أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd June,2001 العدد:10475الطبعةالاولـي الأحد 11 ,ربيع الاول 1422

عزيزتـي الجزيرة

أنهى كلامه بشيء في خاطره
المعلم هو الأحرص على الطالب بعد والديه
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده. أما بعد:
أتساءل - كغيري ممن لهم مساس بالعملية التعليمية بشكل مباشر، وعلى الأخص المرحلة الثانوية ، أتساءل عن سياسة التعليم في مملكتنا الحبيبة .. هل الغاية إعطاء الطالب )المواطن( شهادة الثانوية العامة لمجرد رفع معدل المتعلمين ومحو الأمية؟ وهل المعلم عدوٌّ للطالب فمن الواجب سحب الصلاحيات )الدرجات( منه؟.
الناظر لحال التعليم حاليا، والمقارن بينه وبين حاله في الماضي يجد البون الشاسع. وسأخصص حديثي عن توزيع الدرجات في السنة الدراسية في مقالي الأول هذا.
ففي الماضي كان هناك ثلاثة اختبارات شهرية، ودرجات للمشاركة والواجب والسلوك. ثم تدرجت لتصبح اختبارا واحدا يسمى اختبار منتصف الفصل وخُصص له خمس عشرة درجة. وتُركت درجات خمس للمعلم يوزعها على الحضور والمشاركة والواجب والسلوك طيلة الأسابيع الخمسة عشر وكأن المشرعين لذلك يقولون للطالب: ذاكر ذلك اليوم واحصل على ثلاث عشرة درجة مثلاً واترك الخمس درجات لذلك المسكين الذي سيعطيك درجة على حضورك أو بالأصح حضور جسمك.
ولو توقفنا عند هذه النقطة لوجدنا أن الاختبار الواحد أفضل في نظر المعلم لأن وضع نموذج أسئلة واحد أفضل من اثنين، وتصحيح مجموعة أفضل من مجموعتين، وهي في نظر الطالب أفضل لأن المذاكرة مرة واحدة أفضل من المذاكرة مرتين.
لكن يا إخواني لو نظرنا لهذه المسألة من وجهة أخرى لتأكدنا أنها خاطئة؛ فالاختبار بمثابة مراجعة للمقرر أولاً، ثم هو تعويض للناقص في الاختبار الأول ثانيا. ثم إن الطالب قد يتغيب عن الاختبار أويتأخر ويجب على المعلم ألاّ يعيد اختباره إلا بورقه من المدير أو الوكيل؛ وهذا تدخل واضح في صلاحيات المعلم. ثم هو تصوير له بعدم محبته لطلابه وكأن المدير والوكيل أحب للطالب وأحرص على مصلحته من معلمه. وهذه النقطة مهمة، فالطالب إذا لم يحب معلمه فلن ينتبه لشرحه. والمفروض أن يكون المعلم أحرص شخص على الطالب بعد والديه.
وأتذكر بمناسبة هذه النقطة حالتين متباينتين. الأولى لطالب في الصف الثالث قسم العلوم الشرعية والعربية نال في اختبار منتصف الفصل إحدى عشرة درجة وأحضر ورقة من المدير وعندما أعدت له نال عشر درجات فقط، ثم عاد بكل بساطة الى المدير الذي يحرص على مصلحته أكثر من أستاذه ليعطيه ورقة كأنها سيف صقيل على رقبة المعلم المسكين المجبر على إعادة اختباره كي لا يكون عدوّاً لهذا الطالب. ولكنني بكل جرأة قلت للمدير: إن كنت تريد أن أعطيه خمس عشرة درجة فأنا مستعد ولكنك تتحمل المسؤولية أما مسألة إعادة الاختبار للمرة الثالثة فلا وألف لا. وهنا اكتسبت كره ذلك الطالب الى الأبد.
الحالة الثانية هي لطالب في الصف الثاني قسم العلوم الشرعية والعربية كان راسبا في الفصل الأول وتغيب عن اختبار منتصف الفصل ولم يعطه الوكيل ورقة لأعيد اختباره أو بالأصح لأختبره بل وقال لي: لا تختبره لكذا وكذا. عند ذلك وقفت محتارا هل اختبره لأنه راسب في الفصل الأول ويحتاج لأي درجة أم أحترم وجهة نظر الوكيل؟
النقطة الثانية: الدرجات الخمس والتي هي عمل خمسة عشر أسبوعا؛ فأراها قليلة جدا أو مقيدة للمعلم بشكل كبير فهناك المشاركة والواجب والسلوك. ولو تطرقت لمعطيات هذه الدرجات الخمس فإن المشاركة مفيدة للطالب لكن بعد هذا التغيير وُجد طلاب لا يشاركون أبدا بل هم مستمعون وكأن الأمر لا يعنيهم، وهناك من يشارك حصة وينامون حصصا. وهناك قلة يشاركون في كل حصة. أما الواجب وما أدراك ما الواجب فهناك عدد كبير ينقلونه من زملائهم بل وصلت الجرأة بهم أن ينقلوه أمامي مع العلم أنني أجيب عليه للحد من هذه الظاهرة وأتغاضى عن الغشاشين لأن الطالب إذا أجاب أو نقل فكأنه قرأ وإذا قرأ فربما يفهم!!.
النقطة الثالثة من معطيات الدرجات الخمس هي السلوك، وسوف أفصل فيها قليلا. فسلوك أي طالب يعتمد بالدرجة الأولي على تربيته وتنشئته نشأة صالحة من ولادته وعلى الوالدين دور كبير في ذلك. ثم هناك زملاء المهنة في المرحلة الابتدائية الذين يأتون في الدرجة الثانية. ثم مدرسو المرحلة المتوسطة أما مدرسو المرحلة الثانوية فليس لهم تأثير في سلوك الطالب بشكل كبير. فالطالب في هذه المرحلة صار رجلا يعرف الصواب والخطأ ويبقى عليه الاختيار، فمثلا هل آتي للطالب في هذه المرحلة وأقول له: التدخين حرام، وسبب رئيسي لسرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين وننصحك بالامتناع عنه!!.
المعلم في هذه المرحلة مجرد مدرس للمادة شارح لها فقط. أعرف أن هناك من يخالفني الرأي، لكن أقول له: تعال كي تربي الطالب في هذه المرحلة.
ثم كيف لي أن أربيه وقد سحبت صلاحياتي وصلاحيات المدير والوكيل.
في الماضي كان يجب على الطالب أن ينال - كحد أدنى - ربع درجة الاختبار في الفصل الدراسي الثاني أي تسع درجات إلا ربعاً عندما كان الاختبار من خمس وثلاثين درجة. وبعد التغيير سقطت هذه الدرجات أو أُسقطت. وهذا وإن كان فيه رحمة بالطلاب إلا أنها في غير محلها؛ فالطالب إذا ضمن النجاح فلن يذاكر المادة ولن يكتسب العلوم والمعارف الموجودة في الفصل الثاني، إضافة الى تهميش أستاذه، وأذكر أن طالبا تصدق بكتابه أمامي لأنه تخطى الخمسين، ولم يحضر الواجب، بل لم يكلف نفسه بنقله من زميله فلم يحضر دفترا البتة. والحمد لله أنه ذو أخلاق حسنة فلم يشغلني في الحصة، فكشراً له ولوالديه ولمعلميه في المرحلة الابتدائية.
أخيرا أعود لنا معشر المعلمين فأقول - والحق يقال - إن هناك من رُموا في التعليم رمياً فلا يصلحون نفسيا، وهناك فئة قليلة - إن شاء الله - يستصغرون الطلاب ويستضعفونهم بل ويزدرونهم. ومن المعلوم أن التعليم مهنة ذات أهمية كبرى في رقي الشعوب وازدهارها، ويجب أن تتوافر في صاحبها صفات أهمها محبته لها، واحتساب الأجر والثواب من الله سبحانه.
)شيء في الخاطر(
أنا من الحريصين على قراءة هذه الصفحة.. رغم أنها ليست في قلب الصحيفة التي يسهل التقاطها!. ومعجب جدا بالعديد من روادها ممن يرغمونك على قراءة كتاباتهم أكثر من مرة، ولكن عتبي هو نشر بعض المواضيع التي لن أقول إنها لمجرد ملء الصفحة، لأن اثني عشر سنتياً مربعاً بمائة وخمسين ريالا.
بدر بن عبدالعزيز آل عبدالرحمن

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved