| عزيزتـي الجزيرة
بعد التحية:
بعد أن توقفت الدموع، وبقي الحزن ساكنا في أعماقها.
توجهت بقلبها الحنون وجوارحها العظام لرعاية أولاد زوجها المتوفى. دموع وحزن وحنان في قلب امرأة عظيمة. امرأة بنت لنفسها مكانا الكل يسعى إليه.
هذه المرأة قد تزوجت ولم يحصل لها نصيب في الاستمرار مع زوجها وبقيت تربي أولادها تحت نظر والدهم الشيخ الفاضل.
وبعد وفاة والدهم في حادث مأساوي. اثر حادث على طريق ليلى في محافظة «الأفلاج». لقي الشيخ «أبو محمد» حتفه ومعه زوجته الثانية إلا أن الله سبحانه وتعالى قدر فأنجى أولاد الزوجة الثانية.
ودخلوا في قائمة الرعاية الأولية تحت إشراف المرأة العظيمة.
امرأة لم تحمل قط الكراهية والحسد. امرأة تؤمن بواجبها تجاه عملها الإسلامي والإنساني والاجتماعي.
اذ كيف بامرأة ترعى أولاد زوجها الذي طلقها - لأي سبب كان - وكيف توافق على رعايتهم وهي ترى أن هناك جدة وخالة وعمة لهؤلاء الأيتام.
إلا أن هذه المرأة العظيمة أبت إلا أن تقوم بهذه الرعاية وتجمع شمل الاخوة. وها هي الآن ترافق الأولاد اليتامى في المستشفى العسكري وتركت أولادها في محافظة الأفلاج، واتجهت الى العاصمة الرياض للرعاية.
الكل سيشكر هذه المرأة العظيمة، وفي نفس الوقت سيستغرب من عملها لأن المرأة في نظر المجتمع امرأة حاقدة ماكرة لا تحب إلا نفسها إلا أن هذه المرأة «أم محمد» أبطلت هذا الرأي غير المنصف الذي أطلقه المجتمع تجاه المرأة بوجه عام. عمل إنساني تقوم به هذه المرأة مسح كل صورة بشعة ألصقت في وجه جميع النساء.
هذه المرأة العظيمة أنقذت نساء المجتمع من كل التهم.
فهلا سارت النساء على طريق تلك المرأة العظيمة، التي سخّرت كل ما تملك لرعاية هؤلاء الأيتام من زوجة ثانية توفاها الله وأسكنها فسيح جناته - إن شاء الله - وقبل هذا كانت هناك امرأة أخرى قامت برعاية الأولاد قبل مجيء هذه المرأة العظيمة الى العاصمة الرياض.
وهذه المرأة التي رعت الأولاد هي الأخت )أم بريكان( حفظها الله فقد قدمت ما تملك من خبرات أمومية تجاه الأيتام.
فقد قام هؤلاء اليتامى من غيبتهم بعد الحادث وهم أمام أعين أم بكل حنان قابلتهم، وبكل رحمة رعتهم، وبكل دمع ودعتهم.
أشكر اختي الغالية )أم بريكان( على أن عملها هذا واجب عليها إسلاميا وإنسانيا واجتماعيا.
كما لا أنسى أن أشكر تلك المرأة العظيمة )أم محمد( التي تركت أولادها وذهبت الى أولاد زوجها المغفور له بإذن الله فضيلة الشيخ .. )أبو محمد( ونسأل الله أن يغفر لفضيلة الشيخ ولزوجته وأن يلهم أهله وأهلها الصبر والسلوان، وأن يصلح أولادهم بإذن الله تعالى.
قال قال تعالى في محكم التنزيل:« والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون» )البقرة آية 157(.
والله من وراء القصد.
تركي بن فائز الحقباني
الرياض
|
|
|
|
|