| الطبية
سن اليأس هو منعطف في حياة المرأة بين مرحلة الخصوبة الجنسية والنشاط التناسلي وبين مرحلة توقف هذا النشاط وبالتالي الإصابة بالعقم الطبيعي تطرأ بعض التغييرات الفيزيولوجية على المرأة في هذه المرحلة، لعل أهمها التوتر النفسي الذي يصيبها خصوصا إذا ما اعتبرت ان هذا التغير ينقص من أنوثتها.
اليأس هو التراجع التدريجي الذي يصيب المبيض بدءاً من سن 40 - 50سنة فما فوق، مما يؤدي إلى تراجع في الإباضة والحيض يستمر متدرجاً حتى تتوقف العمليتان في حوالي عمر 50 سنة.
قد يتوقف الحيض لدى بعض النساء على نحو مرضي في سن سابق للأربعين وذلك لدى 5% من النساء من دون سبب واضح ويعتبر عندها يأساً مرضياً.
يستمر تراجع الوظيفة المبيضية لدى المرأة مدة قد تبلغ العشر سنوات كما قد لاتتعدى أشهرا قليلة. عادة ما تمر المرأة خلال هذه الفترة بعدد من الدورات الشهرية التي تحصل من غير إباضة، وتزداد هذه الدورات عددا في خلال العقد الخامس، حتى يتوقف الحيض تماما. بعدها لايمكن للمبيض انتاج هرمون البروجسترون الذي يلعب دوراً هاماً في الحمل والارضاع.
المشكلة الأساسية في هذه المرحلة من حياة المرأة تكمن في تراجع نسبة الاستروجين، ويؤثر ذلك في وظائف أخرى غير مرتبطة بالوظائف التناسلية مما يترك اثره على صحة المرأة وحالتها العامة.
الأعراض المصاحبة لسن اليأس:
- الجهاز التناسلي:
ضمور المهبل مع فقدان بعض الطبقات الموجودة تحت الجلد، مما يؤدي إلى الحكة، كما تضمر مخاطية المهبل بدرجات متفاوتة ويتراجع افراز عنق الرحم المخاطي مع تقلص في الرحم وعنق الرحم مع ضمور في المبيض والأنابيب.
- الجهاز البولي:
يلعب الاستروجين دوراً مهماً في المحافظة على مخاطية المثانة والحالب ولذلك يؤدي التراجع في نسبة الهرمون إلى بعض الضمور في هذه الأعضاء مما يؤدي إلى حدوث التهاب المثانة الذي يحدث أعراضاً مثل السلس البولي وتواتر البول من دون عسر بول.
- الجهاز العصبي:
نوبات الشعور بالحرارة وهو شعور بالحرارة يبدأ في الجزء الأسفل من الجذع أو حول الخصر وسرعان مايزحف إلى الصدر والوجه ويدوم من ثوانٍ إلى دقيقة واحدة.
نوبات التعرق الليلية، عادة ماتقلق المرأة وتمنعها من النوم، أما إذا كانت نائمة فتصحو على شعور بالدفء والتعرق، وقد تتكرر هذه الحادثة عدة مرات وخاصة عند الفجر.
التعصب مع تراجع في قدرة المرأة على التركيز والذاكرة.
-الحالة النفسية والعاطفية:
يعاني بعض النساء في هذه السن من عدم الاستقرار العاطفي يتبدى على شكل توتر وسرعة الغضب ونوبات من البكاء. فضلاً عن ذلك يساهم سن اليأس في تعميق المشاكل النفسية التي تعاني منها المرأة مثل حالات الاكتئاب والقلق والانفصام.
-تخلخل العظام:
يعاني منه حوالي ربع النساء اللواتي بلغن سن اليأس ولم يتلقين أي علاج وهو يبدأ خلال 5 - 10 سنوات من سن اليأس ويساهم العلاج الهرموني المحتوي على الاستروجين في تخفيف حدته فيخفف من آلام الظهر ويؤخر تأثر عظام العمود الفقري فتتفادى بذلك المرأة احتمال نقص طولها والكسور في الفقرات التي تتعرض لها من جراء ضعف العظام وهشاشتها.
- الجلد والشعر:
يفقد الجلد بعضا من مرونته نتيجة لتراجع نسبة الاستروجين في الجسم إضافة إلى عملية كبر السن (التشيخ) يحدث تغير في طبيعة الشعر وتوزعه في الجسم حيث ينقص شعر العانة والابط والشفة العليا.
- الثديين:
يتراجع حجم الثديين بعد بلوغ سن اليأس مما قد يؤثر نفسيا في بعض النساء. فضلاً عن كل ماسبق، هناك بعض الأعراض الأخرى مثل، التنميل والدوار والطنين وتسارع ضربات القلب وخفقانه والأرق والضعف العام والتعب السريع.
لايوجد وقاية ضد هذه الأعراض لأنها عملية فيزيولوجية طبيعية، ولكن لابد من استشارة الطبيب للاستماع لشرح مبسط عن هذه الأعراض مما يخفف من حدة التوتر والقلق الذي قد يصيب المرأة عند حدوث هذه الأعراض.
يجب ان تعلم المرأة ان هذه الاعراض طبيعية ولا داعي للقلق منها بل تجدر المعالجة على حسب حدة العرض وبأبسط الطرق:
- الحيض: يجب مراقبة الحيض خلال هذه المرحلة من حياة المرأة بحيث تشخص الحالات الشاذة وتعالج بسرعة، لذلك على المرأة اخطار الطبيب بأي نزف فائض أو غير منتظم مما قد يوجب أخذ عينة من الرحم وفحصها للتأكد من سلامته من أي أمراض غير حميدة.
العلاج بالهرمونات: أي باستخدام الاستروجين مع مراعاة عدم وجود أي عائق أمام تناوله مثل ارتفاع في ضغط الدم، مع إضافة هرمون البروجسترون وخاصة في حالة وجود الرحم واعطاء تحذير للمرأة بان الدورة الشهرية ستعود إليها إلا إذا استعملت العلاج بطريقة مستمرة الهدف من العلاج هو تخفيف الأعراض المترتبة على نقص الهرمون وإلى الحد من هشاشة العظام وبعض الأعراض الأخرى مثل الشعور بالحرارة والتعرق، ولكن يجب التنويه على أنه لايرجع الجلد إلى مرونته أو شبابه.
* استشارية أمراض النساء والولادة
بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني
|
|
|
|
|