| الاقتصادية
لا شك أن أي مشروع تجاري أو صناعي لا يقوم على أسس دراسات اقتصادية للجدوى منه، لا يكتب له أي نجاح وسيمنى بالخسارة،
في أي دولة متقدمة صناعيا وتجاريا تظل ظاهرة الجدوى الاقتصادية للمشروع مقياس نجاح او فشل المشروع، ،
خذوا الأمثلة العديدة من المشروعات التجارية التي قامت في المملكة العربية السعودية، خلال نصف قرن مضى، ، قامت شركة الأسمدة في الدمام من نيف وثلاثين سنة مضت، وحققت نجاحا ملموسا، حتى ان سعر سهم هذه الشركة قد بلغ حده الأقصى خلال عشر سنوات منذ بدء انشائه،
وجاءت شركة سابك لتضم العديد من المشروعات الصناعية التجارية الناجحة في بلادنا ، ، وأذكر سعر سهم سابك قد بلغ حده الأقصى خلال العشرة أعوام الأخيرة، من عام 1410 1420ه «1990 2000م»،
بيد أن الفترة الذهبية ، فترة الطفرة 1390 1400ه، قد أفرزت عن نجاح كبير لعدد من المشروعات الاستثمارية، وكذا أضعفت عددا آخر من المشروعات، خاصة المشروعات المقلدة لبعضها البعض ، ، فما يكاد يحقق مشروع تجاري نجاحا كبيرا لمستثمرين قاموا بإعداد الدراسات الاقتصادية للجدوى، حتى يقوم عدد آخر بإقامة مشروعات مماثلة لها بدون إجراء الدراسات الاقتصادية المطلوبة، فيكون الفشل من نصيبها، ، !؟
ولذا بات من الضروري على وزارة الصناعة ووزارة التجارة عدم اعطاء تراخيص إقامة اي مشروع دون ارفاق دراسة اقتصادية للجدوى من أي مشروع تجاري أو صناعي،
***
تقبيل المحلات التجارية:
ظاهرة تفشت واتسعت بشكل ملفت للأنظار ، ، ألا وهي الإعلان في أغلب مدن المملكة عن تقبيل محل تجاري او بقالة او مغسلة الخ للغير ، ، يكون المحل قد أفلس بسبب عدم اجراء دراسة الجدوى الاقتصادية من قبل انشاء المحل، أو لمجرد التقليد والمحاكاة لنفس النشاط التجاري للمشروع الناجح، ولهذا يقوم صاحب المحل بسرعة بتقبيل محله للغير تخلصا من الخسائر المتراكمة ، ، والتساؤل هو: أين دور الغرف التجارية الصناعية المنتشرة في مدن المملكة للتوجيه والنصح للمستثمر الجديد ، ، ، ، ؟!
أين وزارة التجارة عما يجري ليل نهار وبشكل ظاهر لمسألة التقبيل بين أصحاب مهنة معينة؟!
أين وزارة الصناعة والكهرباء من هذه الظاهرة ولماذا سمحت أساسا وأصلاً بإعطاء الترخيص والفسح لهذا المشروع، ، ؟!
أسئلة حائرة أطرحها، ولا أملك اجوبة عليها ، ، وأرجو ان تعنى هذه الجهات بالأمر ، ، فالظاهرة قد اتسعت وليست حالات فردية لا أهمية لها ، ، !في أي دولة متحضرة ومتقدمة اقتصاديا لا تجد لهذه الظاهرة وجودا ، ، إنما هنا في بلادنا فالأمر يختلف، ، !
دعونا نتصارح ونعمل من أجل تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية بكل دقة وأمانة ، ، والا فستعود هذه المشاريع المرتجلة بخسارة للاقتصاد الوطني، وتعاني مشروعاتنا الجديدة واستثماراتنا بالملايين، وتصبح في خبر كان، ، ؟!
إن ظاهرة تقبيل المحلات التجارية والصناعية، لا بد ان تكون موضع الدراسة والبحث عن الدوافع والأسباب حتى نحافظ على ما حققناه من نجاحات ملموسة في هذا المجال ، ، ولا عيب في الوقوع في أخطاء وإنما المؤسف والمؤلم هو غض النظر عن إنشاء مشاريع دون القيام بدراسة الجدوى الاقتصادية، ورقابة وزارة التجارة والبلديات على الأسواق بشكل مكثف وحيوي، ، ؟!
|
|
|
|
|