| مقـالات
عندما تقف على بحيرة صاخبة.. تكونت بعد المطر.. وحولها الأرض قد أعشبت ونورت أزهارها.. فإنك لاشك ستأنس بالمنظر من حولك.. وستقرأ على صفحة الماء.. عدداً من السطور.. يترجمها خيالك إلى معان تخطر ببالك. وقد تسعدك لكن فجأة. وأنت في غمرة ذلك الخيال لو جاء أحد من خلفك فجأة.. وقذف بحجر في هذه البحيرة.. وركَّ ماءها.. فإنك لاشك ستنزعج.. وسيخالجك شعور آخر. وستنعمي بوصلة خيالك. وسيتغير مزاجك.. وستقطب وربما قد تمتد يدك بسرعة من غير شعور. وقد ينطلق لسانك بكلمات معاكسة للفرح والاستقرار النفسي.
ولذلك.. فإن الأمر يتطلب سرعة التفكير.. وضبط النفس خاصة في هذا الزمان الذي انفلت العقل في الانسان. وحطم السياج القوي الذي يوازن بين تصرفات الإنسان. وإلا فإن الهوج وانفلات الاعصاب قد يؤديان الى كارثة . وتمّحي الصورة الجميلة فجأة.. وتتغير ساعات الهناء.. بغيرها.. وبعدها.. سيكون الندم.
لذلك . وجب على هذا الانسان أن يرتبَ نفسه يومياً. منذ أن يستيقظ من نومه. مروراً باللحظات التي يقضيها في بيته مع أسرته قبل خروجه لعمله. مروراً ايضا بالدقائق التي يعبر فيها الشوارع إلى مقر عمله.
وأهم من هذا... بعد تلك المراحل، علاقات الأصدقاء والزملاء في المكتب. إنك وأنت تمر بتلك المراحل جميعها تحمل مؤشراً . إن لم تتحكم فيه فإنه قد ينفلت منك. وتنفلت أنت من الاعتدال في التفكير وحسن التصرف. وربما يجر عليك المصائب.
إن مراقبة النفس.. وإجبار التفكير على خطوات متتابعة ومتلازمة كلها تنشد التوازن وحسن التصرف. والتعامل مع الغير تجعل الحياة بحيرة صافية.. يحلم من خلال صفاء مائها هذا الإنسان بأحلام سعيدة. ويستطيع أن يرسم برامج ولو كانت أكثرها من نسج الخيال. لكنها قد تساعده على تعدي يومه وليلته بسعادة وهناء. لا تدع العقل ينفلت هكذا.. دع عقلك يرسم لك ما توده. وما تحبه. وما يسعدك. وما يدفع عنك الحزن والآلام.
هكذا يركز الكثير من الكتاب في زماننا هذا. لأنهم درسوا واقع هذا الزمان. ومرارته. وضياع الصدق فيه. واخترام الحق والاعتدال وتسلط القوي.. وتوفر الجريمة.. وانسلاخ الإنسان. أو يكاد من سياج الدين الحنيف.
|
|
|
|
|