| مقـالات
ولقد عرفنا وسيلة السفر كنوع من المتعة منذ أفاء الله علينا بالموارد الضخمة لقاء دخلنا من البترول مما جعل الحكومات العربية وفي منطقة الخليج بالذات تلتفت الى تأسيس بنيتها التحتية بالتحديث في الأنظمة وتطوير برامجها في التعليم والتعمير وغيرها مما استدعى كما هو معروف مشاركة الكثير من الشركات العالمية المتخصصة في شق الطرق او تمديد الكهرباء واقامة المجمعات السكنية والمباني الرسمية والجسور. وكان من الطبيعي في مثل هذه الأجواء المشحونة بالحركة الاقتصادية والعمرانية ان تنشط التبادلات التجارية بين الافراد والشركات فتعقد الصفقات وأواصر العلاقات وتبادل المعلومات فتعرفنا من خلالها على نمط جديد من البضائع وعلاقات البيع والشراء بواسطة أناس تخصصوا في مثل هذه المجالات فتحول الحانوت الصغير الذي نعرفه الى مستودع اضخم يوفر الكثير من البضائع والاحتياجات اطلق عليه )السوبر ماركت( والشركات المنفذة للمشاريع احضرت مئات العمالة بمستويات مختلفة ومن البديهي في مثل هذه الاوضاع ان يحدث خلل في النظام العام او ارتباك تتخلله اخطاء سواء في التعامل او التنفيذ وان تتغير الكثير من الموازين بسبب الفرص في احتياجات وحجم العائد للافراد او الشركات والقطاعات المختلفة. كما ان رحلاتنا الى الخارج اوجدت لدينا تطلعا الى ان نوفر نحن ليس لمواطنينا فحسب وانما لمواطني الدول الاخرى فرصة الاطلاع على ما تكتنزه اقطارنا من تراث تاريخي ومناظر طبيعية لا تقل عن مستوى ما هو متوفر في البلدان الاخرى بما في ذلك الاجواء الفصلية مع فارق في العادات والتقاليد اذ انه ليس كافة السياح يبحثون عن امور محددة وذلك حسب طبيعةالميول والاتجاهات وكذلك المراحل العمرية للافراد. على ان التسوق يأتي في قائمة الاحتياجات المطلوبة اذ ان اسواقنا كانت فقيرة قبل الطفرة عن تأمين احدث الصناعات واجودها في العالم انما كان التركيز على الأقل ثمنا وهو ما يتحقق في الصناعات الاسيوية الأقل تكلفة.
وهكذا استوردنا البضائع الجيدة رغم اسعارها المرتفعة في محلات حديثة البناء والتنظيم بما يعادل ما هو موجود في أرقى بلاد العالم. وطالما وفرنا هذه الاساسيات السياحية للقادم الى بلادنا من اي مكان في العالم ألا يحتاج الى العناصر السياحية الاخرى لاسيما القادم من الدول العربية الاسلامية التي تشابهنا في الانظمة والتقاليد؟ اننا نفترض بداية ان نستقطب مراحل عمرية متقدمة الى جانب الأسرة المحافظة ولكن هذا لن يقف حائلا دون محاولة استقطاب بقية العناصر في الاسرة الواحدة بتوفير الحد الادنى من المتعة البريئة مثل الاستعراضات الرياضية والحيوانية )السيرك(، المسرحيات. التجديد في الالعاب. السباقات )سيارات، دراجات نارية وهوائية( المسابقات باستغلال الجبال المتوفرة لدينا والتلال وكذلك الصحراء. السباقات البحرية باللنشات والقطع البحرية والسباحة كذلك وكل ما نرى انه يتفق مع قيم هذا المجتمع. لقد استعرضت هنا بعض النشاطات التي يمكن ان نوفرها لقطاع السياحة وهي في ظني كثيرة وهناك من هم اكثر دراية وباعا مني اردت من ورائها ان تستعد مصايفنا من الآن لتوفيرها وهي فاعلة ولاشك حتى ننعم بموسم سياحي متميز هذا العام ان شاء الله مع التأكيد على ضرورة الانتباه الى تذليل السلبيات المعروفة وهي ارتفاع اسعار المساكن في بعض المناطق وكذلك توفير الاطعمة بمستويات مختلفة ووسائل المواصلات. والله الموفق.
للمراسلة ص. ب 4236
الرياض 24411
|
|
|
|
|