أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 5th June,2001 العدد:10478الطبعةالاولـي الثلاثاء 13 ,ربيع الاول 1422

متابعة

المفكرون السوريون يتحدثون عن زيارة سمو ولي العهد
مواجهة نازية «الموت البطيء» للانتفاضة ب«الإحياء السريع» للتضامن العربي الفاعل
اللقاء السعودي السوري ضمانة وتعزيز للتضامن العربي
الزيارة تجسيد للرؤية
المشتركة وحكمة الموقف
تعود العلاقات السورية السعودية أساساً إلى أعماق التاريخ، حيث كانت بلاد الشام دائماً موطن القبائل العربية القادمة من الجزيرة العربية. كما شهدت مراحل تاريخية أخرى ازدهاراً عظيماً للقوافل التجارية بين هاتين المنطقتين المترابطتين قومياً وحضارياً وثقافياً ودينياً واقتصادياً. والحديث يطول في هذا المجال.
في بدايات القرن العشرين تعمقت العلاقات وارتقت إلى مستويات جيدة ولا سيما في مرحلة الكفاح من أجل الاستقلال والتحرر من ربقة الأجنبي. فكانت المملكة العربية السعودية داعماً أساسياً لكفاح الشعب العربي السوري ضد الاستعمار الفرنسي. وبالمقابل فإن سورية لعبت دوراً لا يستهان به في رفد المملكة بالكوادر العلمية والثقافية.. ولا سيما في ميدان التعليم وإنشاء المدارس الحديثة.
والحقيقة التي يجب أن يشار إليها هنا أن قيادة الراحل المغفور له حافظ الأسد قد أولت العلاقات الأخوية مع المملكة العربية السعودية الاهتمام الكبير والرعاية الخاصة. فارتقت العلاقات بين البلدين الشقيقين إلى أعلى مستوياتها من حيث التنسيق والتضامن الحقيقي وتبادل الآراء والأفكار ودعم العمل العربي المشترك، والوقوف جنباً إلى جنب في مختلف الظروف والأحوال.. وخصوصاً في مسألة الصراع العربي الصهيوني، ومجابهة العدوان الصهيوني ضد سورية وعدد من البلدان العربية والشعب الفلسطيني.
ولا تغيب عن ذاكرة الشعب العربي السوري المواقف الأخوية للمملكة العربية السعودية، التي تجلت في حالك الأوقات )كما حدث في حرب تشرين 1973م( وهو أمر غير مستغرب من الأشقاء السعوديين، الذين عرفوا بمواقفهم الأخوية التضامنية وبوعيهم العالي.. وبحنكتهم السياسية وسعة أفقهم، وحرصهم الدائم على العمل العربي المشترك، والدعم الحقيقي لقضايا أمتهم العربية والإسلامية.
أما سورية العربية فهي تعتز بانتمائها القومي، وتفخر بوقوفها القوي ومجابهتها الراسخة لمطامع الصهيونية، وسعيها الدؤوب مع شقيقتها المملكة العربية السعودية وبقية البلدان العربية لدحر العدوان الصهيوني.. وصولاً إلى استعادة كل شبر من التراب العربي، وتأمين الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.لم يجتمع قادة البلدين الشقيقين )سورية والسعودية( يوماً إلا وكان التضامن العربي ووحدة الصف والعمل العربي المشترك هاجسهما الأساسي والمحور الرئيس للقائهما.
هذا ما تبغيانه وتعملان من أجله دائماً، ولا شك أن الأمة بأجمعها تتطلع إلى التنسيق السوري السعودي بوصفه عنصراً أساسياً في الجهد العربي المشترك لصالح البلدين والشعبين.. ولصالح قضايا الأمة وحاضرها ومستقبلها. وكلما تمكنت سورية وشقيقتها المملكة من شد بقية الأشقاء إلى جانبهما، كان ذلك بشير خير وعنصر قوة وعامل احياء للإخاء والتضامن العربي المنشود.
الدكتور خلف الجراد
المدير العام لمؤسسة تشرين ورئيس تحرير «تشرين»
***
لقاء عريق
سورية والمملكة العربية السعودية، لقاء عريق، وفعل عربي إسلامي يشع في كيان الأمة لتقوى على مواجهة ما يتهددها من أخطار الصهيونية وعدوانية إسرائيل وشارونيتها المتفاقمة.
