| الريـاضيـة
الأخطاء هي جزء من الممارسة الرياضية والجميع يخطئ إعلامياً كان أو إدارياً أو مدرباً أو لاعباً والحكم ليس استثناء في هذا، فالخطأ التحكيمي وارد وهو لا بد منه، ولعلنا نتذكر جميعاً أن الأخطاء التحكيمية التي تعاد لنا ببطء في التلفزيون يراها الحكم على أرض الملعب خلال جزء من الثانية وبالتالي فإن حكمه عليها لن يكون بمستوى حكم المشاهد، ولذلك فإن الأخطاء التحكيمية ظلت وستظل جزءاً من اللعبة ويجب القبول بها ولكن يجب قبل ذلك محاولة منع تكرارها خاصة الأخطاء الواضحة التي كان من السهل على الحكم اصطيادها، ومحاولة المنع هذه يجب أن تصدر من اللجنة الرئيسية المشرفة على حكام المسابقات الهامة، ولذلك فإن اللجنة الرئيسية يجب إذا أردنا تطوير التحكيم أن يكون لديها القدرة على تطوير مستوى حكامها بفاعلية وبصورة ملموسة مما يخدم بدوره مستوى كرة القدم السعودية.
هناك أخطاء تحكيمية طبيعية تحدث حتى لو كان تمركز الحكم يتم بشكل جيد فقد يحدث الخطأ واللاعبون يعطونه ظهورهم وتحدث مخالفة قانونية مثل شد القميص أو دفع دون أن يتمكن لا الحكم ولا مساعده من مشاهدتها، والحكم عادة مطالب أيضاً أن يعطي اللاعبين المساحة الكافية لا أن يكون أمامهم في كل لعبة، وهناك أيضاً عدم احتساب بعض ضربات الجزاء التي قد لا تحتسب بينما كان اللاعبون يحجبون الرؤية عن الحكم لحظة ارتكاب الاعاقة ويكون ذلك عادة عندما تمتلئ المنطقة المحرمة باللاعبين حتى ولو كان الحكم خارج المنطقة مباشرة.
وتجب الاشارة هنا إلى أن الاعادة التي تجرى في التلفزيون لمخالفة لم يحتسبها الحكم في الملعب، غير انها تعاد بصورة بطيئة أمام المشاهدين، إلا أن لقطتها تؤخذ من كاميرا وضعت من أعلى المدرجات وليس في المدى الأفقي لرؤية الحكم وهو لا شك مدى ضيق لا يقارن بالمشاهدة من علو، وتجب الاشارة أيضاً إلى أن مستوى تعاون اللاعبين مع الحكم يؤثر على أدائه، فعقلية اللاعب وثقافته الرياضية ومعرفته لمفهوم اللعبة وانها قائمة على الكسب والخسارة وعدم تعمده للعب العنيف والخشن وسوء السلوك واضاعته للوقت يؤثر لا شك على أداء الحكم ونجاحه أو فشله في قيادة المباراة.
كما تجب الاشارة إلى ارتفاع مستوى وعي المتابع الرياضي فيما يخص قانون كرة القدم الناتج عن المتابعة المستمرة والدائمة لمباريات دولية رفيعة المستوى تحكيمياً وأدائياً وفنياً الأمر الذي أعطى هذا المتابع بعداً جديداً ومتطوراً من الوعي بأحكام لعبة كرة القدم وبات يعرف متى تحتسب الأخطاء وكيف تكون اللعبة غير قانونية ومتى يقع التسلل وغيره من أمور يعرفها المتابع ويلمّ بها.
الآن وقد دخلت الرياضة السعودية آفاقاً جديدة بعد تشكيل الاتحادات واللجنة الأولمبية يظل التحكيم في كرة القدم يثير الكثير من الضجة، وهي ضجة تكتشف أحياناً أن لها مبررات معقولة على ضوء المستوى التحكيمي الذي شاهدناه مؤخراً، والذي ذهب بجهود الإدارات والمدربين واللاعبين، وأذكر هنا وللحق أربع مباريات غير منقولة تلفزيونياً حضرتها لفريق سدوس في ملعب الأمير فيصل بن فهد كان أداؤها التحكيمي سيئاً لدرجة لا توصف وكأن الحكام الذين قادوها حكام مستجدون، إلى درجة أن هذا الفريق كان سيجمع (8) نقاط على الأقل من الأربع مباريات على ضوء مستواه الفني الذي شاهدته بعيني ولكن هذا الفريق خرج بنقطتين فقط بسبب أخطاء الحكام في حقه، فكان أن هبط إلى دوري الدرجة الأولى رغم أنه كان يحق له البقاء لولا أخطاء الحكام التي شاهدتها والتي قد لا تتوقعون رؤيتها في دوري للمدارس الثانوية، وضربت هذا المثل تاركاً الفرق الكبيرة لأن شكواها من التحكيم لا تخفى عليكم.
هناك من يضع التحكيم دائماً وأبداً سبباً لمشاكله حتى لو فاز وفي هذا مبالغة سهلة يكشفها المتابع الرياضي الجديد المختلف عن قبله، وهناك من تضرر فعلاً من التحكيم وبشكل مشاهد، وهذا يحدث كل موسم، ولعل حل اللجنة المكلفة وتشكيل لجنة حكام جديدة ممن لديهم القدرة على تطوير الواقع التحكيمي الحالي على ضوء ما لاحظوه عليه خلال عملهم كحكام عاملين يؤكد أن هناك من يهمه أمر الكرة السعودية وهو سيتدخل كعادته لاعادة الأمور إلى مجراها المطلوب والمنشود من جميع متابعي ومحبي الرياضة السعودية.
|
|
|
|
|