| القرية الالكترونية
* نيويورك - فاليري لورو )أف ب( :
يؤكد مخترع الورقة الالكترونية، نيكولاس شيريدون، انه سينجز اختراعه الذي يتمتع بمميزات الشاشة الالكترونية وطراوة الورقة، مما يشكل سوقا يقدر بمليارات الدولارات، ويقول شيريدون الذي يعمل في مركز أبحاث كزيروكس في بالو التو - كاليفورنيا )غرب الولايات المتحدة(، خلال مروره في نيويورك ان «الامكانات هائلة، ومجالات التطبيق واسعة جدا».
ان «الورقة الذكية» التي تبلغ سماكة ورقة من البلاستيك، تحتوي على ملايين الحبات الكروية -المقسمة أفقيا إلى نصفي كرة بلونين مختلفين، أبيض وأسود أو أحمر وأسود على سبيل المثال - التي تتحرك فور تلقيها إشارة كهربائية من جهاز كمبيوتر، وتوجه كل حبة أحد نصفيها الملونين إلى سطح الورقة لتشكل مع الحبات الأخرى، حروفا أو صورا، كلها بلونين، ويكفي إرسال إشارة ثانية لمحو كل شيء، وهذا يعني انه يمكن إعادة استخدام الورقة الالكترونية آلاف المرات، وتتعدد امكانات الاستخدام من اللوحات الإعلانية في المتاجر إلى الأجهزة الصغيرة المحمولة التي تتيح الطباعة أو قراءة الصحف أو الكتب على ورق الكتروني، وبعد ان أمضى نيكولاس شيريدون )65 عاما( حياته العملية في الظل، داخل مختبرات مركز بالو التو للأبحاث، حيث ابتكر وأجرى التعديلات على اختراعه في التسعينات، فانه يستعد الآن لتحقيق وثبته الكبرى في عالم الأعمال.ويؤكد شيريدون ان شركته «جيريكون ميدي» التي أطلقها بدعم من كزيروكس، ستطلق الثورة المقبلة في عالم الكتابة، ويوضح «نحن نحاول ابتكار شيء يكون أقرب ما يمكن إلى الورق»..وقال انه «خلافا لما تم التكهن به في بداية التسعينات فان الورق لم يختف كليا من المكاتب، فالناس، بدلا من ان يراجعوا وثيقة ما على الشاشة، ما زالوا يفضلون ان يطبعوها».
وأضاف«الأمر ذاته بالنسبةإلى الصحف التي صار معظمها متوافرا عبر الانترنت، يمكنك ان تقرأها على الشاشة لكن الناس ما زالوا يشترونها»، وخلافا لشاشة الكمبيوتر فان الورقة الالكترونية تقتصد كثيرا في الطاقة، على حد تعبير مخترعها، فالنص لا يتحرك إلا إذا أرسلت إليه إشارة أخرى، والورقة لا تحتاج إلى أي تغذية كهربائية، ويؤكد شيريدون انه «يضاف الى ذلك ان عملية تصنيع الورقة الالكترونية سهلة مما يجعل سعرها متدنيا جدا»، ويورد مثلا ان لوحة إعلانية متوسطة الحجم للمتاجر يبلغ سعرها حوالي 100 دولار، وتستهدف جيريكون في مرحلة أولى المخازن التجارية الكبرى التي تشكل سوقا هائلة، بحسب شيريدون، مع لوحات تتيح الإعلان عن العروض وتغييرها سواء في الأجنحة أو عند المداخل، كما ان الشركة تأمل ان تتمكن في مرحلة لاحقة من ولوج عالم النشر، لكن المواد الأساسية لهذه الخطوة ما زالت في مرحلة النماذج الاختبارية، فالشركة بالكاد بدأت تستقطب الاستثمارات الضرورية.
|
|
|
|
|