سمو الأمير عبدالله ولي العهد السعودي في بلده دمشق والسيد الرئيس بشار الأسد ترحيب سوري بلقاء المسؤولية لمواجهة تحديات الأحداث الأخيرة التي تعصف بالمنطقة، وتدفعها إلى أتون الانفجار والتشظي.
وتجاه الانفلات النازي للصهيونية في تعاملها مع الشعب الفلسطيني. فإن اتخاذ موقف عربي موحد يستند إلى الحد الأدنى من التضامن. بات ضرورة سياسية، ترقى بأهميتها لمستوى الضرورات التاريخية التي تحدد مصير الأمة، وترسم موقعها على خارطة النظام الكوني السياسية والحضارية.. وهكذا فإن لقاء سمو الأمير عبدالله ولي العهد السعودي مع أخيه السيد الرئيس بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، يتسم بأهمية تاريخية بالغة عتبة انطلاقها تفعيل موقف عربي موحد بمواجهة التحديات الصهيونية الخطيرة.
فرغم اعلان شارون خطته لإنهاء الانتفاضة والقضاء عليها خلال المائة يوم ورغم تسميته لهذه الخطة ب«الموت البطيء»، وعلاوة على تصعيده حربه من مستوى سلاح )M16( إلى مستوى طائرات )اف 16( فإن الولايات المتحدة ما زالت تعتبر أن ما يجدي هو عنف متبادل بأحسن الأحوال،والنغمة الأمريكية المستمرة هي مطالبة الشعب الفلسطيني بإيقاف العنف، كمقدمة لحل الأزمة. وهكذا تتغاضى القوة العظمى عن خطة شارون المعلنة لتمويت الشعب الفلسطيني ببطء، وتتجاهل نزقة النازي واستعماله )اف 16( لاحراز بعض النصر في جنونه الفاشي، وهوسه العدواني للتعجيل بموت الشعب الفلسطيني عبر كسر كرامته ودفن انتفاضته..
إن ما تقوم به إسرائيل الشارونية من تمويت للشعب الفلسطيني، تتغاضى عنه الولايات المتحدة الأمريكية فيتمادى بغيه وعدوانيته، ولأن تمويت الانتفاضة فيه اصابة لروح القضية العربية، فإن الأمة العربية برمتها مصابة ليس في كرامتها فقط، بل بوجودها ومصيرها، وهذه النقطة هي نقطة الانطلاق للقاء المسؤولية والواجب والحق، بين سمو الأمير عبدالله والسيد الرئيس بشار الأسد في دمشق.
شارون تسلح بجنود باراك ليدنس الأقصى، وعوفاديا يوسف أفتى ليهودية النازية الجديدة بأن العرب ثعابين وأفاع، وبيريس حمامة قانا الهمجمية، يعلن اشمئزاره من قذارة العرب!!، وفوق كل ذلك تكافأ إسرائيل هذه من الأمريكان بخطوة تطمئن خرافتهم، وتعدهم بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهكذا فإن الدائرة تكتمل: إسرائيل بكل تلاوينها تعلن نازية صهيونية متجددة. والأمريكان يغضون النظر عن اعلانها الوقح في تمويت الشعب الفلسطيني واحتقار العرب والفتوى بقتلهم، وللامعان في الوقاحة لا ينسون رفع لافتة السلام لاستكمال صورتهم المستكبرة والوقحة.
أمام كل ذلك، ليس من حل إلا بموقف عربي موحد، يدعم انتفاضة الأقصى المبارك بكل أنواع الدعم المادي والسياسي والعسكري، ولا بد من تطوير موقف عربي يشكل حضوراً عالمياً يجبر العالم على تقديم قوة العرب ومكانتهم، ويدفعه لاتخاذ موقف عادل تجاه القضية العربية، وتجاه جرائم الصهيونية وهمجيتها..
إن لقاء سورية والمملكة العربية السعودية، في هذه الظروف الحساسة، يجمع بين قوة الفعل العربي وروحه، ويمكن أن يبعث الروح في التضامن العربي، ويؤسس لتحرك عربي ينسق الأدوار، ويوظف الفعاليات ويشع في كيان الأمة كوجدان موحد، وروح مصممة وقوية.
وإذا كان شارون قد أعلن خطته تحت عنوان )الموت البطيء( للشعب الفلسطيني وانتفاضته، فإن على العرب أن يعلنوا )الإحياء السريع( للتضامن العربي ومواجهة عدوانية إسرائيل ونازيتها الشارونية.. وليس من روح للموقف العربي إلا عبر التمسك بالحقوق والانخراط بالفعل المواجه، وهذا جوهر ما هو مطروح بين سمو الأمير عبدالله ولي العهد السعودي، والسيد الرئيس بشار الأسد في دمشق، وبحكم الاتفاق بين الطرفين على أساسيات الموقف تجاه ما يجري، فإن اجتماعهما في دمشق يمكن أن ينفخ الروح في الكيان العربي لاتخاذ موقف مواجه لإسرائيل وعدوانيتها، وان الأمة تنظر لقادة البلدين وتطالبهم بالعمل على تفعيل عوامل القوة في التضامن العربي، لتستطيع الأمة مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف الأمة بكل كيانها، ومازالت الأمة تطالب القادة بتنسيق الجهود من أجل:
1 دعم الانتفاضة سياسياً واقتصادياً، وحتى عسكرياً، وتقديم كل ما يلزم لكسر الحصار الاقتصادي الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وبآلية فعالة ومؤثرة.
2 الكف عن سياسة الصياغات الكلامية في البيانات السياسية والعمل الجدي على الأرض، من أجل قطع كل تعامل مع الكيان الصهيوني، ومن أجل اتمام المقاطعة العربية لكل ما هو صهيوني أو داعم للصهيونية.
3 العمل من أجل كشف المبادرات السياسية التي تقوم لتغطية أعمال إسرائيل العدوانية، أو لتمرير أغراضها، أو لجرف القضية عن جوهرها، وها هو تقرير ميتشل يسمي الانتفاضة ارهاباً، ويحِّمل جزءاً كبيراً من مسؤولية العنف على الجانب الفلسطيني، أي أنه يدين المقتول بالقسم الأكبر من مسؤولية القاتل.
والطامة الكبرى في تقرير ميتشل أنه يتجاهل أصل المشكلة وهو الاحتلال والعدوان وحرمان الشعب من حق تقرير مصيره وحق العودة.. فهل علينا الاستمرار بالغدق بمثل هذه الألاعبيب.. وألم يحن الوقت لتكون المبادرة بيدنا.. حتى لا تغيب القضية بتفاصيل مضللة.
4 تفعيل موقف عربي موحد تجاه العملية السلمية، وتلاعب إسرائيل بالمسارات والتأكيد على مرجعية مدريد والقرارين 242/338/ كأساس لتحقيق السلام العادل والشامل المتضمن عودة الأراضي المحتلة في العام 67 وضمنها الجولان حتى حدود الرابع من حزيران وعود اللاجئين الفلسطينيين وحق تقرير الفلسطينيين بإقامة دولتهم الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس والسيادة الفاعلة عليها.
5 تفعيل موقف عربي لدعم المقاومة الوطنية في جنوب لبنان الفاعلة والمناضلة لاسترجاع مزارع شبعا المحتلة، واستعادة الأسرى من سجون العدو، وتحصيل التعويضات على ما ألحقه الغزو الإسرائيلي في الجنوب الصامد.
6 وكموقف حاسم وسريع، لا بد من الوقوف في وجه التهديدات الإسرائيلية السورية ولبنان، عبر موقف عربي موحد وفاعل..
إن لقاء ولي العهد السعودي سمو الأمير عبدالله والسيد الرئيس بشار الأسد، يأتي في لحظة سياسية حرجة، وفي ظرف يستوجب العمل الفاعل والمؤثر، وإن الأمة العربية بما تعرفه من مواقف البلدين الشقيقين القومية لتصبو إلى لقاء قمة يندرج في اطار عملية النهوض القومي، وضمن السعي لتحقيق تضامن عربي يواجه الغطرسة الإسرائيلية الصهيونية..
وكما قلنا إن كان شارون أعلن خطته )الموت البطيء( للانتفاضة والشعب العربي، فإن علينا أن نعلن التضامن الفوري والسريع للمواجهة والتصدي لمن يريد الغاء عروبتنا وإفناء كرامتنا..
إن الأمر جلل، ولا بد من عظيم العمل والهمم.
د. فواد شربجي
***
حول اللقاء المرتقب
لقاء الكبار
يصعب على الانسان العربي اينما كان موقعه ان يتنصل بسهولة عن انتمائه الى «الارض» العربية، ايضا اينما كان موقع هذه الارض. الارض العربية تعني التاريخ كما تعني الجغرافيا. تعني العادات والتقاليد كما تعني حضارة الامس القريب او اليوم المعاش. ومن هنا كان احساس المواطن العربي بالفرح دائما، كلما التقى بلد عربي مع بلد عربي آخر، وخاصة في الاوقات العصيبة، لان اللقاء بحد ذاته يعني له الكثير، يعني القوة كما يعني الامكانات، كما يعني الموقف الموحد، في حين يخف مثل هذا الاحساس في اوقات اخرى ولا نقول يختفي، لان الجذور واحدة وان اختلفت امكنة تجذرها فوق ارض ليست التاريخ فحسب وليست الجغرافيا فحسب، بل الامس واليوم وكل الايام الآتية.لهذا الاعتبار، فان اي لقاء كالذي يجمع بين القيادات العربية المؤمنة بحقها ويقينها بأن حقها هذا لن يموت، يثلج الصدر بمقدار ما يوحي بأمل عريض، على نحو ما يستشعره الانسان في وقتنا هذا، اذ تلتقي اثنتان من القيادات العربية المؤمنة الفاعلة في الاحداث وليست ا لمنفعلة بها، هما قيادتا سورية والمملكة العربية السعودية الشقيقة، في شخصي القائدين العظيمين الرئيس بشار الاسد وولي عهد المملكة الامير عبدالله بن عبدالعزيز، حيث ارضية الانطلاق الى المستقبل القريب والبعيد على حد سواء، ثابتة وواضحة، في زحمة الاحداث التي تشهدها منطقتنا العربية او تتفاعل مع مجرياتها من مواقعها البعيدة نسبيا، تلك التي ترسم على وجه التاريخ والجغرافيا معا صور النضالات الشعبية التي تتجسد يوميا في ارضنا العربية المحتلة «فلسطين» كبرياء طفل يحمل حجرا، او قطرة دم تنز من جسد شهيد سقط برصاص العدو الاسرائيلي او قذيفته المدفعية او صاروخ دبابته وطائرته، غير آبه بشيء سوى كرامة الارض التي انبتته وعلمته كيف يكون الدفاع عنها، عن الوطن، عن الانسان.
ان لقاء كهذا اللقاء الذي تحياه الامة العربية اليوم، هو لقاء الامل الكبير كبر القائدين، هو لقاء الرجال الرجال، في مواجهة متطلبات الواقع والمستقبل وصولا الى زمن التحرير الكامل للارض العربية المغتصبة من ايدي المحتلين، سواء أكانت هذه الارض فلسطينية او لبنانية او سورية، ذلك لان هذه «الاطراف» تؤلف في النهاية جسدا اذا ألم بأحد اطرافه الم او تعرض لخطر، كان لهما وقع مماثل في بقية اطرافه.
ومن هنا تتنامى الآمال بأن احدا لن يستطيع الاحتفاظ بقطعة من ارض العرب الى زمن غير محدود، وفي سياق المساعي واللقاءات بين مسؤولي الامة العربية وقادتها، تتضح المواقف الوطنية والقومية اكثر فأكثر، بداية بدليل انتظام مواعيد عقد القمم العربية، وثانيا على هدى ما يجري اليوم على مستوى لقاء القيادتين العربية السورية والمملكة العربية السعودية، وما قد يليها من لقاءات مسؤولة في مواجهة خطر سياسة شارون الخارجية التي تهدد أمن المنطقة والعالم بخروجها على القوانين الدولية وشرعية المؤتمرات التي اعترف بها العالم كله.
د. اسكندر لوقا
***
القضايا الملحَّة في الإطار
العربي الدور السعودي
ليست زيارة الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية لسوريا من قبيل تمتين عرى العلاقات الثنائية فحسب فهذه العلاقات لا تعاني ازمة او مشكلة قط بالرغم من انها تحتاج من فترة الى اخرى الى اعادة نظر وتوثيق، والى الارتقاء بها درجة أعلى من المتانة والتنوع، ولكن لابد من وضع الزيارة في اطارها الزمني الواقعي. ويعتبر هذا الاطار في تصوري المنظار الذي يمكن عبره النظر الى هذه الزيارة وتقويمها من حيث مردودها ونتائجها المنتظرة على الوضع العربي بصورة عامة وعلى حالة الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني بصورة خاصة، اضافة الى ما اعلن حتى الآن عن المشروع الامريكي البريطاني في مجلس الامن بشأن ما يسمى «العقوبات الذكية» ضد العراق.
ومن المنتظر ان يكون اللقاء السوري السعودي اضافة الى خصوصياته الثنائية تكملة للقاء القمة الذي تم في جدة بين المملكة العربية السعودية ومصر منذ أيام قليلة. ومن المعروف ان الرياض القاهرة دمشق تشكل قاعدة من قواعد العمل العربي المشترك وهي قاعدة عرف عنها انها تتحرك وتتفاعل مع الاحداث وذات توجه قومي اسلامي وتقوِّم المتغيرات وتأثيراتها على مسيرة العملية السلمية في المنطقة العربية. ولهذا فان الوضع الراهن للصراع العربي الاسرائيلي وبخاصة انتفاضة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال يشكل جوهر اللقاء. ومن الطبيعي ان يدخل في اطار الصراع تلك التهديدات الاسرائيلية المتواصلة ضد سوريا ولبنان، وتوجه تلك التهديدات نحو تحميل سوريا مسؤولية اي عملية مقاومة لبنانية ضد احتلال اسرائيل مزارع شبعا اللبنانية، اضافة الى موقف الادارة الامريكية بشأن دورها المنحاز لطرف الحرب الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني حيث تستخدم اسرائيل جميع ما لديها من اسلحة امريكية ما عدا اسلحة التدمير الشامل، )اي السلاح النووي والاسلحة الكيميائية والبيولوجية( وقد يأتي حين تشهر اسرائيل فيه أحد أسلحة التدمير الشامل هذه.
يضاف الى حالة عملية التسوية السلمية التي قضى عليها رئيس وزراء اسرائيل أرئييل شارون بسياساته وخططه وحربه وتهديداته المتواصلة، ثمة عدة قضايا جد مهمة تتناولها المباحثات الثنائية.
لاشك في ان القضية الأولى هي القدس ومصيرها كمدينة عربية مقدسة وكعاصمة للدولة الفلسطينية المقبلة، والتي يرفض شارون، ومن قبله حكومة حزب العمل ان تسجل القدس على جدول أعمال التفاوض وقد زاد شارون حالة التسوية السلمية صعوبة وعسرا حين أعلن ان اسرائيل لن تنسحب من الجولان المحتل.
القضية الثانية هي تطبيق حق العودة والتعويض الناجم عن تهجير اللاجئين الفلسطينيين الذين أجبرتهم القوات الصهيونية الاسرائيلية في العامين 1947 و1948م على ترك بيوتهم واللجوء الى دول الجوار وقد اصبح عدد هؤلاء اللاجئين بعد اكثر من خمسين عاما خمسة ملايين ونيفا وتخطط اسرائيل، برضا وتأييد من الولايات المتحدة لتوطين هؤلاء اللاجئين حيث هم مقيمون الآن او لتوزيع بعضهم على بعض الأقطار العربية. ولقد حملت مفاوضات كامب ديفيد برعاية الرئيس الأمريكي السابق بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في يوليو من العام الماضي حملت الدول العربية المنتجة للنفط مسؤولية الانفاق على هذه العملية، سواء من حيث التوطين او من حيث التوزيع ولقد جرى بحث ذلك كله في اطار «صفقة» شاملة.
ان أهم قضية عاجلة ستتناولها مباحثات الطرفين العربيين هي التأكيد على الطلب من مجلس الأمن حماية الشعب الفلسطيني من الحرب التي تشنها عليه اسرائيل وتعمل فيه قتلا واحتلالا وتدميرا في الشعب نفسه والمجتمع ومشروع الدولة الفلسطينية.
ان وقف حرب الابادة هذه أصبح مسؤولية دولية تشكل جوهر اختصاصات مجلس الأمن والدول دائمة العضوية فيه. وتستطيع المملكة العربية السعودية ان تؤدي في هذا المجال دورا رائدا وفعالا.
لاشك في ان مواقف المملكة في مواجهة العدوان الصهيوني، وفي الحفاظ على عروبة القدس ومكانتها المقدسة، وفي الدفاع عن الحقوق العربية في دائرة الصراع العربي الاسرائيلي، والتي جسدها ويجسدها ولي العهد الأمير عبد الله في تصريحاته وخطبه وسلوكه العملي.
وفي زيارته لدمشق هي مواقف معروفة، ولكنها تأتي في اطار تعزيز التضامن العربي الذي يستطيع اذا ما بلغ درجة عليا من التوثق ان يصبح عاملا جد مؤثر في تطوير عملية التسوية السلمية لمصلحة حقوق الشعب الفلسطيني وسائر الحقوق العربية، وفي احياء دور المجموعة العربية في رسم مستقبل منطقة الشرق الأوسط.
د. هيثم الكيلاني

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved