أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd June,2001 العدد:10475الطبعةالاولـي الأحد 11 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

فيتنام، الجزائر، جنوب لبنان، والتفرقة العنصرية، فلسطين
هل من قواسم مشتركة؟
د. عبدالله بن سالم الزهراني
عنوان يكاد لا يجمع بين كلماته إلا أحرفه العربية، ولكنها كلمات ليست غريبة على أغلب القراء الكرام إن لم يكن كلهم. إنها كلمات لها مدلولاتها عند أولي الألباب. كما أن جزءاً منها أصبح في جوف التاريخ. وهذا التاريخ ليس تاريخاً موغلاً في القِدم، بل إنه التاريخ الحديث، الذي نحن جزء منه وهو جزء منا كعالم معاصر.
إن قرابة 80% من سكان الوطن العربي شهدوا أحداثه أو جزءاً منها. إنه التاريخ الذي لا يزال مداده لم يجف ومن المعروف أن الأمم الواعية تستلهم العبر من التاريخ. هذا البعض من تلك الكلمات الذي أصبح ضمن التاريخ أي ضمن الماضي تموقع في القسم الإيجابي من تاريخ الشعوب. ومن هنا فمن يتذكر هذا القسم الإيجابي لا يستفيد منه عبراً ودروساً فقط، ولكنه لابد ودون تردد أن يهنئ تلك الأمم وتلك الشعوب أصحاب ذلك التاريخ، بل ويحاول أن يستفيد منه من خلال تطبيق بعض مضامينه على مجريات أحداث زمانه الحاضر وقضاياه. تحرير فلسطين وقضية فلسطين أو قضية الشرق الأوسط التي أصبح يضرب بها المثل في التعقيد وخصوصاً عند من لا يريد حلاً لها دخلت التاريخ منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر ولكنها مستمرة في شق طريقها في جوف التاريخ العميق. لم تكتمل فصولها ولا يستطيع أحد أن يتوقع نوعية خاتمتها. قد يقول قائل ليس لدينا ذلك الإنجاز الذي يحق لنا أن نفخر به حقاً حول تلك القضية إلا في كون العرب بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص أبقوا على هذه القضية حية.
لماذا فيتنام ولماذا تحرير الجزائر ولماذا التفرقة العنصرية في كل من الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا ولماذا جنوب لبنان؟ والجواب ان هذه القضايا لا تزال في ذاكرة الكثيرين منا وهي أقرب ما تكون تاريخاً كأمثلة على إرادة الشعوب في التاريخ الحديث التي أوصلت قضايا تلك الشعوب إلى المكانة التي كافحوا من أجل الوصول إليها. إن النصر في تلك القضايا يمكن أن يكون دافعاً للأمتين العربية والإسلامية بشكل عام وللفلسطينيين بشكل خاص على المثابرة والعزيمة والاستمرار في الكفاح لتخليص الأقصى من قبضة العنصرية اليهودية.
فيتنام هي تلك الدولة القابعة في جنوب شرق آسيا التي تعرضت للنكبات والضربات المتتالية من قبل اليابانيين والفرنسيين والأمريكيين. لقد غزا اليابانيون فيتنام أثناء الحرب العالمية الثانية وكان ذلك في عام 1940م. وبدأ الفيتناميون حرب عصابات ضد اليابانيين ودخلت الولايات طرفاً في الحرب ضد اليابانيين أيضاً أثناء هذه الحرب. أسهم الفيتناميون في مساعدة الأمريكيين في الحرب العالمية الثانية ضد اليابانيين حيث كانوا ينقذون الطيارين الأمريكيين الذين تسقط طائراتهم ويساعدون الأمريكيين في تحديد سجون الأمريكيين ويساعدونهم على الهرب ولكنهم أنكروا الجميل. وعندما استسلمت اليابان في الثاني من سبتمبر عام 1945م أعلن هوشيمنه زعيم الفيتناميين الاستقلال لبلاده فيتنام الذي سماها بجمهورية فيتنام الديمقراطية. لم تسمح له فرنسا بذلك وحشدت الحشود ضده وساعدتهم في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تعترف باستقلال تلك الدولة. ولكم أن تتصوروا أن الفيتناميين لم يكن لديهم سوى 2000 فرد من الجيش عند إعلان فيتنام استقلالها ولكنهم بالإرادة وعدالة القضية وتزايد أعدادهم عاماً بعد عام استطاعوا أن يهزموا الجيش الفرنسي شر هزيمة وأن يتقهقروا إلى الجزء الجنوبي من فيتنام. لقد حارب الفيتناميون من أجل استقلالهم ضد الفرنسيين منذ عام 1946م حتى عام 1954م. ومع نهاية هذه الحرب مع الفرنسيين انقسمت فيتنام إلى قسمين قسم في الشمال وقسم في الجنوب )فيتنام الشمالية وفيتنام الجنوبية(. القسم الجنوبي يؤيد فرنسا أما القسم الشمالي فكان يدعو إلى توحيد فيتنام واستقلالها من نير الاستعمار الفرنسي. تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1955م وكونت حكومة دكتاتورية موالية لها في فيتنام الجنوبية لكي تقف ضد الزحف الشيوعي. الفيتناميون الشماليون سعوا إلى توحيد كل فيتنام وأصرت الولايات المتحدة على التدخل لمنع المد الشيوعي حيث كانت الولايات المتحدة تؤمن )بنظرية الضومنة( التي تعني هنا أنه إذا سقطت كل فيتنام تحت السيطرة الشيوعية فإن سقوط بقية جنوب شرق آسيا تحت السيطرة الشيوعية يظل مسألة وقت فقط. كما أن الشيوعية بعد ذلك ستسيطر على العالم. أقر الرئيس جونسن خطة لإخافة الفيتناميين الشماليين تتضمن تدمير الجسور والسكك الحديدية وكل مناشط الحياة الاقتصادية بغية تدمير الروح المعنوية وبث روح الرعب في نفوس الفيتناميين ولكن لم يفت ذلك في عضد المطالبين بالاستقلال والتوحيد. ورغم أن الفيتناميين المقاتلين من أجل التحرير تلقوا في منتصف الستينات ضربات موجعة من الجيش الأمريكي ورغم ضعف عدتهم وعتادهم إلا أن إرادتهم كانت قوية وتصميمهم كان أقوى وتضحياتهم كانت كبيرة لأن إيمانهم بهدفهم المتمثل في استقلال فيتنام كان يستحق هذه التضحيات الكبيرة. سعى الأمريكيون وحاولوا بشتى الوسائل تدمير قواعد الفيتناميين إلا أنهم كانوا يدمرون واحدة ليجدوا بعدها عشراً خلال وقت قصير. أصبحت الحرب الفيتنامية فخاً ومستنقعاً قذراً بالنسبة للأمريكيين بل مقبرة للشباب الأمريكي دون مبرر. بدأ الأمريكيون يفكرون في كيفية الخروج من هذا المستنقع مع نهاية الستينات مع محاولة الحفاظ على ماء الوجه.
لم يحاول الرئيس جونسون ترشيح نفسه لفترة رئاسة أخرى هروباً من ورطة فيتنام، بل من إرادة الفيتناميين.. فقدت الولايات المتحدة ثلاثين ألف جندي في فيتنام حتى عام 1970م وبلغوا مع نهاية الحرب عام 1975م قرابة 000. 60 غير الجرحى والمعاقين والمفقودين. ترشح نيكسون الذي وعد بسلام مشرف في حالة انتخابه. ألا يحق لنيكسون أن يبحث عن سلام بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها الأمريكيون؟ لقد جربت الولايات المتحدة كل أنواع الأسلحة وأشدها فتكاً بالإنسان والطبيعة والمحرمة دولياً من نابالم وعنقودية وحارقة وانشطارية وغيرها. أحرقوا الغابات، قتلوا النساء والأطفال، دمروا القرى بواسطة قاذفاتهم الضخمة التي كانت تسقط قنابل تزن الواحدة منها أكثر من طن. استخدمت كل الحيل والخدع والوحشية ضد السكان المدنيين لإخافتهم. ولكن كل ذلك لم يفت من عزيمة وإرادة الشعب الفيتنامي لاسترجاع وحدته والدفاع عن أرضه وإثبات وجوده وكرامته.
لقد فقد 4 ملايين شخص حياتهم من شعب فيتنام بشطريه أي قرابة نصف ما فقد في الحرب العالمية الثانية. إن ثمن الحرية والاستقلال والأرض غال. لقد كانت تضحية قل أن تجد مثلها في التاريخ. هكذا الشعوب تضحي، تناضل من أجل قضية عادلة. لم يستكثر الفيتناميون هذه التضحيات، بل استمروا حتى طردوا الغزاة شر طردة.
قد يقول قائل: لماذا نضرب مثلاً بصمود الفيتناميين وهم شيوعيون ملحدون، ولعل الرد هو أنه لا فرق بين من يدافع عن الوطن بين إنسان وإنسان مهما اختلف معتقده. نختلف معهم في مذهبهم ومعتقدهم، ولهم دينهم ولنا ديننا ولكنهم ضربوا مثلاً رائعاً في التضحية من أجل قضية عادلة.
ويجدر بمن لديهم قضية عادلة أن يحتذوا بهم. وهل هناك أكثر عدلاً من قضية فلسطين بالنسبة للعرب والمسلمين؟ إن الفلسطينيين سائرون في طريق التضحية من أجل قضيتهم منذ أكثر من 50 عاماً ويمكن أن يطول طريق التضحية ولا شك أن العرب مشوا في ذلك الطريق كلهم وضحوا أيضاً بالأرواح وبالغالي والنفيس من أجل تلك القضية وإن كان هناك محطات استراحة واسترداد للنفس. وهذه يمكن أن نطلق عليها استراحة المحارب. لا شك أن التضحية مستمرة وستستمر مهما كثرت محطات واستراحة المحاربين. لن يصح إلا الصحيح ولن يضيع حق وراءه مطالب.
لا شك أن الشعب الفلسطيني عانى معاناة كبيرة. وارتكبت جرائم وفظائع بحقه ولا تزال ترتكب على مرأى ومسمع ممن يتشدق بحقوق الإنسان، بل إن ما يرتكب من جرائم قتل هو بمباركة وسلاح الأمريكيين. دون التاريخ مذبحة دير ياسين ودون مذبحة صبرا وشاتيلا ودون مذبحة أيلول الأسود والمخيمات المختلفة التي هي من تبعيات الاحتلال الصهيوني لفلسطين وما زال يدون القتل العمد اليومي لأبناء الشعب الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي لم تجد من يقول لها وبشكل رسمي إنها تعتبر على رأس قائمة من يدعم الإرهاب. الإرهاب في نظر الولايات المتحدة هو كل عمل من شأنه أن ينتقد سياستها تجاه ما يطلقون عليه اسرائيل. الإرهاب في نظرهم هو المخالفة لسياسة الولايات المتحدة. الإرهاب في نظرهم هو تأييد الفلسطينيين في المطالبة بحقوقهم. إطلاق مدافع الدبابات والصواريخ من طائرات الهليوكبتر على الفلسطينيين يعتبر دفاعاً عن النفس أما قذائف الهاون والرشاشات والحجارة فهي في نظر الأمريكيين إرهاب وعنف. حصار الفلسطينيين من قبل اليهود مسألة احترازية، أما موت الفلسطينيين جوعاً ومرضاً وقتلاً من قبل اليهود فهو أمر طبيعي في نظر الأمريكيين لأنهم يطالبون بحقوقهم الإنسانية التي ممنوع على الشعب الفلسطيني المطالبة بها. حقوق الإنسان تلوكها الولايات المتحدة عند مناقشتها في أمور مصلحية مع دول العالم النامية لإملاء سياستها وإلا....!!
إن شعب فلسطين سواء في الداخل أو الشتات مدرك تماماً أن الطريق طويل وأن التضحيات مستمرة ولكنه مدرك أيضاً وبكل ثقة أن هذه التضحيات لن تذهب هدراً وأن فلسطين بقدسها الشريف ستعود لأصحابها وأن المسألة مسألة وقت. ولعل هذا هو موقف العرب والمسلمين. تربينا على التضحية وأهمية التضحية وعدالة القضية الفلسطينية وعلى الفدائية من أجل فلسطين. لقد تجاوز اليهود المدى في تعاملهم مع الفلسطينيين وحق لنا أن نردد وننفذ قول علي محمود طه إن لم تخني الذاكرة:


أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدى
انتركهم يغصبون العروبة
مجدالأبوة والسؤددا
فليسوا بغير صليل السيوف
يجيبون صوتاً لنا أو صدى
فجرد حسامك من غمده
فليس له بعد أن يغمدا
أخي أيها العربي الأبي
أرى اليوم موعدنا لا الغدا

لقد رأينا تضحيات الفيتناميين ونتيجة هذه التضحيات وهناك شواهد أخرى للتضحية من تاريخنا الحديث والعربي، ألا وهي تضحية الشعب الجزائري من أجل استقلال الجزائر. يمكن أن الجيل الجديد لا يعرف أن الجزائر هي بلد المليون شهيد. فقدتهم الجزائر في حربها ضد الاستعمار الفرنسي الذي بقي فيها أكثر من 150 سنة. كانت فرنسا تهدف إلى فرنسة الجزائر طمعاً في خيراتها. ولكم أن تتصوروا أنهم كانوا يخططون إلى ولادات جيل فرنسي في الجزائر بطريقتهم القذرة لكن الشرفاء من أبناء الجزائر حالوا دون ذلك. لم يستكينوا ولم يضعفوا وكان ثمن حريتهم غالياً جداً ولكن الهدف كان أغلى. هناك أمثلة أخرى للتضحيات والإرادة تدعم صمود الفلسطينيين والعرب وتؤكد على أنه ليس هناك مستحيل.
إن التضحية التي بذلها الأمريكيون الأفارقة في الولايات المتحدة والأفارقة الأفارقة في جنوب أفريقيا ضد التفرقة العنصرية تعتبر مثلاً لإرادة وتصميم الشعوب. إن تاريخ الولايات المتحدة غير مشرف فيما يتعلق بالإنسانية وحقوق الإنسان. الكثيرون ربما لا يعرفون أن سواحل أفريقيا الغربية ظلت لفترة طويلة خالية منذ الربع الثاني من القرن السابع عشر الميلادي بعد أن كانت مزدحمة بالسكان. والسبب في ذلك هو تجارة الرقيق حيث كانت السفن تأتي إلى السواحل وتقبض على الناس وكأنها تصيد حيوانات برية وتأخذهم إلى أمريكا الشمالية ومن هنا هرب الناس إلى الداخل وبقيت السواحل فارغة من السكان. وعندما استوطنوا في الولايات المتحدة كانوا يشغلونهم في أقسى الأعمال ويعاملونهم بمنتهى القسوة والوحشية وكأنه لا صلة لهؤلاء الأفارقة بالإنسانية. وبعد أن تم إلغاء الرق في الولايات المتحدة، بقيت حرية الأفارقة الأمريكيين منتقصة لفترة طويلة حتى الستينات من القرن العشرين. الانتقاص في الحريات كان متمثلاً في التفرقة العنصرية. لقد كان الأفارقة السود حتى ذلك التاريخ لا يحق لهم التصويت في الانتخابات خصوصاً في الولايات الجنوبية كما كان هناك فصل عنصري في المدارس حيث لا يدرس السود مع البيض. لافتات المطاعم كان يكتب عليها )ممنوع دخول الكلاب والسود(. انظروا كيف كانوا يعاملونهم في الأتوبيس. كان على الأفارقة أن يجلسوا في المقاعد الخلفية للأتوبيس دائماً