أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd June,2001 العدد:10475الطبعةالاولـي الأحد 11 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

وقفة احتجاج أمام تكاليف الزواج
عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حينما يطل موكب.. الإجازة ترسو سفن العمل.. النفوس تتلهف لضفاف الاسترخاء.. القلوب تكتظ بالمشاعر.. الوجوه تفيض بالشوق.. حوارات البهجة تلون الشفاه. الإجازة «حبلى» بالمناسبات السعيدة «كروت الدعوة» و«بطاقات الفرح» تركض في ساحات المطابع تحت مظلة الاستنفار في موعد صيفي معتاد مسكون بمشاعر السعادة.. «قصور الأفراح» تستعد لاستقبال «طابور الحفلات» في سباق محموم محفوف بالعروض.. «البيوت» تتهيأ لاتمام مشاريع الزوجية.. تمتطي صهوة الإعداد.
«الأسر» تذرع الأسواق.. تنهمك في تجهيز المطالب.. ورسم فقرات المناسبة.. وكتاب تفاصيل الحفل الماتع.. صخب «الحدث الجميل» يهيمن على مجرى الحوار.. وبريق الفرحة يكسو ملامح الجميع.. وانتظار لذيذ موسوم بالترقب.. لتغدو «المناسبة» دائرة مضيئة تجمع القلوب.. تطرد الشحوب.. تزرع بذور التواصل وتنشر ظلاً عامراً بروح المودة. فمرحى لكل «زيجة مباركة» تنأى عن دوائر البذخ وتنعتق من إطار الإسراف وتتخلص من خيوط التبذير عبر إنفاق معتدل واحتفال متزن، فلم تكن «مناسبة الفرح» قناة للإهدار والتبديد أو فضاءً لاحتفال صاخب مثقل بألوان الزينة الموغلة في الإجحاف.. أجل ما أروع أن تتسم «مظاهر الفرح» بالواقعية والاعتدال الذي يخفف من وطأة المطالب ويشيع جواً مفعماً بالقيم الروحية الأصيلة التي هي من أهم مقومات المناسبة السعيدة.. وهي الركيزة الأولى لنجاح هذا المشروع العابق برائحة المشاعر.. وفي هذا العصر المثخن بالركض وقد انشغل السواد الأعظم وأصيبت العلاقات بالشح . تبقى «مناسبات الأفراح» فرصاً ثمينة للتواصل والالتقاء وجمع شتات الأقارب.. وحتماً «فنون المبالغة في الاحتفال» ستذيب حبيبات المشاعر فوق صفيح ساخن.. وربما تاهت رياح الشوق وذبلت أزهار اللهفة في الأفق المزدحم.. ثم إن في «الترشيد» و«الاعتدال» تيسيرا للشباب الراغب في الزواج وإعانة لهم في تكوين مؤونته وتشجيعا لبناء الأسرة والشعور بالذات والإحساس بالمسؤولية.. ذلك أن «ارتفاع تكاليف المناسبة» قد يدفع الشاب إلى الاستدانة وركوب موجة الأقساط الشهرية.. مما ينغص عليه فرحته ويكدر خاطره.. فما أجمل «مشروع الزواج» حينما يصاحبه قراءة متأنية.. ناضجة.. ومتزنة بدءاً من حسن اختيار «الشريكين» انطلاقاً من هدي نبوي كريم: «.. فاظفر بذات الدين تربتْ يداك»و «إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه».. وتلك الضوابط العظيمة من شأنها تنوير الحياة الزوجية واشعال قناديلها وبناء قنوات العطاء المتبادل بين الزوجين من خلال لغة واحدة ومواقف مشتركة مليئة بالتفاهم والانسجام ومضمخة برائحة الكفاح.
محمد بن عبدالعزيز الموسى
بريدة

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved