أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1422

محليــات

خادم الحرمين لدى افتتاحه أعمال الدورة الثالثة لمجلس الشورى
ممارسة الشورى جاءت محققة للطموحات مؤكدة شجاعة الخيار الإسلامي
بلادنا ظلت وفية لمنهج الملك عبدالعزيز في حكمه الداخلي وفي علاقاته بالخارج
*جدة واس :
أدى أمام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير ومعالي نائب رئيس المجلس الأستاذ بكري بن صالح شطا ومعالي الامين العام للمجلس الدكتور
حمود بن عبدالعزيز البدر وأعضاء المجلس أدوا القسم قائلين «بسم الله الرحمن الرحيم.00 أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لديني ثم لمليكي وبلادي وألا أبوح بسر من أسرار الدولة وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها وأن أؤدي أعمالي بالصدق والامانة والاخلاص والعدل».
جاء ذلك خلال استقبال الملك المفدى لرئيس وأعضاء مجلس الشورى في الديوان الملكي بقصر السلام بمحافظة جدة امس.
وقد أعلن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عن افتتاح المجلس في دورته الثالثة التي بدأت بالقرآن الكريم وحضرها صاحب السمو الملكي
الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام.
ثم وجه أيده الله الكلمة التالية..
الحمد لله الذي أسبغ علينا وابل النعم والصلاة والسلام على نبيه المصطفى كريم الشيم سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أيها الاخوة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
باسم الله نعلن بداية الدورة الثالثة لمجلس الشورى في تكوينه الجديد وعلى بركته تعالى نفتتح أعمالها في هذا اليوم المبارك ونسأل الله
العلي القدير أن يبارك الجهود وأن يجعل النيات والاعمال خالصة لوجهه الكريم وينفع بها الامة انه سميع مجيب.
أيها الاخوة..
ان من دواعي السرور أن نرى مجلس الشورى يواصل مسيرته بنجاح يستلهم من الماضي أصالته ويستشرف المستقبل في خططه ودراساته فهو يجمع بين الماضى والمستقبل دون تعارض أو تنافر وتحت مظلة من المحبة وأواصر الاخاء والايمان.
ولا أخفيكم أيها الاخوة شعورا بالارتياح كلما رأيت العالم يتفهم حرص هذه البلاد على اتباع منهج الشورى غير مقلدة ولا مبتدعة مؤكدة أن
الشريعة الاسلامية صالحة لكل زمان ومكان وأن منهاج الشورى احتل مكانة متزايدة ومرموقة بين الدراسات المعاصرة وقد ساهمت تجربة مجلسكم في ارساء قواعد الممارسة الشورية وتقديم هذه الممارسة الاسلامية الفريدة الى
العالم.
أيها الاخوة..
اننا نود أن نعبر عن سرورنا لحرص مجلس الشورى على ممارسة مهامه بروح المسؤولية جاعلا الشريعة الاسلامية هي النور الذي يهتدي به عند مباشرة أعماله وملتزما ما تقضي به مصلحة الامة عند النظر في الموضوعات المعروضة عليه وهذا ما يجعل الثقة تزداد به والخاطر يطمئن الى موضوعيته والنفس تسعد بانجازاته فازدان سجله الحافل فيما مضى من عمره بالعديد من الانجازات مما ساهم في مساعدة البلاد على المضي في طريقها الصحيح نحو مستقبل أفضل ضمن مسيرة تنميتها الشاملة ولله الحمد والمنة.
أيها الاخوة..
يسعدني أن التقي بكم في هذا اليوم كما جرت العادة بذلك في كل عام وان من المعلوم أن مناسبة افتتاح الدورة الثالثة لمجلس الشورى تعني مرور
ثمانى سنوات على هذه الممارسة في شكلها الحالي وهي سنوات أكدت بفضل الله صلاحية هذا المنهج وفاعليته وهو المنهج الذي دعانا الى الاخذ به ديننا الحنيف بهدف تنمية حياة المجتمع والعمل على تطويره وهذا يضمن بحول الله
ما يصبو اليه الجميع من العدل والرفاء فليس عبثا أن اختار مؤسس هذا الكيان الشامخ جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله الشورى الاسلامية أسلوبا للاسهام في ادارة شؤون البلاد والعباد في وقت كانت فيه المذاهب الفكرية والانظمة الوضعية تقترح للبشرية صيغا مختلفة لتنظيم العلاقات بين طبقات المجتمع وفئاته.
لم يكن خياره رحمه الله سوى شريعة الاسلام وكان ذلك تأكيدا لايمانه واعتزازا بخدمته للمقدسات الشريفة واعتدادا بولايته على الارض التي نزل الوحي فيها على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانطلقت منها الرسالة المحمدية وقدمت للبشرية حضارة الاسلام التي احترمت الانسان المكلف بعمارة الارض والحفاظ عليها ومن هذا المبدأ انطلق جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله في منهجه في الحكم فكان هدفه منذ أن بدأ مشروعه التاريخي في وحدة البلاد ومنذ أن شرع تحقيق طموحه الحضارى في البناء أن يضمن لشعبه الامن والاستقرار اللذين بدونهما لا تتحقق التنمية وبغيرهما لا مستقبل مشرقا للاجيال.
ومن هنا كانت مواقفه النيرة من أجل دعم الجهود المبذولة لتحقيق السلام العالمي في كل مكان ولقد ظلت بلادنا ولله الحمد وفية لمنهج الملك عبدالعزيز في حكمه في الداخل وفي علاقاته بالخارج وهو منهج مستمد من تعاليم الدين الحنيف والعقيدة التي جاهد وناضل من أجل تثبيتها وقد وفق الله أبناءه من بعده فكانوا أمناء على رسالته أوفياء لعهده مقيمين شرع
الله في كل أقوالهم وأفعالهم.
أيها الاخوة
لقد وضع والد الجميع جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله في عام 1346ه الاساس الاول لمجلسكم هذا ثم لمسنا أن الحاجة تدعو الى اعادة النظر في نظامه ولوائحه واجراءاته بما يتوافق مع حاجات
بلادنا الراهنة وبما ينسجم مع متطلبات العصر وضروراته فأصدرنا نظامه الجديد في عام 1412ه ليواصل المجلس ممارسة مهماته ويضطلع بمسؤولياته بفاعلية وحيوية ولقد جاءت هذه الممارسة ولله الحمد محققة للطموحات وأكدت
نجاعة الخيار الاسلامي مما ساعد على انجاز ما تحتاج اليه البلاد من أنظمة وقدمت مقترحات من شأنها أن تساعد في بلوغ الاهداف فكانت نتائج أعمال المجلس تصب في ما هو خير للوطن والمواطنين وانه يحق لنا أن نفخر بكل ما تحقق وهذا هو ما يزيدنا تمسكا بممارستنا الشورية ويدفعنا الى تقديم المزيد من الدعم لمسيرتها ومن السهل ملاحظة اهتمامنا بنشاطات المجلس وما نقدمه لقراراته من دعم وما تحظى به مقترحاته من مؤازرة سواء من قبلنا شخصيا أو من قبل جميع أجهزة الدولة فنحن جميعا فريق واحد هدفه رفعة هذه البلاد وعزتها بعيدا عن مزالق المصالح الذاتية التي ظل شعب هذه البلاد بفضل من الله بعيدا عنها.
ومن الجدير بالذكر في سياق دعم مسيرة المجلس ما قررناه من زيادة في عدد الاعضاء سواء ما حدث من ذلك في هذه الدورة اذ بلغ العدد مائة وعشرين عضوا أو ما تم في الدورة السابقة عندما ارتفع العدد من ستين عضوا الى تسعين وهذا تأكيد على نجاح هذه الممارسة ورغبة في توسيع قاعدة المشاركة.
وقد أعاننا الله عز وجل بفضله ومنته على أن نختار في دورات المجلس الثلاث نخبة من رجال هذه البلاد من المشهود لهم بالديانة والعلم والخبرة والاستقامة والاخلاص وأذكر هنا ما قلته لاخوانكم في بداية الدورة الاولى قبل ثماني سنوات من انني « اخترت» ولكنني في الوقت ذاته « احترت» لانني كنت أجد نفسي دائما أمام قوائم طويلة من المرشحين الجديرين بالعمل في المجلس من بين أبناء هذا الوطن العزيز وهذا الكلام الذي أقوله في هذا اليوم والذي قلته في ذلك اليوم هو اعلان مني عما تضمه بلادنا فعلا من رجال مؤهلين بالعلم متسلحين بالايمان يؤكدون دائما باسهاماتهم في حقول التنمية المختلفة استعدادهم المستمر لمزيد من البذل والعطاء.
ولا يسعني في هذه المناسبة الا أن أشكر كل من ساهم من اخوانكم الاعضاء السابقين في أعمال المجلس في دورتيه السابقتين فقد كانوا على ما
توخيناه فيهم من الدأب والمثابرة والاخلاص وقد أدوا الامانة وأوفوا بما عليهم من الواجب.
أيها الاخوة..
انني أهنئكم ببلادكم التي تنطلق جميع تطلعاتها من مبادئ الدين الحنيف وأهنئ بلادكم بكم وأنتم تسهمون بعقولكم وبفكركم مع بقية مواطنيكم
في دفع مسيرة التنمية الى الامام.
ولعلكم تدركون مدى اهتمامي بالشأن المحلي في بلادنا مما يمس حياة كل من يعيش في هذا الوطن ويحقق مستقبلا مشرقا ان شاء الله للاجيال
القادمة فلا أدع فرصة واحدة التقي فيها بالمسؤولين في الحكومة دون أن أنبه بشدة الى ضرورة قيام مختلف الجهات ذات العلاقة بما هو متوجب عليها من خدمة المواطنين ومن تسهيل أمورهم ومن العمل على راحتهم وتحقيق مطالبهم فان مما أوصانا به ديننا الحنيف العدل بين الناس وان من أوجب الواجبات على الدولة تحقيق الرفاء لمواطنيها وتمهيد الطريق أمامهم لبلوغ الاهداف الكريمة التي يصبون اليها.