وهو ملون بلون خاص ومعروف أنه للملونين. إن هناك عشرة كراس في مقدمة الأتوبيس مخصصة ومحجوزة دائماً للبيض لا يجلس عليها أحد من السود حتى لو كانت خالية. وإذا امتلأت هذه الكراسي وجاء أحد البيض ولم يجد مقعداً فإن على أي أفريقي أن يخلي كرسيه لكي يجلس الأبيض مكانه. كانوا يواجهون الإهانات من سائقي الأتوبيسات البيض. لقد قام الأفارقة الأمريكيون بعصيان مدني وإضرابات سلمية وتعرضوا للضرب والإهانات والقتل وشتى أنواع التعذيب. قتل زعيمهم وخطيبهم الرئيسي مارتن لوثر كنق في عام 1968م. ولكن بعد أن انتزع حقوق الأفارقة في المساواة مع الرجل الأبيض. هكذا إرادة الشعوب. ولا تزال التفرقة العنصرية تمارس ضد الملونين في الولايات المتحدة ومحاولة إخفاء ذلك. كان على الولايات المتحدة أن تخجل من تلك الجريمة البشعة التي أطلق فيها شرطيان 45 رصاصة على مهاجر أفريقي من مسافة مترين بحجة أنه مد يده إلى جيبه وأخيراً تبين أنها محفظة يود أن يبرز هويته. هل رأيتم الركلات واللكمات لذلك المواطن الأسود من قبل شرطة لوس أنجليس لا لشيء إلا لأنه من أصل أفريقي لم يعجبهم لونه. وهناك الكثير والكثير ولا يظهر منه إلا القليل. أي حقوق للإنسان وماذا نرجو من دولة لا تراعي القيم الإنسانية وفي نفس الوقت تحاول أن تبشر بها.
لن أدخل في تفاصيل التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا لكن لم يكن أحد يتخيل أن نظاماً عنصرياً بقي أكثر من 300 سنة مسيطراً على جنوب أفريقيا يسقط. إرادة الشعوب وتصميمها جعلت جنوب أفريقيا تتخلص من النظام العنصري. لقد كنا نرى المناظر البشعة والمعاملة الفظة التي كان يمارسها ذلك النظام العنصري ومع ذلك كانت الإرادة فوق كل شيء. أكثر من ربع قرن قضاها منديلا في السجن وخرج ليتوج كفاحه بالرئاسة التي لم تكن هدفه بقدر ما كان يهدف للحرية لجنوب أفريقيا. لقد كان ذلك النظام متحالفاً مع الاحتلال اليهودي لفلسطين وسقط وسيلحق به الاحتلال اليهودي إن شاء الله.
آخر الأحداث هو ما حدث في جنوب لبنان. دخل اليهود لبنان منذ عام 1982م وارتكبوا جميع أنواع الجرائم وبقوا محتلين لجنوب لبنان حتى خرجوا لابسين أثواب الخزي والعار. خرجوا لأن شعب لبنان كان لديه الاستعداد للتضحية بالأرواح والمال والعيش في الظلام ليالي عديدة ومتكررة. ولكنهم حصلوا على حرية بلدهم وإن كانوا لا يزالون يطالبون ببقية أرضهم وأسراهم ولن يسكتوا عن ذلك.
إن ما حصل لليهود في لبنان من الممكن أن يحدث لهم في فلسطين لأنهم جسم غريب في جسد الأمة العربية. إن الانتفاضة واستمرارها ودعم الانتفاضة وتبني القضية الفلسطينية من قبل الأمة العربية ودعمها مادياً ومعنوياً سيعجل برحيل اليهود. وإذا أحس أي إنسان عربي بتسلل الشك إلى نفسه حول ذلك فما عليه إلا أن يستلهم العبر من صمود الشعوب التي أوردناها كأمثلة والتاريخ مليء بغيرها سواء التاريخ الإسلامي أو غيره.
* جامعة الملك سعود/ كلية الآداب/ قسم الجغرافيا
البريد الإلكتروني zahi2000@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved