذهنية» القادرة على التفكير والحكم، والمتجهة نحو تنوير «الآخر» بنور «الذات» ..!
* * ولأن المقارنة قريبة والمقاربة متيسرة، فإن في عالم كلِّ واحدٍ منّا أرقاماً من هؤلاءِ تقتصر علاقتهم بالعلم والبحث والفكر بدراسة رسمية واصلها وتوصل بها إلى «كرسي» الأستاذية دون أن ينال«شرفها»..!
* * أما «المتمكّنون» فقد انزووا لدرسهم أو تواروا خلف طرسهم، أو اعتزلوا في منازلهم.
* * وأما «المستوجهون» فقد أضافوا إلى أنفسهم ما أحسُّوه من نقص فتسابقوا نحو «الواجهة» المجتمعية بأملِ نقلهم من شقاء العلم وشظف الطلب إلى المكتب «الوثير» واللقب «الأثير» والعمل «اليسير»..!
* * وهنا يبرز في واجهة العلم والتنمية «المتعالمون»، وتتردى «الحال» وتزيد «الأمثلة» ويقلُّ «المثال»..!
* * *
)6/1(
* * من يهيئه موقعه لاستقبال «مخرجات» الجامعات سيؤلمه أن يرى شباباً مقبلين على الحياة يزهون بشهاداتهم دون أن تزهو بهم، فقدراتهم «التخصصية» ضعيفة و«مواهبهم» الإضافية محدودة، وشفيعهم الأوحد «مواطنتُهم» في ظل شعار «السعودة»!
* * وتفكر في «الجامعات» فتجد أنها لم تراجع استراتيجياتها بعيدة الأمد ،أو حتى تعدل في خططها الخمسية أو العشرية، فالمهم هو «الرقم»، والأهم هو «التصاعد»، ولم يقتصر الأمر في بعضها على الشهادات الجامعية، بل تجاوزها إلى شهادات «الماجستير» و«الدكتوراه» التي تفتح لأصحابها أبواباً مغلقة في الخطوط الأمامية لتحريك المسارات التنموية، وبِتْنا نسمع ونقرأ كل يوم «التهاني» القلبية مصحوبة بالتمنيات الأخوية لمن انضموا إلى الأرقام الصِّفْريّة في شهادات «التحقيق» و«التجميع» لتخصصات لا مكان لها في عالم التغيير والتنوير..!
* * *
)6/2(
* * اقتنع الجميع أن اللقب هو الشرف، وأن الشهادة هي الهدف، وتنافس المتنافسون على وسائط رخيصة لا تكلفهم أكثر من سفرة صيف أو انتساب دون كيف، ومتطلباتهما بحث «مسطح» مع مشرف «منمّط» في موضوعات «خاويةِ» ولو أحصيْنا لأيقنّا، ولو تأملنا لأحبطنا ليبقى الحلُّ في خطواتٍ «إصلاحيّة» جذرية تمس الدراسات الجامعية في كل مستوياتها من أجل إعادة الكفاءة والجدارة إلى الصدارة وحتى لا يجرفنا تيار «الألف» و«الدال» و«الميم» عن حسن التقدير ودقة التقويم..!
* * *
)7(
* * بدأ التفكير العملي لافتتاح كليات وجامعات أهلية وهي خطوة مهمة إذا توافرت لها شروط ومواصفات لعلَّ في مقدمتها التركيز على تخصصات حيوية يحتاج إليها البلد بعيداً عن تكرار الدراسات النظرية التي أتخم بها سوق العمل فلم يعد لخريجيها مكان، فضلاً عن وجود امتداد لها في السباق الحضاري الكبير الذي يعيشه عالم اليوم..!!
* * وثمة أمر آخر لا يقلُّ «فاعلية» بربط هذه الكليات والجامعات بمدارس عالمية رائدةٍ فنبدأ من النهاية ويتأهل الطلاب والطالبات بصورة مختلفة تضمن توافر الكفاءة والمهارة لديهم.
* * واختيار أعضاء هيئة التدريس بعد ضروري فلا معنى لالتقاط «الموجود» بل لا بد من البحث عن «المفقود»، ووسائط الاتصال، وأساليب التعلم عن بُعد كفيلة بحل «الشحّ» في أمثال هؤلاء..!
* * والتدريب العملي «الداخلي والخارجي» في المؤسسات الناجحة الكبرى ذات الأداء الحديث والتجهيزات المتطورة حلقة تكمل النقص، وتعزز الرؤيا بالتطبيق..!
* * لا بد في الجامعات والكليات الأهلية من معايير صارمة بعيداً عن الربحية العاجلة، وكذا عن التساهل أو المجاملة مع اشتراط إتقان لغةٍ أجنبية واحدة على الأقل وتطبيق الاختبارات والمقاييس العالمية في المقبول، وتوسيع المنح للموهوبين والموهوبات ممن لا تسعفهم إمكاناتهم المادية للمواصلة فيها بسبب رسومها..!
* * وفي الوقت ذاته فإن الجامعات الحكومية مساءلةٌ عن مراجعة أهدافها، ومناهجها، وتقويم أساتذتها ومسؤوليها، وتجديد فكرها وأساليبها ولا ضير إن أقفلت كليات، أو قُوعد مدرسون، أو حُجبت الشهادات والترقيات والوساطات فمرحلة «التصحيح» شاقة. إلا أن نتائجها مشرقة.
* * من الجامعة يبدأ التغيير والتطوير .
ibrtuki@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved