| تحقيقات
* تحقيق - يوسف حكمي:
يظل النجاح والتفوق هاجس كل طالب في مثل هذه الأيام وكذلك بالحصول على أكبر قدر من الدرجات خاصة طلاب المرحلة الثانوية الذين تمثل لهم منعطفاً في حياتهم الدراسية والعملية، ويلجأ الطلاب للحصول على النجاح إلى الاستعداد الجيد قبل وقت من بدء الامتحان ولكن هناك قلة من الطلاب يعتمدون على الغش في الاختبارات بغرض الحصول على التفوق والنجاح وفي كل عام يبتكر هؤلاء الطلاب وسائل متعددة بهدف تحقيق ما يريدون الحصول عليه وتزداد معاناة المعلمين في مراقبة هذه الفئة من الطلاب حيث تتغير هذه الوسائل وتختلف من طالب إلى آخر، ولكن تبقى التوعية لها اثرها الفعال في ردع هذا السلوك غير المرغوب فيه والذي يجعل الطالب يحصل على مجهود غيره بدون وجه حق مما يدفعه مستقبلاً إلى الاتكالية والكسل والاعتماد على الغير والركود وعدم بذل الجهود اللازمة لتفوقه ونجاحه.
توجيه أبوي:
وحول الغش واثره وكيفية التعامل مع هذه الفئة من الطلاب وكيف نحد من هذه الظاهرة التي لا تكاد تخلو منها مدرسة وحتى على مستوى الجامعات والكليات . تحدث لنا مدير عام التعليم بمنطقة جازان الاستاذ الدكتور علي بن يحيى العريش فقال: يجب على كل معلم أن يتقي الله في أداء أمانته وألاَّ يتهاون مع أي طالب بالغش في الاختبارات لأن ذلك يدفعه إلى الاستمرار في هذا الطريق في كل عام دراسي كما أحب أن أدعو أبنائي الطلاب إلى الاجتهاد والجد والابتعاد عن الكسل في مثل هذه الأيام التي تدفع بالطالب إلى الغش وانه ليس هناك طريق آخر للنجاح والحصول على التفوق سوى المذاكرة والاجتهاد ورضا الوالدين وقبل ذلك التوكل على الله سبحانه وتعالى فهو القادر على التوفيق والنجاح.
أما المشرف التربوي من قسم التوجيه والإرشاد بتعليم جازان الاستاذ علي جدو حكمي فيقول: إن الغش في الامتحانات يعتبرجهداً للأخرين يسلب منهم أو خيانة للنفس البشرية باجبارها على أسلوب الاعتماد على الغير وبهذا قد تتعود في كل الأمور على الآخرين الخاصة والعامة وتضعف شخصية هذا الإنسان.
ولو فكر الطالب تفكيراً محايداً فيما سيجنيه مستقبلاً أو حاضراً إن كشف لعظمت مصيبته فالغش لا يولد إلا ضعفاً وعدم ثقة بالنفس فالقليل الذي يتحصله الشخص خير من كثير فاسد لا يزرع ثمره.
كذلك تحدث الأستاذ غازي بن علي السهلي مدير إدارة التطوير الإداري فقال الطالب الذي يعتمد على الغش في الاختبارات ليحصل على النجاح لا يستطيع الاستمرار في هذه الطريقة لانه لابد وأن يكشف أمره وتكون نهايته العقوبات النظامية وتلعب الأسرة دوراً هاماً في عملية التوعية بمضار الغش في الحياة لأن من يغش في الاختبار لديه الاستعداد أن يغش في كافة شؤون الحياة لذلك أنصح جميع الطلاب بالمذاكرة والاعتماد على النفس والتوكل على الله لانها هي مفتاح النجاح والتفوق.
