أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1422

الريـاضيـة

قصة القرار «111» الذي أوقد الشعلة الرياضية في المملكة
مجلس الشورى وافق على ممارسة الألعاب الرياضية قبل «71» عاماً
وفاة أحد لاعبي كرة القدم لم تمنع المجلس من الموافقة بالأكثرية المطلقة اشتراط تأدية الصلاة ومنع الضرر الأخلاقي لممارسة كرة القدم
* كتب أسامة النصار:
قد لا يعلم البعض أن لعبة كرة القدم في المملكة قد انطلقت قبل ما يقارب «71» عاماً وذلك عندما وافق مجلس الشورى في جلسته يوم السابع عشر من رجب العام 1351ه على ممارسة كرة القدم بعد أن تلقى المجلس الموضوع لدراسته والنظر فيه من مقام رئاسة مجلس الوكلاء آنذاك.
وبدايات كرة القدم أو كما كانت تعرف في ذلك الوقت «الفوتبول» بدأت في تلك المرحلة حين بدأ العديد من الشبان ممارستها وأخذت طريقها في الانتشار شيئا فشيئاً حتى دعت الحاجة إلى النظر في موضوعها.
وفيما يلي نسترجع قصة اصدار مجلس الشورى قراره رقم «111» بتاريخ 17/7/1351ه القاضي بالموافقة على ممارسة كرة القدم وإليكم نص القرار:
اطلع مجلس الشورى على المعاملة المرفوعة الواردة من مقام رئاسة مجلس الوكلاء برقم 3250 وتاريخ 10/4/1351ه المتضمنة ما يأتي:
1 خطاب من رئيس بلدية جدة للاعتاب العالية يتضمن أن أحد الأولاد الذين يلعبون كرة القدم في الشوارع قد ألقي على الأرض وركب عليه زملاؤه فانكسرت يده ولم تمض عليه أيام قليلة حتى توفي ويستوسم صدور الإرادة بمنع هذا النوع من الألعاب الرياضية للسبب المذكور أعلاه وحرصاً على عدم إفساد اخلاق الناشئة من اختلاطهم بالبيئات والأوساط العامة.
2 مذكرة من رئيس ديوان جلالة الملك المعظم تتضمن أن صاحب الجلالة يأمر بتحويل كتاب رئيس بلدية جدة إلى مجلس الشورى للنظر فيه وتقرير ما يجب نحوه.
وقد تناول المجلس النظر في الخصوص المذكور، وبالنظر إلى أن رئيس بلدية جدة قد صرح بأن من جملة الاسباب التي تدعو إلى منع هذا النوع من الألعاب الرياضية هو الحفاظ على اخلاق الناشئة ونظرا لأن من وظائف الشرطة صيانة الآداب العميمية فقد احال المجلس المعاملة المنوه عنها إلى مديرية الشرطة العامة بعدد «141» وتاريخ 24/4/1351ه للاطلاع عليها والإدلاء بملاحظاتها في الموضوع، وقد ورد إلى المجلس من المديرية العامة للشرطة بعدد «2877» وتاريخ 19/6/1351ه بأن إدارة الشرطة العامة لم تر بأساً من هذه اللعبة الرياضية كما أنها قد رأت أن الذين اصبحوا مولعين بها هم من أبناء الجاوى وحدهم ولم يحدث من جراء ذلك ما يؤثر على الأمن الداخلي خصوصا وأن أوقات لعبها إنما تكون في غير أوقات الصلاة بناء عليه فقد قرر المجلس بالأكثرية المطلقة ما يأتي:
1 أن عميم الألعاب الرياضية مباحة ولا مانع منها مطلقاً.
2 يجب على إدارة الأمن ملاحظة ما يأتي:
1 تكليف اللاعبين بتأدية الصلاة في أوقاتها.
2 مراقبة اللاعبين وعدم حدوث ما قد يؤدي إلى ضرر أخلاقي وكذلك تتبع اثر الاجتماعات الخاصة بهذا الموضوع إن كان هناك شيء من ذلك ورفع التقارير اللازمة مفصلة إلى المراجع العالية عند حدوث أي ضرر يقع من جراء ذلك وعلى هذا حصل التوقيع.
رئيس مجلس الشورى
«عنه» عبدالله الفضل النائب الأول ، عبدالله الفضل النائب الثاني، محمد شرف رضا ، محمد المغيربي، عبدالله الجفالي، أحمد ابراهيم الغزاوي، حسين باسلامة وعبدالله الشيبي.
ورغم الموافقة بالاكثرية أي أن بعض اعضاء مجلس الشورى قد تحفظوا على القرار ومنهم محمد علي كتبي «يرحمه الله» حيث ارفق مع قرار المجلس ملاحظاته وتحفظاته التي تركزت على ما يلي:
1 ليس في كرة القدم منفعة دنيويه أو دينية.
2 أن هذه الألعوبة وامثالها من الألعاب صارفة طبعاً وعادة عن الخير والاخلاق الشريفة والآداب المرضية وشاغلة عن كسب العلوم والمعارف والاكتساب ولا تتفق النواميس المرعية لبلاد الله.
3 إنها ليست من ألعاب هذه البلاد المعروفة وإنما وافدة.
4 اصبحت الفوتبول حديث شباب هذا الزمان والشغل لكثير من الناس في هذه البلاد وانتشر ضررها بين الطبقات حتى اتصل بتلاميذ المدارس وطلاب الحرم الشريف وتؤسم الاختلافات والفرقة بينهم.
5 شغلت الصبيان عن ضروراتهم وحاجات أهلهم، كما انها قد تؤدي إلى اصابات أو كسور لبعض ضعفاء الابدان.
6 أغلب الذين يلعبونها لا يعرفون اصولها وليس بواجب على الحكومة ان تقبل مثل هذا أو تشغل به رجال شرطتها.
7 ولما كان درء المفاسد أولى من جلب المصالح ، وبما أن هذه اللعبة ليس فيها مصلحة دينية أو دنيوية وليست من اللعب المباح مثل الرمي، والمسابقه وغيره بل انها من اللهو فيجب ان تمنع.
ولكن الاغلبية من اعضاء المجلس آنذاك وافقوا على ممارسة كرة القدم تحديداً والالعاب الرياضية بشكل عام رغم الظروف التي مرت من عدم المعرفة بالقوانين وقساوة العيش آنذاك.
فقد كان هذا القرار بمثابة اللبنة الأولى في الرياضة السعودية التي وصلت إلى الآن إلى المحافل الاقليمية والدولية المختلفة عجزت عنها دول مارست الرياضة قبل اكثر من سبعين عاماً.
وحتى السبب الذي قاد رئيس بلدية جدة قبل «71» عاماً للرفع للاعتاب العالية حول موضوع لعب الشباب والصبيان لكرة القدم في الشوارع ومن جراء ذلك اصيب احدهم ثم توفي لم يمنع القيادة الحكيمة في ذلك الوقت من احالة الموضوع إلى مجلس الشورى عن طريق مقام رئاسة مجلس الوكلاء للنظر فيه حتى صدرت الموافقة بالأغلبية المطلقة لممارسة الالعاب الرياضية.
ومن يطالع السيناريو الذي مرت به مسيرة المملكة الرياضية ربما قد لا يصدق ما اصبحت عليه الآن والذي بلا شك كان بعد توفيق الله عز وجل ثم الدعم اللامحدود من قادة بلادنا على مر حقبات التاريخ.
فكل من ينتمي إلى السلك الرياضي والشبابي يعرف كيف بدأت حركتنا الرياضية ثم تطورت وتطورت حتى عانقت المجد ودخلت التاريخ في الكثير من الأحيان.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved