| محليــات
** من أبسط الأمور التي يحتاج لها المعلم أو المعلمة أو أي عامل في الحقل التربوي..
هو أن يرتاح نفسياً.. وأن تكون كل أموره «محلولة» حتى يتفرغ للعطاء.. وحتى ينتج..
** يجب أن تكون نفسيته هادئة.. وألا يكون مشغول الذهن أو قلقاً..
** كما يجب ألا يشعر بشيء من عدم الرضا عن وضعه.. أو أن شيئاً من حقوقه قد هُضم..
** وحكومتنا الرشيدة وفقها الله اهتمت اهتماماً عظيماً بقطاع التعليم.. وبذلت في سبيل الارتقاء به.. الشيء الكثير.. وضحَّت من أجل تعليم أبنائها.. ونجحت فعلاً.. في بناء «إنسان سعودي» يتحدث في زمن التحديات ويتفوق على من سبقوه.. ويكون دوماً في الصفوف الأمامية.. علماً وحضوراً وتأهيلاً وتفوقاً..
** بناء الإنسان السعودي.. لم يكن أبداً هيناً.. ولم تكن المادة وحدها.. هي التي صنعته.. لكن هناك خطط وتضحيات وجهود ساندها المال..
** ومن الذين كان لهم نصيب وافر من التعليم.. هي فئة فاتها قطار التعليم خلال سنين مضت.. وهي اليوم تستدرك ما فاتها.. وهم المسمون «محو الأمية».
** وقد اهتمت وزارة المعارف ورئاسة تعليم البنات بفصول محو الأمية.. وأنشأت لذلك إدارات عامة.. وإدارات عليا وموجهين وموجهات.. ومعلمين ومعلمات.. ورصدت لذلك مبالغ طائلة.. وضحت من أجل محو الأمية حتى أوشكت أو هي انتهت.
** لكن ملاحظتي هنا.. جاءتني من بعض العاملات «المدرسات» في فصول محو الأمية.. وهن يحملن مؤهلات تربوية جامعية.. بل أكثرهن من خريجات كلية التربية للبنات..
** فمشكلة هذا الصنف من المعلمات... هو وضعهن الوظيفي.. الذي يحتاج إلى تعديل..
** في هذه المدارس.. هناك من تحمل درجة البكالوريوس بتخصص تربوي.. ومع ذلك.. هي متعاقد معها بألف وخمسمائة ريال فقط لا غير.. ربما تدفعها كاملة لمن يوصلها كل يوم للمدرسة ويعود بها مساء.
** وفوق ذلك الإجحاف والظلم والقهر.. فلا إجازة لها.. ولا خدمة.. ولا تملك أي شيء يحسسها بالأمان.. بل هي مهددة في أي لحظة بأن يقال لها.. مع السلامة.. أو «لا تْصَبْحِين بكره!!..»«وطالبات» محو الأمية يعرفن معنى «لا تصبحين».
** وحتى لو وُضع لها عقد سنوي.. فإن هذا العقد مهدد في أي لحظة بأن يتوقف بسبب «السيد البند» أو بسبب نهايته وعدم رغبة الطرف الأول «الرئاسة» في التجديد.. و«جايْزٍ لك.. وإلا.. لا تْصبِّح».
** هذا الصنف من المعلمات.. يبذل جهوداً ليست هينة.. في سبيل تعليم تلك الفئة التي فاتها قطار العلم.. ويعانين ويكابدن ويعملن بمسئولية وإخلاص.. ويبقى الوضع الوظيفي.. هو العائق.
** إن عمل مدرسات محو الأمية.. أصعب بكثير من عمل المدرسات في الفترة الصباحية.. واللائي يدرسن البنات.. ومع ذلك.. فمدرسات الصباح رواتبهن عشرة آلاف وخمسة عشر ألف ريال.. ولهن حقوق وتقاعد ورواتب إجازات.. ورواتب إجازة أمومة.. ومعلمات محو الأمية بألف وخمسمائة ريال وليس لهن أدنى حق أو قيمة.
** لقد وصلتني أكثر من رسالة من معلمات محو الأمية.. تتحدث عن أوضاعهن.. حيث تقول إحداهن «فوق ما ذكرت سابقاً».
** تقول «لقد قامت الرئاسة بنشر مدارس محو الأمية في كل مكان.. واهتمت بكل ما يخص محو الأمية.. إلا أنها لم تعط المعلمة حقها.. حيث إن بعض معلمات محو الأمية يحملن الشهادة الجامعية ويكلفن بتدريس ما يقارب «12» حصة في الأسبوع.. ومع ذلك.. نجد أن رواتبهن «1500» ريال مقطوعة.. حيث لا يدخل فيها.. الإجازات.. وهي حوالي ثلاثة أشهر.. هذا بالإضافة إلى ما تجده معلمة محو الأمية من الضغوط النفسية من سوء المعاملة.. سواء من قبل الشعبة نفسها أو من قبل الموجهات عند الاجتماع بهن.. حيث يتعرضن للتهديد بإلغاء عقودهن..».
** لذلك.. تطلب من المسؤولين في الرئاسة العامة إنصاف معلمات محو الأمية بتثبيتهن على وظائف رسمية.. وزيادة رواتبهن.. لما يبذلنه من جهد ملموس مع الدارسات الكبيرات في السن».
** لقد أصبح هذا العقد.. شبحاً مخيفاً.. وسلاحاً في يد الموجهة.. تشهره بدون أدنى سبب..
** أجزم.. أن مثل هذا الوضع.. لا يرضي معالي الرئيس العام لتعليم البنات.. الدكتور علي بن مرشد المرشد..
** وأجزم أيضاً.. أن الرئاسة العامة لم تغفل هذا الجانب.. لكننا نستعجلها في حل المشكلة.
** الرئاسة التي حققت الكثير والكثير.. وتجاوزت صعاباً ومعضلات.. واحتفظت بسجل أبيض ناصع من المنجزات.. ليست عاجزة أبداً.. عن حل هذه المشكلة.
** نحن نقول لتلك الفئة من المعلمات «المسكينات.. المنسيات.. المظلومات.. المقهورات».. نقول.. «أبشرن.. فالحل قادم!! إن شاء الله.. و«قُوْلَةْ أبشر.. ولا قُوْلَةْ اقْلِبْ وجهك».
|
|
|
|
|