وفي هذا الصدد فان مما يقلقنا من شؤون مواطنينا مسألة في غاية الاهمية وهي توفير مزيد من فرص العمل للخريجين من شبابنا الذين يغادرون كراسي التحصيل العلمي متجهين الى ميادين العمل ذلك أنه بالقدر الذي وفرنا فيه فرص التعليم لهم فاننا سنعمل بعون الله تعالى على توفير فرص العمل لهم أيضا وانني في الوقت الذي أشيد فيه بما تحقق حتى الان في هذا
المجال من طرف القطاع الخاص الا إنني أطالب هذا القطاع بالمزيد فهذا واجب وطني ينبغي الوفاء به لما في ذلك من خير على بلادنا وعلى مواطنينا وقد أكدت في مناسبات مختلفة على ضرورة المراجعة المستمرة لقرارات سعودة الوظائف بقطاعيها العام والخاص ووضع استراتيجية للاستقدام تراعي تطورات سوق العمل المحلية وتراعي أيضا مسألة تزايد أعداد السعوديين المتجهين الى هذه السوق ونأمل ان شاء الله أن تحقق كل هذه الجهود الغايات المرجوة منها.
اننا ندرك أن المساهمة في بناء الوطن والمحافظة على مكتسباته ورعايتها وصيانتها هي واجب المواطن ومسؤوليته قبل أي أحد ونعلم أن سوق
العمل تحتاج الى التأهيل العلمي والتدريب العملي التطبيقى فهذان عنصران مكملان لبعضهما ولذلك فقد حظي قطاعا التعليم والتدريب بنصيب وافر من ميزانية هذا العام على سبيل المثال وقد فعلنا ذلك من أجل أن تستطيع الجامعات والكليات ومعاهد التدريب الفني والمهني أن تستوعب أعدادا أكبر من الشباب هذا فضلا عن ما هو مطلوب أصلا من القطاع الخاص في مجال تدريب الشباب وفق احتياجاته الواقعية.
وان مما يثلج صدري أثناء الحديث عن التعليم في بلادنا أن أتذكر بكل فخر ما وصل اليه هذا القطاع من تطور وليس أدل على ذلك من أن مدارس التعليم العام للبنين والبنات تعد بعشرات الآلاف بالاضافة الى أعداد من الكليات وثماني جامعات يتلقى العلم فيها ما يزيد على خمسة ملايين طالب وطالبة ويقوم على تدريسهم آلاف من الكفاءات التعليمية.
وتستدعي هذه المناسبة أن أذكر هنا بالخطة التنموية السابعة التي أقرها مجلس الشورى وأصدرها مجلس الوزراء قبل عدة شهور فقد كان مما ركزت عليه تلك الخطة توفير الخدمات التعليمية وتدريب الكوادر السعودية التي
تعد أساسا من روافد تعزيز القدرات الانتاجية للكفاءات الوطنية التي ستتمكن ان شاء الله من التعامل مع التطورات التقنية في المجالات
المختلفة ولا سيما أن الخطة نفسها أكدت على تنويع مصادر الدخل الوطني وتوسيع القاعدة الانتاجية في مجالات الاقتصاد المختلفة.
أيها الاخوة..
لقد أخذت الدولة بأسلوب التخصيص في بعض القطاعات ومن أهم أهداف هذا الاسلوب زيادة حيوية القطاع الخاص من جهة ودفعه الى مبادرات مستمرة من شأنها تلبية احتياجات المجتمع من الجهة الاخرى فالتخصيص يعمل على توسيع مشاركة المواطنين في الاصول المنتجة وتشجيع رأس المال الوطني والاجنبي للاستثمار محليا ورفع كفاءة الاقتصاد الوطني وزيادة قدراته التنافسية ومن نتائج ذلك كله زيادة فرص العمل للشباب السعودي.
وليس من المستغرب أن نسهب في الحديث عن واقع شبابنا ومستقبلهم فنحن نولي دائما اهتماما خاصا للتطورات والبرامج والمشروعات التي تتصل مباشرة بحياة المواطنين وتساعد على رفاهيتهم وتسهم في تحسين مستواهم الاقتصادي والاجتماعي وهذا ما أكدت عليه جميع الخطط التنموية التي عرفتها بلادكم ونذكر هنا على سبيل المثال بعض ما تضمنته الخطة التنموية الاخيرة فمما بشرت به تلك الخطة افتتاح وتشغيل 29 مستشفى بطاقة اجمالية مقدارها 4630 سريرا والبدء في انشاء 71 مستشفي جديدا طاقتها الاجمالية 8300 سرير
وافتتاح وتشغيل 250 مركز رعاية صحية أولية وانشاء 17 كلية صحية منها 9 للبنين و8 للبنات وافتتاح وتشغيل 60 مركز اسعاف وانشاء 1111 مدرسة ابتدائية و819 مدرسة متوسطة و905 مدارس ثانوية وافتتاح 10 كليات تقنية و17 معهدا فنيا ثانويا متعددة التخصصات وزيادة الطاقة الاستيعابية للتعليم الفني لتصل الى 55 الف طالب في نهاية الخطة وتخريج 50 الف طالب خلال سنوات الخطة واستيعاب حوالي 17 الف متدرب بمراكز التدريب المهني في نهاية الخطة وتخريج حوالي 46 الف متدرب خلال سنوات الخطة هذا فضلا عما بشرت به الخطة في حقول الطرق والاتصالات والشؤون البلدية والقروية وأجهزة الخدمات الاخرى.
أيها الاخوة..
ان رفع الكفاءة الانتاجية وحسن الاداء مع ترشيد الانفاق ودفع الفعاليات الاقتصادية الى مزيد من الحيوية وكذلك الاستغلال الامثل
لموارد الدولة كل هذه الامور من شأنها أن توصلنا مع توفيق الله الى أهدافنا المثلى التي نرمي اليها في خططنا التنموية ولعلكم تدركون أن
غايتها ومنتهاها جميعا هو كما ذكرنا دائما خدمة المواطن ورفعة الوطن.
أيها الاخوة..
ان اقتصادنا الوطني على الرغم من الظروف التي مرت به في السنوات الماضية اخذ في استرداد عافيته ولا بد أن تتضافر من أجل ذلك جهود الدولة وجهود القطاع الخاص وينبغى أن أذكر هنا بأننا مغتبطون بالمشروعات الاقتصادية العملاقة التي أقامها القطاع الخاص في البلاد ويسرني أن أشيد برجال الاعمال السعوديين الذين يستثمرون رؤوس أموالهم داخل المملكة لان زيادة الاستثمار وانشاء المشروعات الاقتصادية في الداخل من شأنها أن تسهم بشكل فعال في توظيف رؤوس الاموال مما يمثل دعما قويا للاقتصاد الوطني.
وما تم مؤخرا من صدور نظام الاستثمار الاجنبي وانشاء الهيئة العامة للاستثمار والهيئة العليا للسياحة والتنظيم الذي صدر بشأنها انما تهدف
كلها لدفع عجلة التنمية وتوسيع قاعدة الاقتصاد الوطني.
وكما تعلمون فقد تأسست الشركة السعودية للكهرباء شركة مساهمة برأسمال يزيد على«33» مليار ريال مما يعطى دفعة قوية للقطاع الخاص للاسهام في مسيرة التنمية من خلال مؤسسات قادرة على التخطيط والانجاز.
ولابد أنكم سمعتم وقرأتم ما صدر عن المجلس الاعلى لشؤون البترول والمعادن من اقرار الاتفاقات التحضيرية والتي تم توقيعها مع عدد من شركات البترول العالمية التي ستتولى تنفيذ مشاريع تطوير قطاع الغاز في المملكة ولاشك أن البلاد تنتظر من هذه المشاريع الخير الكثير ان شاء الله سواء من حيث عائداتها الاقتصادية المباشرة أو من حيث اسهامها في استيعاب بعض العمالة السعودية المؤهلة.
أيها الاخوة..
هناك عدد من الانظمة والاستراتيجيات التي درسها مجلس الشورى وأصدرها مجلس الوزراء خلال السنة المنصرمة وهي تعد تأكيدا على سعي
دولتكم الى تحقيق المزيد مما هو منتظر منها تجاه مواطنيها والمقيمين على أرضها ومن ذلك الاستراتيجية العمرانية الوطنية ونظام تملك العقار لغير السعوديين ونظام التأمينات الاجتماعية ونظام المطبوعات والنشر ونظام
رعاية المعوقين وقيام لجنة رعاية السجناء وانشاء مجلس الضمان الصحي وغير ذلك.
أيها الاخوة
أما فيما يتعلق بالشأن البترولي وتفاعلات سوق النفط فلقد سبق أن أيدنا في حينه اعلان «كراكاس» الصادر عن القمة الثانية لرؤساء الدول والحكومات الاعضاء في منظمة أوبك فنحن نؤمن بضرورة التعاون والتضامن بين
الدول الاعضاء بما يضمن مصالحها ويكفل حسن استغلالها لثرواتها الوطنية والبترول كما يعلم الجميع مادة استراتيجية تشكل مصدرا رئيسا للطاقة وهي أسهمت بشكل كبير في التنمية الاقتصادية للعالم في مختلف المجالات ولهذا لا ينبغى أن يغيب عن بالنا ضرورة تدعيم العلاقات التي تربط بين المنظمة والدول الاخرى المنتجة للبترول من جهة والدول المستهلكة من جهة أخرى
وذلك في اطار من التعاون والتفاهم ومراعاة المصالح المشتركة فاستقرار سوق النفط وتوازنها مسؤولية مشتركة بين الجميع ولا يجب تحميل منظمة أوبك مسؤولية الاضرار بالاقتصاد العالمي بسبب ارتفاع أسعار البترول فقد طالب اعلان «كراكاس» الدول المستهلكة بتبني مواقف عادلة تجاه البترول في أسواق الطاقة العالمية كما طالبها باعادة النظر في سياساتها لتخفيف
العبء الضريبي من أجل فائدة المستهلك.
وانطلاقا من ايمان المملكة بضرورة مد الجسور بين الدول المنتجة والدول المستهلكة فقد اقترحت أثناء استضافتها لمنتدى الطاقة الدولي قبل عدة شهور انشاء أمانة عامة ودائمة لمنتدى الطاقة وقد أبدينا استعدادنا لاستضافة الامانة في بلادنا الامر الذي من شأنه أن يسهم في فتح مزيد من
قنوات الحوار والاتصال بين مختلف الاطراف اننا مهتمون باغتنام كل الفرص السانحة للتعاون بين الدول المنتجة والدول المستهلكة بما يكفل استقرار سوق النفط وبما يعود بالفائدة على الاقتصاد العالمي ويدفعه الى النمو المستمر.
وفيما يتعلق بدورنا على الصعيدين العربي والاسلامي فأنتم تعلمون حرص المملكة العربية السعودية على توحيد الصف العربي وعلى تعزيز التضامن الاسلامي واستثمار جميع امكاناتها في مختلف المستويات بما يعود على أمتنا العربية والاسلامية بالخير والاطمئنان والاستقرار وبما يوفر الرخاء ويعزز فرص السلام في سائر أنحاء العالم.
ومن هنا يجيء دعمنا اللامحدود لمنظمة المؤتمر الاسلامي فنحن نشيد بالدور الذي تؤديه هذه المنظمة في خدمة التعاون بين الدول الاسلامية وفي تعزيز العمل الاسلامي المشترك.
ومن هنا أيضا تأتي مؤازرتنا ووقوفنا الى جانب جامعة الدول العربية لمساعدتها على تحقيق أهدافها.
أيها الاخوة..
اننا في العالم العربي نبدي دائما رغبة واضحة في أن تعيش منطقتنا وشعوبها سلاما حقيقيا فهذا الهدف هو ما نسعى جميعا الى تحقيقه بوصفه خيارا استراتيجيا ولكن العالم كله يشهد ما يمارسه الصهاينة في فلسطين ضد العرب وضد مقدساتهم وأراضيهم فهم لا يتورعون عن استخدام كل أنواع البطش والتقتيل والتدمير ولا سيما في الايام الاخيرة اذ تمثل العدوان في حرب حقيقية استخدم فيها الصهاينة كل أنواع الاسلحة الفتاكة بما في ذلك الطائرات وراجمات الصواريخ في الوقت الذي تقف فيه القوى الدولية عاجزة تماما عن ردعهم عن غيهم وغطرستهم.
ان هذا المستوى الذي استدرج الصهاينة المنطقة اليه هو مستوى لا يبشر بالخير بأي حال لا بالنسبة للمستقبل القريب ولا بالنسبة للمستقبل البعيد واننا ندعو الضمير الانساني العالمي لوضع حد لهذه الممارسات ضد الشعب الفلسطينى الاعزل كما نطالب الولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص الاضطلاع بدور حاسم ينهي هذا الوضع الذي يتجاهل فيه العدو جميع الاتفاقات والمواثيق والمبادئ التي قامت عليها حقوق الانسان.
فهل ستستجيب الامم المتحدة ومجلس الامن لمساعدة اخواننا الفلسطينيين بارسال قوة دولية تعمل على وقف سقوط المزيد من الشهداء والمصابين.
ان الجميع يعرفون موقفنا من القضية الفلسطينية ومن السلام في منطقة الشرق الاوسط ونحن نقول دائما بأن هذه المنطقة لن تنعم بالامن والاستقرار ما لم يستعد الفلسطينيون كامل حقوقهم وما لم يتمكنوا من
اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس وما لم تعد الجولان السورية وما لم تعد جميع الاراضى العربية المحتلة.
اننا كما كنا دائما سنستمر ان شاء الله في تقديم كافة أنواع الدعم
الذي يحتاجه اخواننا الفلسطينيون ولعلي بهذه المناسبة أذكر هنا أنه كان لهذه البلاد شرف المبادرة بما أعلنه نيابة عنا أخي صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في القمة العربية التي عقدت في القاهرة باقتراح صندوق انتفاضة القدس برأسمال قدره مائتا مليون دولار وكذلك اقتراح انشاء صندوق الاقصى ويخصص له ثمانمائة مليون دولار وتسهم المملكة بربع المخصص لهذين
الصندوقين وقد تبنت القمة هذين المقترحين السعوديين وما ذلك الا جزء مما تقدمه بلادنا من دعم مادي لاخواننا الفلسطينيين وهو سيسهم ان شاء الله في تمكينهم من الاستقلالية الاقتصادية.
ان ما تقدمه بلادنا لفلسطين العزيزة ولاخواننا الفلسطينيين هو واجب يمليه علينا ديننا الحنيف وهو جزء مما تقوم به المملكة من دعم للمسلمين
في كل مكان وينبع ذلك من ايمانها الراسخ بما يمليه عليها موقعها الرفيع الذي تحتله في ضمير جميع المسلمين فهي مسؤولة تجاه الله عز وجل وتجاه هذه الامة عن كل ما يصون الاسلام وعن كل ما يحفظ للمسلمين حقوقهم ومكتسباتهم.
