| عزيزتـي الجزيرة
بعد التحية:
يعد مرض العقم وتأخر الإنجاب من الأمراض الخاصة التي لا يحب أصحابها أن يعلم بها أحد من عامة الناس، وترى أحدهم يبحث عن العلاج يمنة ويسرة ويلتفت هنا وهناك، وتتطلع نفسه كلما سمع خبرا يتناقله الناس او تنشره وسائل الإعلام لعله يكون محطة استقرار همومه ومحط نظره، وهذا أمر فطري لأن الله عز وجل قد جبل الناس على حب الأولاد «المال والبنون زينة الحياة الدنيا».
ولن يتردد أحد من هؤلاء الذين يعانون العقم او تأخر الإنجاب في إنفاق نصف زينة حياته «المال» في سبيل تحقيق النصف الآخر «البنين» خاصة وأن هذا النوع من العلاج يحتاج الى مدة زمنية طويلة تزيد نفقات العلاج التي لا يستطيع دفعها ذوو الدخل المحدود. ونحن في المملكة العربية السعودية قد منّ الله علينا بقيادة حكيمة ترعى شؤوننا وتهتم بقضايانا وتحرص على تحقيق آمالنا وتطلعاتنا، وتعمل جاهدة لتذليل كل العقبات التي تعترض مسيرتنا، فلما شعر خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بمعاناة هذا الصنف من الناس تبرع قبل ثلاث سنوات بمبلغ مليوني ريال لإنشاء وحدة للعقم وأطفال الأنابيب في مستشفى اليمامة بالرياض التابع لوزارة الصحة.
لقد فرح الناس بهذا الخبر واستبشروا به خيرا لأن هذه الوحدة بإذن الله تعالى ستكون محط الآمال ومنتهاها وستوفر على المرضى جهوداً كبيرة وأموالا كثيرة وستخفف معاناتهم وستفرج همومهم، ولكن عند النظر الى استعدادات وزارة الصحة لإنشاء هذه الوحدة تتبدد آمالهم ويصيبهم الإحباط وتعود عليهم الهموم والأحزان مرة أخرى، فبعد مضي ثلاث سنوات على تبرع خادم الحرمين الشريفين لم نجد إلا جهودا مبعثرة ومتقطعة لترميم بعض الغرف التي يقولون إنها مخصصة لوحدة العقم وتأخر الإنجاب، وعلى المستوى الفني خصصت الوزارة مشكورة عيادة خارجية متواضعة جدا تغص المرضى المراجعين فضلا عن قوائم المنتظرين.
وإذا أريد لهذه الوحدة ان تؤدي وظيفتها المناطة بها فإن الأمر يتطلب الآتي:
سرعة الانتهاء من ترميم الموقع المخصص للوحدة.
توفير الأجهزة والمعدات الطبية.
افتتاح المختبر الخاص.
توفير الفنيين وأخصائيي الأجنة.
وأعتقد ان وزارة الصحة هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ المشروع والانتهاء منه، لأن ولاة الأمر حفظهم الله قد وجهوا بإقامته وتبرعوا لصالحه ولم يبق إلا التنفيذ والمتابعة التي تقع على عاتق وزارة الصحة وإداراتها التنفيذية.
محمد بن صالح بن محمد النفيسة
شركة الاتصالات السعودية الرياض
|
|
|
|
|