| وَرّاق الجزيرة
عادة ما تكون الطريقة التي يسير عليها بعض - أو أكثر - المهتمين في التلقي والاستزادة العلمية والمعرفية هي القراءة في الكتب، ومحاولة تثبيت ما يمر بهم من معلومات او فوائد في ذاكراتهم بالطريقة المناسبة.. ولاشك في اهمية القراءة كمصدر معرفي لا يستغنى عنه بحال من الاحوال، بل هي الطريقة الاولى والاهم في التحصيل والاكتساب المعرفي، ولكن حسبي هنا ان اشير على كل مبتدئ في التعامل مع الكتب والقراءة الى طريقة علمية ومهمة اعتقد انها من خير ما يثبت المعلومات في الذهن ويجعلها محفورة في الذاكرة، وبخاصة للشخص المبتدئ في القراءة.
اعني بهذه الطريقة ان يضع القارئ في ذهنه مسألة علمية معينة، بغض النظر عن تخصصها الدقيق ادبية أو لغوية أو تاريخية ثم يشرع في تتبع هذه المسألة الجزئية في ما يستطيع ان يقف عليه من المراجع والكتب التي يظن انها درستها وتحدثت عنها.
ويبحث عنها من كل جوانبها، وهذا ما يعبر عنه العلماء بالبحث، وهذه الطريقة التي هي البحث وتقليب المراجع من اجل وحدة موضوعية واحدة لا تخلو من فوائد متعددة اجملها في ما يلي:
«1» الدربة والتعلم على التعامل مع الكتب والمصادر والمراجع، وهذه مهمة اساسية لكل من يرغب في الاستزادة العلمية، فكل من لا يستطيع ان يتعامل مع الكتب والمراجع فمن المحال ان يستفيد منها او يستخرج منها المعلومات التي تهمه.
«2» ان القراءة في كتاب واحد قد تعود على صاحبها بالملل، خاصة اذا كان هذا الكتاب من المطولات او المتخصصة في علم معين، وعلى العكس من ذلك البحث الذي قد يكون مشوقا لعدم اقتصاره على مرجع واحد بل تتعدد المصادر والمراجع فيه بحسب همة الباحث وامكاناته العلمية وتوفر المراجع بين يديه، وبحسب الموضوع الذي يبحث فيه.
«3» معرفة مناهج المؤلفين والكتاب في كتبهم وكيف يسيرون فيها، ولا شك ان معرفة مناهج المؤلفين معين كبير على استفادة اكبر وادق من كتبهم واطروحاتهم العلمية.
وعلى العموم قبل ان يسير أي منا في هذا الاتجاه فليعلم ان هناك الكثير من الكتب التي تتحدث عن مناهج البحث والتعامل مع الكتب، وبعض هذه الكتب يكون عاما في البحث من كل جوانبه مثل كتاب الدكتور محمد عجاج الخطيب، ومن هذه الكتب ما يكون خاصا بالبحث في كتب معينة فيصنفها تسهيلا للباحث مثل كتاب الدكتور محمود الطناحي - رحمه الله - الموجز في مراجع التراجم والمصنفات والعلوم، وغير ذلك.
وختاما لابد أن يضع كل منا بعضا من وقته للبحث في مسائل علمية معينة حتى يعود ذلك بالنفع على شخصيته البحثية.
|
|
|
|
|