| المجتمـع
* تحقيق - خالد المرشود:
يتزايد الاهتمام بمشكلة جُنح الأحداث على أسس وقائية وعلاجية واجتماعية باعتبار ان برامج رعايتهم تعتبر خط دفاع اجتماعي أولي ضد الانحراف والإجرام، ولا شك ان دارالملاحظة الاجتماعية عبارة عن بيت اجتماعي لملاحظة الأحداث الجانحين وتفهم مشاكلهم ودراسة سوء توافقهم وتشخيص عللهم السلوكية والانحرافية لتقديم العون والمساندة والرعاية لهم لتمهيد طريق إعادة تقويمهم واصلاحهم وتمكينهم من التخلص من عيوبهم وانحرافاتهم وإعادتهم الى المجتمع، وقد عاد اليهم توافقهم النفسي والاجتماعي ليسهموا في بناء صروح تنميته ونهضته وتقدم وطنهم نافعين لأسرهم وأنفسهم ومجتمعهم، ثم ان النشاط بمختلف فروعه يعتبر جانباً تربوياً وتوجيهياً مهماً، كما انه وسيلة من الوسائل المهمة في الاصلاح والتقويم بدور الملاحظة الاجتماعية لذا خطت دار الملاحظة الاجتماعية بمنطقة القصيم والتي تعنى بفئة الاحداث الجانحين نحو هذا المنحنى وقامت بطرح برنامج تربوي شامل وواسع تعمل به على إعادة توافق الحدث مع ذاته ومجتمعه ليكون فرداً متكامل الشخصية متوافقاً مع ذاته ومجتمعه ومتمسكاً بدينه وعاداته وتقاليده نافعاً لوطنه بممارسة «برنامج التعبير الذاتي» الذي يعد الأول من نوعه بدور الأحداث على مستوى الشرق الأوسط ودور الملاحظة بالمملكة نظراً لنتائجه الايجابية على نفسية نزلاء الدار وكان ل«الجزيرة» لقاء مع مدير دار الملاحظة الاجتماعية بمنطقة القصيم الاستاذ ابراهيم بن احمد الضبيب ليحدثنا عن فكرة واسلوب تطبيق برنامج التعبير الذاتي» بالدار الفريد من نوعه على مستوى العالم العربي.
في البداية قال الضبيب عن «برنامج التعبير الذاتي» هي طريقة علاجية لتفريغ السلوكيات العدوانية المكبوتة بشكل سلمي وذلك عن طريق الكتابة والصور لتعرف على اتجاهات الحدث تجاه نفسه ومجتمعه بعيداً عن الاساءة لثقافة المجتمع.
اما فكرتها فهي بمكان داخل الدار ذي انارة وتهوية جيدة علق عليها ست لوحات «سبورات تستخدم من قبل ستة طلاب كحد اقصى متقاربين في الأعمار يتم اختيارهم عادة من قبل الاخصائي النفسي وذلك بعد بناء الثقة والصراحة والصدق والمحبة بينه وبين الطلاب بحيث يعطى كل طالب او مجموعة معينة لوناً خاصاً من الأقلام يكتب ويرسم مايروق له بحدود ثقافتنا.. وذلك بعد ان يرسم الاخصائي النفسي شكلاً هندسياً يكتب الطالب في داخله فقط وفي وقت محدد. كما أن هذا المكان معد أيضاً لتوجيه الدروس النفسية والبرامج الموجهة كاستخدام الكتابة الحرة على الورق ما يطلق عليه «العصف الذهني» يضاف الي ذلك كون المكان يحمل بعض العبارات الارشادية تجاه الحدث لتشجيعه على الكتابة والتعبير وحدود استخدامها، وأضاف الضبيب: وعادة ما يطرح المختص موضوعاً معيناً ويعطي للطلاب الفرصة للتعبير عنه بصور وعبارات مختلفة كما يوجد سجل خاص بلون كل قلم يتم استلامه لضمان اعادته والتعرف على أي اساءة للمكان بحيث يشمل الاسم واستلام القلم وإعادته.
أما الهدف العام منه فقال الضبيب ل«الجزيرة»: ازالة المكبوتات الانحرافية والتعبير عنها باسلوب راق للتعرف على شخصية الطالب لمساعدته على التخلص من السلوكيات غير المرغوب فيها.
أما الأهداف الموجهة فهي:
التفريغ: حيث يفرغ الطالب مكبوتاته التي يشعر بها على السبورة وفق اطر محددة ومساحة معينة. وذلك لإزالة التوتر والقلق الذي يعاني منه الحدث داخل الدار وخارجها من اجل سهولة التعامل معه وسرعة قبوله للتوجيهات.
التعبير: عن اتجاهاته العدوانية بأسلوب مسالم وراق. بحيث ينقل الطالب من الفكر اللاوعي واللا مسؤول الى فكر أكثر اتزاناً ومسؤولية ووعياً.
تنمية وصقل واكتشاف مواطن الابداع لدى الطالب مثل الرسم، التعبير الجيد، الشعر، القصة، الخط.
يستفيد منها الاخصائي النفسي في مجال البحث الاجتماعي النفسي لمعرفة اتجاهات الطالب تجاه نفسه والمجتمع.
المحافظة على ممتلكات الدار من خلال نقل سلوك الطالب العدواني ضدالعاملين والطلاب واروقة وممتلكات الدار وخلافه للتعبير عنها بأسلوب كتابي حر.
إعادة الضبط الاجتماعي عند الطالب وذلك من خلال اعادة الثقة به وكتابته وفق أطر محددة يضعها المختص على السبورة باشكال هندسية مختلفة لا يخرج عنها الطالب خلال الكتابة. لكي يكون هناك اتزان بين حرية الكتابة لتعبير الذاتي مع محدودية سكانها لإعادة الضبط الاجتماعي المفقود عنده واشعاره بالمسؤولية.
مناقشة الافكار المدونة على اللوحات او الورق للوقوف على بعض السلوكيات الايجابية او السلبية عند كل مجموعة مشاركة.
وفي ختام حديثه ل«الجزيرة» ابان ابراهيم الضبيب مدير دار الملاحظة بالقصيم عن ضوابط استخدام برنامج التعبير الذاتي المطبق حالياً بالدار ولأول مرة على دور الملاحظة بالمملكة قائلا: على كل طالب استخدام القلم بشكل مناسب وارجاعه للمختص عند الانتهاء منه.
الكتابة في حدود توجيهات المشرف والشكل الهندسي إن وجد.
يجب ان تكون الكتابة في حدود الشرع وليس فيها اساءة ادبية او ذكر اسماء.
سوف يتم تطبيق العقوبات التأديبية المنصوص عليها بلائحة الجزاءات بالدار على كل مخالف لهذه الضوابط.
ان الكتابة على الجدران سوف تضع الطالب موضع المساءلة.
|
|
|
|
|