| مقـالات
شبان كثيرون أصبحوا يتزوجون ويستقلون بمنازلهم الخاصة مغلقين الأبواب على أمهاتهم وآبائهم تاركينهم في حفظ الله أولاً ثم في حماية الشغالة والسائق الآسيويين..
ولم يعد ثمة من يعلن إنكاره..
فالذوق الاجتماعي الذي ارتفع لدى شرائح المجتمع بأكملها قد ارتفع ارتفاعاً مفرطاً حتى أن لا أحد يجرؤ على الخروج على )الاتيكيت الاجتماعي( ويحتج وينكر المنكر ويسأل لماذا وكيف..
وحتى طرح هذه الأسئلة على النفس في همس خافت جداً سيكون فيه جرح للذائقة الاجتماعية الجديدة التي سادت بطريقة مدهشة «دعوا الخلق للخالق».
ولم يعد ثمة ضمير جمعي يخشاه المخطئ.. فيسير بين الناس مرتبكاً خوف أن يسأله أحد عن تقصيره أو خطئه أو حتى يخشى أن يأخذه ثمة غيور عليه في مكان قصي ويقدم له النصح..
كل هذا أصبح من حكايات زمان الاجتماعية، حيما كان المجتمع يمثل مقصة قاسية يخشاها الفرد ويخشى احتجاجه عليه وتعرية أخطائه وانتقادها..
يخرج الشاب اليوم مع أصدقائه ويمر من أمام بيت أمه وأبيه وقد مضى عليه أسبوع دون أن يعلم عنهما شيئاً ويمر أمام المستوصف ويرى سيارة سائقهما دون أن يخشى نقداً أو تهكماً أو حتى نصحاً..
وترتدي الفتاة ما ترتدي دون أن تخشى انتقاداً يوجه لها حتى من أمها وأبيها..
ترتدي بعض الفتيات البنطال الضيق والتي شيرت القصير وسط أشقائهن وأمام آبائهن وتضع رداء ضيقاً وشفافاً على جسدها وتخرج إلى الأسواق دون أن يمارس عليها أي نوع من الضغط الاجتماعي الذي يجعلها ترتدع فالذائقة الاجتماعية و)الاتيكيت( ينصان على كلمة كبيرة وحمراء اسمها..
«وش دخلك»
üü وتقودنا «وش دخلك» هذه إلى مستويات لم نتوقعها في بنائنا السلوكي والاجتماعي.. فيغيب الشبان عن المساجد ولا يجرؤ المجتمع على مناصحتهم..
وتتزاحم الفتيات مع السائقين دون أن يلوم أحد أو ينتقد..
ويترك الشبان آباءهم وأمهاتهم وحيدين وتقاطع الزوجات أهالي أزواجهن وكل يعيش بأخطائه دون أن يلومه أحد ودون أن يعاتبه أحد ودون أن يناصحه أحد وكل يترك لضميره وحده إن استيقظ مبكراً كان بها وإن لم يستيقظ فليذهب إلى..
«وش دخلك» هذه شكلت وعياً اجتماعياً تلبس بالذائقة والاتيكيت..
وغاب الضمير الاجتماعي الذي يخشاه الفرد..
فتفشت الأخطاء..
حتى اضطرنا لقوائم انتظار في بيوت المسنين..
وحتى اضطررنا لجلد المعاكسين في الأسواق..
ولو جعلنا الضمير الجمعي صاحياً وأحيينا فيه الروح لما احتجنا لكثير من وسائل علاجنا الحالية!!
|
|
|
|
|