أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1422

الاخيــرة

مواقف لا أنساها
بمعية الفيصل .. في رحلتين
عبد الله بن إدريس
عن كبار الكبار في خدمة دينهم ووطنهم وأمتهم يحلو الحديث ونبش الذاكرة ولو نتيف قليلة.. أو ذكريات جميلة عن هذا الكبير.. أو ذاك.. من أجل الدعاء لهم وعدم نسيان مآثرهم وانجازاتهم الكبرى لشعوبهم ودولهم.
* * *
وقد برز الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله كزعيم للمسلمين.. دوى صيته، وظهرت عظمته وحكمته، وحنكته، ليس في الجزيرة العربية أو العالم العربي فحسب بل كان أحد شوامخ العصر والزعماء التاريخيين في العالم.
وكان مقصداً وملاذاً بعد الله للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، بل وحتى لغير المسلمين ممن لم يظهرو العداء لأمة الإسلام يومذاك..! بل شهد له الرئيس الأمريكي )نيكسون( عندما زار المملكة عام 1394ه حيث قال جوابا على كلمة الفيصل الترحيبية «كل الناس يا جلالة الملك من شرق وغرب أصبحوا يقصدونك، وأنا منهم، غير أنني قصدتك لأقتبس منك الحكمة في الدرجة الأولى»)1( )الدبلوماسية والمراسم السعودية( للدكتور عبد الرحمن بن محمد الحمودي ص 690.
وكلمة الرئيس نيكسون هذه لها دلالتها وثقلها المعنوي وبخاصة حين تأتي كشهادة من رئيس أكبر وأقوى دولة معاصرة هي أمريكا.. والفضل ما شهدت به الأعداء..!
* * *
لقد سعدت وزملائي رؤساء تحرير الصحف السعودية بمرافقة الفيصل رحمه الله في زيارة الى دولتين عربيتين: إحداهما زيارته القاهرة في 13 جمادى الأولى عام 1385ه بدعوة من الرئيس جمال عبد الناصر والتي دامت أربعة أيام.
وقد بدأت الرحلة من جدة. وبعد مسيرة ليست طويلة في الجو دعتنا المراسم الملكية للسلام على جلالته في السماء حيث لم نتمكن من السلام عليه في الأرض. ربما لضيق الوقت.
وصحب كل رئيس تحرير صحيفة من الزملاء جريدته أثناء السلام على الملك حيث توجد الصحف اليومية في الطائرة، وحصل كل رئيس تحرير على صورة تجمعه بالملك فيصل مع صحيفته. أما أنا فصحيفتي أسبوعية.. وليس ذلك اليوم موعد صدور )الدعوة(.
وحين سلامي على الفيصل سألني )وين الدعوة يا عبد الله؟( قلت: والله يؤسفني أنني لم أحضرها.. وخاصة أن اليوم ليس يوم صدورها. فقال رحمه الله )لا بأس خيرها في غيرها إن شاء الله(..!
وقد سلط المصور آلته كأنه يصورني مع جلالة الملك، ولكنه لم يصورني فقلت له بعد انتهاء السلام لماذا لم تصورني مع جلالة الملك فيصل مع أنك صورت جميع رؤساء التحرير..؟ فلم يزد جوابه عن قوله )ما معك جريدة( ؟؟؟ الجريدة في عقل ذلك المصور الرمادي، هي الأساس أو المتن.. أما الوجهان المتحاذيان فهما الهامش. وفق تصرفه السخيف.. ولشدة حسرتي واحباطي وحرماني من تلك الصورة التاريخية مع رجل التاريخ الملك فيصل كدت لهذه الانفعالات المتدافعة ان ألكم ذلك الوجه الرمادي.. لولا مقام العلا والإكرام والاحترام لمن نحن جميعا من رعيته وفي معيته.. بيد أني لست ممن هيأهم الله لذلك.. فأخوكم في الله لا يستطيع ملاكمة قطة غير أليفة فكيف به إزاء عضلات مفتولة لشاب )دحْش( يشبه )....(!
هنا كانت صدمة التصوير!
لقد كانت صدمة نفسية لي حيث كنت الخاسر من بين زملائي رؤساء التحرير في التقاط صورة لي مع الملك فيصل، لسبب سذاجة المصور.. واعتقاده بأن الصورة لا تنفع ولا تنبغي الا بمرافقة الجريدة..!
لذلك لم يبق في ذهني عن تلك الزيارة الفيصلية للقاهرة والتي استقبل فيها استقبالاً رائعاً رسمياَ وشعبياً، سوى السلام على جمال عبد الناصر ومحمد فوزي وزير الخارجية، وأننا معشر المرافقين سكنا )فندق شبرد( وحضرنا المآد فقط. ولكني لا أذكر الآن تفصيلا ولو موجزا عما تم في هذه الزيارة من القمة الى مستوانا نحن الصحفيين.. والله غالب على أمره.
** تليها: رحلة الفيصل الى المغرب.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved