أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 6th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الاربعاء 14 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

رعاية الأيتام
* بقلم الدكتور/ حمد بن محمد الفريان:
من رعاية اليتيم ألا يُقهر «فأمَّا اليتيم فلاتقهر» وفي رعاية اليتيم ان يطعم الطعام على حبه «ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيماً وأسيراً» ومن رعاية اليتيم ان يُصلح له ما له ويحفظ إلى أن يبلغ رشده.
«ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده» ومن رعاية اليتيم ان يُستصلَح حاله ويُعلّم ماينفعه ويؤدب الآداب الإسلامية الفاضلة إلى أن يبلغ رشده ثم يدفع إليه ماله ان كان له مال «وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا مادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافاً وبداراً ان يكبروا» إلى أن قال سبحانه «فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيباً» وأتوا اليتامى أموالهم ولاتتبدلوا الخبيث بالطيب ولاتأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً» ومن المعلوم ان اليتيم كغيره له حاجاته ومقوماته الجسدية والروحية، وحقوقه متنوعة في حال غناه وفي حال فقره، وكل شأن من شؤونه محكوم بقواعد الاسلام وأحكامه وللقضاء العادل دوره الذي لاينكر في حماية حقوق اليتيم وكفالته وإقرار ما فيه غبطة ومصلحة له في الحاضر والمستقبل كما هو معلوم وهذا الدور أحد أوجه كمال شريعة الإسلام وتمام نعمة الرسالة «اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً».
أما إذا كان اليتيم فقيراً معدماً ولايعرف له قريب أو كان له قريب ولكن يحول إعساره وفقره دون إلزامه بنفقة اليتيم أو لم يقم بما يجب عليه شرعاً لأي سبب من الأسباب فإنه يأتي دور ولي الأمر ودور المحسنين من ذوي اليسار من المسلمين وهذا الدور قد يكون جهداً فردياً يتم به فرض الكفاية وقد يكون جهداً جماعياً منظماً ومستمراً كما هو الحال بالنسبة للضمان الاجتماعي وللجمعيات الخيرية التي تقام وتنشأ لهذا الغرض، ومما لاشك فيه أن الجمعية الصالحة وسيلة نافعة وطريق موصلة إلى الغاية المنشودة.
وهي مكملة للدور الهام الذي يفترض أن يقوم به الضمان الاجتماعي وإذا قدر للأمة أن تنسق بين جهود الضمان الاجتماعي وجهود الجمعيات الخيرية بما فيه الكفاية فسيكون من شأن ذلك تحقيق الهدف المنشود بدرجة عالية من الجودة وحسن التصرف والتغطية حسب مايتطلبه واقع الحال ويتم به إبراء الذمة ولقد كان للمملكة سبق وريادة في هذا المجال ووصلت ثمار حسناتها إلى أيتام المسلمين في أرجاء المعمورة كما هو حاصل بالنسبة لمؤسسة الحرمين وهيئة الإغاثة العالمية وغيرها من المؤسسات الخيرية المعروفة.
ولايفوتنا أن ننوه بثقة وتقدير بجهود الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالرياض إذ هي من خيرة الجمعيات الخيرية وأزكاها وهي بنظامها وجودة أدائها مؤهلة لأن تكون قدوة ومثلاً يحتذى وممالا حرية فيه ان اليتم شيء يتجدد مع الأيام ولابد فيه من النية الصالحة والاحتساب والصبر والمثابرة. وبما أن ظاهرة اليتم والعوز تصاحب الوجود الإنساني جيلاً بعد جيل فمن المعقول ان يسعى في إيجاد مصادر التمويل الثابتة ومن جملتها مايقرر لهذا الغرض في ميزانية الدولة وبيت المال وماتجود به نفوس المحسنين من الأوقاف والوصايا والهبات والتبرعات إلى غير ذلك والحث على الانفاق في سبيل الخير ومنها رعاية الأيتام قد أكدته شريعة الاسلام «وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا علهيم فاليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا» «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم».
«الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون» «ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره» ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى» وأنعم بها من منزلة. ولهذا كان خير البيوت بيتاً فيه يتيم «ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون».
عضو مجلس الشورى سابقاً
وعضو مؤسسة الجزيرة للصحافة

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved