| العالم اليوم
لم تبق دولة أوروبية إلا وطالب رئيسها أو وزير خارجيتها ياسر عرفات بالإعلان «تلفزيونيا» عن وقف إطلاق النار لوقف العنف في فلسطين .. وقبل رؤساء ووزراء وسفراء الدول الأوروبية وكالعادة كان أول من طالب عرفات بالإعلان تلفزيونيا الرئيس الأمريكي بوش ووزير خارجيته كولن باول وتبعهما سكرتير عام الأمم المتحدة كوفي عنان.. بل حسب قول مسؤول فلسطيني أن إحدى الدول العربية طالبته بالتجاوب مع «طلبات الغرب» في الظهور تلفزيونيا لإدانة العملية الاستشهادية والإعلان عن معارضته قتل المدنيين.. وأن يصدر أمرا مكتوبا لقوات الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية وللفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق النار.
وهكذا ومثلما حاصرت الدبابات وجنود شارون عرفات ورجاله وأجبروه على البقاء في رام الله، حاصره الأوروبيون والأمريكيون وبعض العرب.. وكبير الأمم المتحدة، فما كان منه إلا أن نفذ كل ما طلبوه منه، بل أكثر من ذلك، حيث بدأت دوريات الأمن الفلسطينية بمراقبة الحدود الفلسطينية الإسرائيلية..!!
ماذا يريدون بعد من ياسر عرفات ؟!
هل هي بداية لتكليفه بمهام شرطي لحماية إسرائيل بعد أن عجز شارون وكل أجهزته الأمنية وقواته التي تشكل أقوى جيش في الشرق الأوسط..؟!!
وهل باستطاعة عرفات وبعض من شرطته وقف غضب شعب وجد أبناؤه في الشهادة واجباً شرعياً يفرضه الواقع المرير الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي..؟!!
وإذا كانت طائرات الإف 16 وصواريخ آرو، ودبابات 60، وكل عمليات التدمير وهدم المنازل وتدمير المزروعات وردم الآبار لم تستطع وقف الانتفاضة الفلسطينية ، فهل يستطيع تصريح «تلفزيوني» وأمر عسكري صدر تحت ضغوط من دول معادية للفلسطينيين أن يوقف انتفاضة رد كرامة الفلسطينيين..؟!!
قد تتوقف بعض العمليات.. وقد تتوقف الاشتباكات التي يفرضها جنود الاحتلال حينما يطلقون نيرانهم تجاه رجال الشرطة الفلسطينية الذين يردون عليهم دفاعا عن أنفسهم..وقد تتوقف بعض المظاهرات.. وقد يتوقف توجيه قذائف الهاون نحو المستوطنات.. إلا أن الذي لن يتوقف فهي عمليات الاستشهاد التي أرعبت الإسرائيليين وأرعبت معهم حلفاءهم الذين تكالبوا جميعاً على ياسر عرفات لانتزاع تصريح وأمر عسكري منه لن يجد من يرتاح إليه من الفلسطينيين فضلاً عن تنفيذه.
|
|
|
|
|