| مقـالات
يحدث أحياناً أن يأتي من يحسن الظن بك ويستند إلى كم من المودة والاحترام ويرى فيك كاتباً )مؤهلاً( في رأيه..
ولذا فهو يطلب منك مساعدته لكتابة رسالة ما تحتاج إلى عبارات أدبية مؤثرة أو كلمة ما سوف يلقيها في أحد المحافل أو المناسبات الرسمية.. أو ربما يطلب منك كتابة سطور من الحنين والشوق الفياض لشخص فرقته عنه الأيام .. أو يطلب منك مساعدته في كتابة سطور من العتاب لشخص ما تربطه وإياه مودة ومحبة وحدث بينهما خلاف أو سوء تفاهم ولذا يريدك أن تنوب عنه في التعبير عن إحساسه وعن رأيه وعن غضبه..
ولا بأس في التعاون مع الآخرين ومساعدتهم في أمر ما تملك القدرة على التحكم فيه وهو الموهبة والقدرة الكتابية ولكن في الوقت ذاته هذا لا يمنع من شعورك بشيء من عدم الارتياح وأنت تكتب ذلك إلا في حالة واحدة.. لو كان ذلك الشاكي طالب المساعدة عزيزاً وشديد القرب منك وأفضى إليك بمكنونات القلب بكل صدق وحميمية عندها سوف تشعر باقترابك أكثر منه وإلى قدرة على الاحساس بما يعانيه وكأنما تنتقل معاناته إليك بكافة تفاصيلها .. أما عدا ذلك فليس أصعب ممن يطلب إليك على عجل أن تكتب عن أمر يخصه دون أن تحيط علماً بتفاصيل قضيته أو خلفياتها!
عندها تشعر بأنك تحاول بصعوبة معايشة الدور وارتداء إحساس الآخر رغماً عنك ..
وهنا اكثر من سؤال يفرض نفسه .. هل تجامل وتحتمل ؟! أم ترفض الانصياع ام تحاول وربما تنجح فتكتشف أن لديك قدرات أخرى لم تكتشفها بعد!
وفي هذا السياق يحدث أحياناً أن تتورط في الكتابة في قضية ما فتفاجأ بأمر غريب .. وكأنما انزلقت قدمك إلى ما لا ترغب بينما كنت تحاول تقديم المساعدة أو التفريج عن شخص ما قصدك وطلب منك المساعدة ..
أذكر على سبيل المثال منذ سنوات أن امرأة اختلفت مع زوجها وكانت على وشك الانفصال عنه، شرحت لي مشكلتها وكيف أن زوجها يظلمها .. وقالت عندها بأنها تريد أن يقرأ ما سأكتب لكي يعي ويفهم!!
فأكدت عليها بأنني أكتب عن قضية وليس عن أشخاص وأنني لا أريد أن تبلغ زوجها بأن هذه قضيتهما .. وعدتني خيراً، بأن تصمت وتكتفي بأن أعبر عن مكنونات نفسها .. وحين نشر المقال فوجئت بأن المرأة قد نقضت عهدها وأن زوجها يهاتفني ليعبر عن بالغ غضبه واستيائه مني ومن تسرعي!!
لأصبح عندها قاضياً شرعياً بين الأزواج المتناحرين رغماً عني! وشاهداً لم ير شيئاً «شاهد ما شافش حاجة»!!
Email:Fowzj@hotmail.com
ص . ب 61905
الرياض/ الرمز البريدي 11575
|
|
|
|
|