ان من أهدافنا التي نسأل الله أن يوفقنا دائما الى تحقيقها تعزيز تضامن المسلمين وتكريس فرص التعاون بين دولهم للوصول للمزيد من
الانجازات التي تدعم مكانتهم وتوحد كلمتهم وتلم شملهم بما يحقق لهم العزة والمنعة والمملكة لن تدخر وسعا في سبيل استمرار دورها الخير في
محيطها العربي وفي أمتها الاسلامية.
أيها الاخوة..
ان سياسة الاخاء والتعاون التي تنتهجها بلادنا مع الاشقاء العرب والمسلمين هي السياسة ذاتها التي حكمت علاقاتها مع جيرانها الاقربين فنحن نتبادل معهم احترام الارادات ونحن نلتقي بهم عند كل فرصة من فرص التعاون الممكنة لما يعود بالخير الكثير على أوطاننا وشعوبنا واننا ندركمثلهم أن هذا مما يدعم استقرار بلداننا ويحقق الطمأنينة والرخاء لمواطنينا ولقد كان لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دوره الفعال في العمل على تحقيق هذه الاهداف فالانجازات التي تحققت من خلال هذا المجلس من حقنا جميعا أن نغتبط بها ولولا قناعة قادة المنطقة بجدوى لقاءاتهم تحت مظلة هذا المجلس لما أضافوا الى قمتهم السنوية العادية ما سمي اليوم باللقاء التشاوري الذي يتم كل ستة أشهر أو كلما دعت الحاجة الى ذلك ان من واجب المملكة أن تدعم أهداف هذا المجلس وأن تساعد على تهيئة كل ما يحتاج اليه من فرص النجاح في مهماته وواجباته.
أيها الاخوة..
في اطار تهيئة المزيد من فرص التفاهم والتعاون مع جيراننا المحيطين بنا عبرنا ونعبر بوضوح عن غبطتنا الشديدة بما تحقق في العام المنصرم من
انجازات تاريخية تمثلت في توقيع معاهدة الحدود الدولية مع شقيقتنا الجمهورية اليمنية وأيضا الموافقة على الاتفاقية بشأن المنطقة المغمورة المحاذية للمنطقة المقسومة بين المملكة ودولة الكويت وكذلك التوقيع مع دولة قطر على الخرائط النهائية لما تم انجازه من رسم كامل للحدود البرية وما تم تعيينه من خط الحدود البحرية.
كما أن توقيع اتفاقية التعاون الامني مع الجمهورية الاسلامية
الايرانية ساعد بحول الله على تمتين وتقوية العلاقات الاخوية بين البلدين.
لقد شهد العام الماضى هذه الانجازات المهمة على مستوى تدعيم علاقاتنا مع جيراننا وهذا انما حدث استجابة لتحقيق رغبات جميع الاطراف
لخلق مناخ أكثر ايجابية من شأنه أن يسهم في تطوير علاقات الاخاء وأن يزيد في فرص التعاون الخير ان شاء الله في كل المجالات.
أيها الاخوة..
أنتهز فرصة هذا اللقاء لتوجيه الشكر لامراء المناطق ولاشيد بما تقدمه مجالس المناطق من تعزيز لمسيرة التنمية في البلاد ومن دفع لعجلة
التطور في المناطق المختلفة.
وفي الختام أدعو الله لكم بالتوفيق في دورتكم الجديدة وأوصيكم بتقوى الله فيما تقولون وما تفعلون كما أوصيكم بأن تضعوا مصلحة بلادكم نصب أعينكم فهذا هو الامر الذي ينبغى أن يكون فوق كل اعتبار لان
المسؤولية كبيرة والامانة غالية وثقيلة.
ولا يفوتني في النهاية أن أشكر معالي رئيس المجلس ونائبه والامين العام وكل أجهزة المجلس على ما بذلوه من جهود من أجل انجاح مهمات هذه المؤسسة التي نعتز بانجازاتها ونتمنى لها دائما السداد.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضاه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم القى معالي رئيس مجلس الشورى فضيلة الشيخ محمد بن ابراهيم بن جبير الكلمة التالية. .
الحمد لله نحمده ونستعينه ونصلي ونسلم على أشرف خلقه محمد بن عبدالله الذي حمل الامانة وأدى الرسالة وبين للناس طريق الحق والهدى والرشاد .
خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز .
صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز .
صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام .
أصحاب السمو الملكي الامراء .
أصحاب الفضيلة العلماء .
أصحاب المعالي الوزراء .
أيها الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ياخادم الحرمين الشريفين
في هذا اليوم المبارك . أقف بين يديكم وأنا أشعر بالكثير من الغبطة والحبور لما تحقق بفضل من الله ثم بتوجيهكم ورعايتكم من انجاز حققه المخلصون من أبنائكم ممن شرفوا باختياركم لهم أعضاء في هذه المؤسسة التي أردتم لها أن تكون على ما هي عليه من حيوية وفاعلية وتأثير . فلقد حققتم حلما طالما راود خاطركم منذ أن تلقيتم البيعة . ونفذتم وعدا قطعتموه منذ ان توليتم المسؤولية فأصبحت الممارسة الشورية في المملكة أنموذجأ ملفتا حظي بما يستحقه من المتابعة والاهتمام والترحيب في شتى أنحاء العالم . وهذا انما يعود الى ما هداكم الله اليه من الخير فعملتم على تطبيق شرع الله في حكمكم وفي عملكم وفيما أنجزتم لبلادكم زادكم الله
عزة ومنعة ووفقكم وأيدكم بنصر من عنده .
خادم الحرمين الشريفين . .
لقد اختتم المجلس دورته الثانية في الاسبوع المنصرم معلنا انتهاء السنة الثامنة من عمره في ثوبه الجديد وفق النظام الذي أصدرتموه حفظكم
الله في العام 1412ه. ولقد ظل المجلس في كل مراحل عمره وفيا لتاريخه الذي امتد من عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل رحمه الله وحتى هذا اليوم المبارك من عهدكم الميمون .
وان من علامات وفاء هذا المجلس لتاريخه أن التزم ولله الحمد الصدق في القول والاخلاص في العمل فكل الاجيال التي تعاقبت عليه من أبناء شعبكم منذ عام 1346ه كان هاجسها تطور البلاد وكان حاديها الاخلاص للامانة التي تقلدتها يدفعها الى ذلك الولاء المخلص لولاة الامر الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
خادم الحرمين الشريفين . .
ان ما تنعم به بلادنا من خير يعود الفضل فيه الى الله عز وجل ثم الى تمسكنا بعقيدة الاسلام التي جعلها سبحانه رشدا لعباده في الدنيا وحسن مال في الاخرة . فهذه العقيدة هي التي حفظت لنا طمأنينتنا وهي وقودنا وطاقتنا التي نستمد منها نورنا وعزمنا في رحلتنا الطويلة مع الحياة ومع تحديات المستقبل . وانما كان تطبيق منهج الشورى في الحكم في البلاد امتثالا لما أمرنا الله به في كتابه العزيز اذ قال عز من قائل )وشاورهم في الامر( وقال )وأمرهم شورى بينهم( الآية .
فاذا كانت الامم الاخرى قد اختارت لادارة شئون حياتها أساليب نابعة من تراثها ومن ثقافاتها المتراكمة عبر السنين فان بلادنا بفضل من الله لم يكن خيارها سوى الاسلام وما شرعه الله لعباده في محكم التنزيل وفيما ثبت عن رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم من أقوال وأفعال . ولاننا مخلصون لعقيدتنا فقد استطاعت الممارسة الشورية في بلادنا أن تقدم للعالم اليوم
أنموذجا متميزا للمشاركة الهادفة الى تحقيق العدل والرفاه بوصفهما هدفين أساسيين من أهداف التنمية والبناء .
خادم الحرمين الشريفين . .
ان بلادنا اليوم لتزهو «ولله الحمد» بين أمم الارض جميعا بما حققته من تقدم وبما وصلت اليه من الرقى سواء ما تمثل من ذلك في منجزات الخطط التنموية الطموحة في مختلف المجالات أو ما تم على مستوى التنمية الادارية والمؤسسية على وجه الخصوص ولعل أبرز ما نسوقه الآن من دليل على ذلك هو ما وصل اليه بتوجيهكم ورعايتكم مجلس الشورى الذي شرفتموني برئاسته من فاعلية بينة ومن حيوية استطاعت أن تعبر عن نفسها بالمنجزات التي تحققت حتى هذا اليوم ولعل المناسبة تستدعي أن أذكر هنا في ايجاز ماتم من تلك المنجزات . .لقد أنجز مجلس الشورى في دورتيه الماضيتين 553 موضوعا شملت مختلف أوجه التنمية في البلاد كما أصدر 435 قرارا تتعلق بعدد من الانظمة واللوائح والاتفاقيات والمعاهدات والتقارير السنوية للوزارات والمصالح الحكومية. وهذه الموضوعات والقرارات جاءت نتيجة ل 445 جلسة عقدها المجلس خلال السنوات الثماني الماضية التي تخللها 124 اجتماعا للهيئة العامة و1690 اجتماعا للجان المتخصصة . وللالتزام الذي أخذ به الزملاء الاعضاء على أنفسهم ولشعورهم بعظم المسؤولية الملقاة على عواتقهم لا نذكر أبداً أن المجلس قد اضطر الى تأجيل أو الغاء أى جلسة من جلساته لعدم اكتمال النصاب . بل ان جلسات المجلس قد زادت في فترات لاحقة من جلسة واحدة في الاسبوع الى جلستين .. ثم الى ثلاث جلسات في بعض الظروف الملحة . وقد اتسمت دائما الحوارات والمناقشات في المجلس بالموضوعية والحياد وبالصدق وبالاخلاص وقد سادتها «بين الاعضاء» روح المودة والاحترام والقبول الطيب للخلاف في الرأي بعيدا عن التعصب أو الانغلاق أو التشنج أو الصخب وكان يحدو الجميع في ذلك مراعاة المصلحة العامة للبلاد ووضعها فوق كل اعتبار هذا في الوقت الذي ضمن فيه المجلس لاعضائه الحرية الكاملة في المناقشة وابداء الرأى وفي الموافقة من عدمها وفي التأييد أو التحفظ ولهذا كانت تأتي نتائج التصويت على الموضوعات أو القرارات بالسلب
أحيانا وبالايجاب أحيانا أخرى ولا نذكر قرارا واحدا أو موضوعا واحدا تحققت له في المجلس صفة الاجماع في التصويت فقد ظلت هناك مساحة رحبة للقبول وللمعارضة وهذا مما يعطى الاطمئنان الكامل لموضوعية ما يصدر عن المجلس وحياديته وتوخيه الحق والعدل .
خادم الحرمين الشريفين . .
أعود فأكرر التنويه بدعمكم المستمر لمجلس الشورى واهتمامكم ورعايتكم لما يصدر عنه من قرارات فان الجميع يقدرون للمقام الكريم الخطوات المتوالية التي اتخذتموها في سبيل توسيع قاعدة المشاركة في أعماله واننا نتذكر الآن بكل الغبطة أن الدورة الثانية منه شهدت قراركم الحكيم بزيادة عدد أعضائه من 60 عضوا في الدورة الاولى الى 90 ثم جاءت الدورة الثالثة
التي تفتتحونها اليوم لتشهد زيادة أخرى في عدد الاعضاء فيقوم التشكيل الجديد على عدد هو 120 عضوا .
ان هذا يعني فيما يعنيه تأكيد قناعتكم بنجاح التجربة الشورية في المملكة ويعني أيضا تأكيد ايمانكم بجدواها ويعني كذلك التعبير عن رغبتكم في دعم الممارسة الشورية وتطويرها في سياق القواعد الشرعية .
وقد خطا المجلس بتأييد منكم حفظكم الله خطوة نوعية أخرى على صعيد علاقاته الخارجية عندما شارك في تأسيس اتحاد مجالس دول منظمة المؤتمر الاسلامي وفي انضمامه الى عضوية الاتحاد البرلماني العربي والاتحاد البرلماني الدولي حيث وجد المجلس أن مشاركته في تلك المحافل العالمية ستساعد في نشر ممارسته وفي ايصال صوت المملكة المعتدل تجاه قضايا العرب والمسلمين والتأثير فيها فلقد كانت قناعتكم دائما حفظكم الله أن ممارستنا ومواقفنا وصوتنا هي أمور مشرفة .
خادم الحرمين الشريفين . .
ان كلماتي لتعجز عن شكركم لقاء ما قدمتموه وتقدمونه لبلادكم ومواطنيكم بما يرضي الله عز وجل وبما يحقق طموحاتكم في بناء دولة ناهضة تحرص كل الحرص على عقيدتها ومبادئها وتأخذ من أفكار هذا العصر ووسائله وأدواته بما لا يتناقض أو يتعارض مع دينها أو الرسالة السماوية الخالدة التي أؤتمنت عليها
وهي مناسبة أن أرحب باسمكم بالأخوة الأعضاء الذين شملهم التشكيل الجديد متمنيا لهم التوفيق والسداد فيما اختيروا من أجله . كما أشكر باسمكم أيضا الإخوة الأعضاء الذين انتهت مدة تكليفهم وبعد أن تشرفوا بعضوية المجلس في دورته الاولى والثانية مؤكدا هنا على ما تحلوا به طيلة فترة عملهم من الاخلاص والمثابرة وحسن الاداء .
كما لا أنسى أن أوجه تقديرا خاصا لأخي وزميلي نائب رئيس المجلس السابق معالي الدكتور عبدالله نصيف وأن أذكره بالخير وأحيي أخي وزميلي معالي النائب الجديد الأستاذ السيد بكري بن صالح شطا داعيا الله أن يوفقه وأن يعينه على أداء ما ينتظره من مهمات جديدة .
خادم الحرمين الشريفين . .
اسمحوا لي أن أشكر هنا جميع العاملين في أجهزة المجلس المختلفة وفي مقدمتهم معالي الامين العام. على ما بذلوه ويبذلونه من جهود سهلت للمجلس القيام بواجباته ويسرت له انجاز ما تم انجازه .وفي الختام . . أدعو الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيدينا جميعا الى ما فيه خير ديننا وصلاح دنيانا وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلا ويوفقنا الى اجتنابه .. انه سميع مجيب .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
كما حضر المناسبة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد أميرمنطقة الحدود الشمالية وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزيرالاشغال العامة والاسكان وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وصاحب السموالملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي وصاحب السمو الملكي الأمير ممدوح بن عبدالعزيز رئيس مركزالدراسات الاستراتيجية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالاله بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين ورجال الصحافة والاعلام.وقد تشرف أعضاء مجلس الشورى بالسلام على خادم الحرمين الشريفين.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved