أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1422

محليــات

شهر ربيع الأول وبدعة المولد
صالح بن فوزان الفوزان
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته ووالاه. اما بعد:
فقد دأب بعض الكتاب والكاتبات كلما دخل شهر ربيع الأول أن يشغلوا حيزاً من الصحف بالكتابة حول إحياء بدعة المولد والحث على استعادة ذكراها و تجديد ذكرها. وكأن المسلمين لايعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم إلا عند مرور هذه المناسبة التي ابتدعوها. ومن هؤلاء الكتاب الدكاترة من كتب عنده مقالة ودأب على نشرها كل سنة بنصها، وكأن الناس مغفلون لا يميزون بين الغث والسمين، وبين البدعة والسنة. ولكن كما جاء في الحديث «إذا لم تستح فاصنع ماشئت» إن الواجب على هؤلاء ان يخافوا ربهم وأن يخجلوا من فعلهم فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم «من دعا الى ضلالة كان عليه اثمها وإثم من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا» وإننا لو سألنا هؤلاء ان يأتوا لنا بنص من كتاب الله أومن سنة رسول الله يدل على مشروعية هذا العمل الذي يستميتون في الدعوة اليه والحث عليه لما استطاعوا الى ذلك سبيلا إلا بالتمحل والالتواء وقد قال صلى الله عليه وسلم «من عمل عملا ليس عليه امرنا فهورد».
وهل هؤلاء يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر من محبة صحابته له وأكثر من محبة القرون الاربعة المفضلة له صلى الله عليه وسلم ولماذا خلت هذه القرون ولم يُعمل فيها هذا الاحتفال بالمولد؟ هل هذا لنقصان محبة السلف لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ حاشا وكلا بل هو الاتباع وترك الابتداع.
ان شهر ربيع الاول لا خصوصية له بين الشهور ولا ليوم من ايامه خصوصية على سائر الايام الا عند المبتدعة، وان التنويه بالمولد لم يأت في كتاب الله ولا في سنة رسول الله. وانما جاء التنويه بالبعثة قال تعالى: «لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولاً من أنفسهم» الآية «هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته» الآية وإنما التعلق بالموالد واحياؤها من سنة النصارى الذين ابتدعوا إحياء مناسبة مولد المسيح فقلدهم بعض المسلمين مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن التشبه بهم في ذلك وفي غيره فقال «لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم» وقال عليه الصلاة والسلام «من تشبه بقوم فهو منهم» فهو صلى الله عليه وسلم لا يرضى بالبدع والمحدثات ويكفيه ما شرعه الله من رفع ذكره في الاذان والاقامة والخطب والامر بالصلاة والسلام عليه كل وقت، نسأل الله ان يرزقنا محبته وطاعته واتباعه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئاسة العامة للإفتاء

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved