أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd June,2001 العدد:10475الطبعةالاولـي الأحد 11 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

في مواجهة الصواعق
جديرٌ بالإنسان أن يقف لحظات مع نفسه
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في الصفحة الاخيرة من العدد 10456 من جريدة الجزيرة ليوم الجمعة 24 صفر 1422ه خبر وفاة مواطن بعد تعرضه لصاعقة قوتها 30 الف فولت، وقد تقدم العنوان الرئيسي للخبر عنوان اصغر يقول «الهاتف الجوال ساهم في انتقال الصاعقة لجسم المتوفى».
اما تفاصيل الخبر فقد كان محزناً ومسعداً بآن واحد: اما الحزن فلأن كل خبر وفاة يثير في نفس الانسان الحزن المشوب بالخوف والتفكير والتأمل في الحياة لان الموت يضع الانسان وجهاً لوجه مع الحقيقة التي يعيش معظم وقته غافلاً عنها، واما السعادة فلأن الاخ المتوفى كان خارجاً لتوه من صلاة المغرب، وورد في التفاصيل ما يؤكد - ان شاء الله - الخاتمة الصالحة لهذا الانسان الذي نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
وجدير بالانسان ان يقف لحظات مع نفسه في مواجهة الصواعق التي تتشقق لها الآفاق فتثير في النفس الذعر والهلع، هذه القوة العظيمة التي هي عبارة عن شحنات كهربائية عالية جداً توجد في السحاب الذي يحمل للانسان الحياة، وطالما تشرئب اليه الاعناق، وترنو نحوه العيون وترتفع الاكف الى بارئها متضرعة سائلة خيره وخير مافيه، ومستعيذة من شره وشر مافيه. وقد ذكر الله سبحانه وتعالى البرق والرعد والصواعق في سورة الرعد في آيتين مبيناً الحالة النفسية التي يستقبل بها الانسان ذلك كله «هو الذي يريكم البرق خوفاً وطمعاً وينشئ السحاب الثقال «12» ويسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء، وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال» «13» فحالة الخوف من عذاب الله، والطمع في رحمة الله، يكتنف الانسان في مثل هذه الأحوال، وينبغي ان نربط الظواهر الطبيعية دائماً بغاياتها الايمانية التي وردت النصوص الشرعية بالتأكيد عليها، اما ان يكون الجوال اسهم في التعرض للاصابة او لم يسهم فهذا امر ثانوي جداً في مثل هذه الأحوال، ولابد من الاخذ بالاسباب الممكنة ولكن اهم من الاسباب المادية اللجوء الى الله سبحانه بالادعية المأثورة في مثل هذه الاحوال من نزول الامطار وهبوب الرياح والعواصف، وهدير الرعود، وقصف الصواعق، وينبغي ان نتعلم هذه الادعية ونعمل بها في مناسباتها.
واود ان اضيف ان قبل شهرين تقريباً توفي قريب لي في قرية تابعة لمحافظة حلب شمال سوريا وهو وسط حقله في العراء ولا يحمل معه اية اشياء يمكن ان تسهم في جذب هذا التيار الكهربائي المهلك نحوه، والذين يعيشون في الارياف خاصة يعرفون عشرات الحوادث من مثل هذا غير مرتبطة بأية عوامل جذب خاصة ولا يتسع المجال لسردها، اسأل الله سبحانه وتعالى الرحمة للاخ المتوفى وان يجعلنا ممن يتعظون بآيات الله سبحانه.
شمس الدين درمش

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved