| مقـالات
* قبس:
«ان الغاية من المناقشة ينبغي ألا تكون النصر، بل التحسين»
- حكمة فرنسية -
****
قرأت مقالا لكاتب قدير يتحدث عن أحد الفقهاء العرب ويطري على أسلوبه وطريقته في توجيه المسلمين والتعامل برفق مع السائلين..
فتساءلت لماذا لم يذكر الكاتب اسم الشيخ؟ وهل يعتبر ذلك اعلانا عنه؟
خاصة ان الكاتب قد ذكر اسم القناة الفضائية..
نحن نتحسس من ذكر الأسماء إذا مدحنا واثنينا ونتحسس من ذكر الأسماء إذا انتقدنا.
في المديح والثناء سيعتقد الناس أننا نعلن عن الجهة ولاشك أننا مستفيدون منها وفي النقد سيقولون أننا نشهر بالجهة أو الأشخاص ولدينا دوافع ذاتية للنيل منهم.
ارجعوا الى بداية مقالي.. لماذا لم استطع ذكر اسم الكاتب أو الصحيفة؟!
دعوني أفكر بصوت عال ربما لأنني انتقد فكرة الموضوع أو المقالة وأخشى من ردة فعل الكاتب ان قرأه.. فلماذا إذن نمارس الكتابة إذا كنا خائفين!!!
أو هو اعلان عن الصحيفة وهي بلاشك من الصحف الرسمية!!
أو هو تخوف من توجه رئيس التحرير تجاه ذكر الاسم لأن الكاتب رئيس تحرير مثله في صحيفة أخرى!!
كلها تخمينات لا تستند على أي قاعدة منطقية سوى أننا حين نعلن عن أفكارنا نتحدث بحرية طالما لم نذكر الأسماء.. انه الخوف من رأي الآخر فينا هو التحسس من عين الآخر أو رأي الآخر لأنه تشكل في وجداننا ان مخالفة رأي الآخر هي إساءة له وهذا ليس صحيحا ولكنه جزء من تشكيلة تفكير الفرد العربي التي لابد ان تتغير.
حتى حينما كتبت في الأسبوع الماضي مقالة «القارىء المختلف» لم استطع ذكر اسم منتدى «الصريحة» مع انه يستحق الذكر ولكن خفت ان يحسب القارىء ذلك اعلانا ودعوة مني لزيارة الموقع والاطلاع على اللقاء.. وحادثت نفسي ان هذا فيه الكثير من التمركز حول الذات، لكنني وبعد قراءة مقال «د. هاشم عبده هاشم» عن الشيخ «الجندي» وعدم ذكره للاسم وجدت نفسي في مواجهة مع الذات كيف انتقد ما قمت أنا به!!.
هذه اللحظة من الوعي نحتاجها في مرحلة تقييم الذات وهي لحظة يجب ان نقتنصها كلما مرت بنا، فهناك الكثير من المواقف التي يراجع فيها الانسان نفسه ويصيدها وهي مخطئة وهنا يبدأ دور الضمير هل يمتلك الشجاعة ليصحح الخطأ أم ان اهمال لحظة الوعي أيسر الطرق.
ان الكتابة هي الشجاعة.. هي القدرة على التفكير بصوت عال فإذا مارسناه بخوف أو ترقب كنا مثل الطيور التي لن تأكل الثمر خوفاً من خيال )المآتة(.
|
|
|
|
|