تقصير وضعف في الهمم:
الاستاذ هادي علي الحكمي مدير مدرسة أبي ذر الغفاري بجازان قال: يعاني المعلمون من بعض الطلاب الذين يحاولون الغش في الاختبارات وهي مشكلة تكرر في كل اختبار وسبب هذه المشكلة هو التقصير وعدم المبالاة من هؤلاء الطلاب وقلة الوعي لدى هؤلاء الطلاب. ونحن بدورنا نتمنى أن يهتم الطالب بالمذاكرة في مثل هذه الأيام وأن الغش هو وسيلة العاجز الذي يريد أن يحصل على النجاح بطرق غير مشروعه على الرغم من أن الأسئلة ميسرة والاجابة عليها في متناول الجميع.
أما المعلم غازي يحيى حكمي فيقول بأن الغش أصبح من الحالات النادرة بين الطلاب في المدارس وذلك بعد ارتفاع الوعي لدى الطلاب. وما نواجه من حالات غش هي لبعض الطلاب اللذين لا يهتمون بالمذاكرة أو ليست لديهم رغبة في الدراسة أو التحصيل الدراسي هؤلاء إذا تم اكتشافهم أثناء الاختبار فانه يطبق بحقهم العقوبات النظامية في هذه الحالات. وأنصح أبنائي الطلاب بالجد والاجتهاد وتنظيم الوقت ما بين المذاكرة والراحة فالإجابة على أسئلة الاختبارات هي في متناول الجميع من الطلاب.
أما المعلم عواجي أحمد حكمي فيقول: إن التهاون من قبل المعلم أثناء الاختبارات هو الذي يدفع بالطالب إلى محاولة الغش: فإذا كان المعلم حريصاً على المراقبة وينبه على الطلاب بعدم محاولة الغش وان هذا السلوك هو سلوك الطالب الفاشل فإن هذه الظاهرة سوف تختفي لأن المعلم هو محور العملية التعليمية ويستطيع التأثير على الطالب وتوعيته بأهمية المذاكرة والابتعاد عن الغش في الإختبارات. كذلك تحدث محمد حمد حكمي مدير مدرسة فقال: تكاد تختفي حالات الغش في المرحلة الابتدائية ولكنها تظهر في مرحلة الثانوية العامة لأنها مرحلة حرجة للطالب فهو يريد الحصول على أكبر قدر من الدرجات بغرض القبول في الجامعة.
ولكن هذه الطريقة لا يلجأ لها سوى الطالب المقصر الذي يريد الوصول على حساب الغير ودون أن يبذل أي جهد. وعن كيفية القضاء على هذه الظاهرة أضاف إن الوعي من قبل الأسرة وحث الطالب على المذاكرة والاستعداد المبكر من الأساليب التي تجعل هذه الظاهرة تختفي من مدارسنا.
مسؤولية المعلم:
الاستاذ حمد محمد حكمي مدير مدرسة الظبرة المتوسطة والثانوية فقال: حول هذه الظاهرة ان الفصول الضيقة وازدحام الطلاب في بعض الفصول من العوامل التي تدفع بالطالب إلى محاولة الغش وفي هذه الحالة تقع مسؤولية كبيرة على المعلم أثناء المراقبة في الاختبارات بحيث يكون يقظاً ومتابعاً لما يحصل أثناء الاختبار وأضاف بأن المعلم يعتبر مؤتمناً على الطلاب أثناء تأدية الاختبار بحيث لا يسمح لأي طالب محاولة الغش لأن ذلك يساوي بين الطالب المجد الذي استعد للاختبار وبين الطالب الكسول الذي يحاول الاعتماد على غيره في سبيل تحقيق النجاح. المعلم محمد حسن حكمي معلم لغة عربية فقال: إن الحصول على النجاح بهذه الطريقة لا يجعل من الطالب رجلاً في المستقبل لان من يبني مستقبله على الغش لا يستطيع مواصلة مشوار الحياة ليحقق طموحه. وأضاف بأن المناهج أصبحت ميسرة وأسئلة الاختبار يستطيع الاجابة عليها أي طالب وما هو مطلوب منه سوى الاستعداد الجيد وتنظيم الوقت وعدم التفكير في هذه الوسيلة واتباع تجارب بعض الطلاب الفاشلين في الغش.
|
|
|
|
|