أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd June,2001 العدد:10475الطبعةالاولـي الأحد 11 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

شدو
في العاجل والآجل والمؤجل!
د. فارس محمد الغزي
)15 سنة( فترة زمنية ليست بالقصيرة في حسابات قاموس الزمن الإنساني ومع ذلك فقد )مشيناها!( من غير أن تؤثر فينا التأثير المفترض رغم ما صاحبها من متغيرات وتغيرات هائلة في الحجم والمحتوى والتأثير .... إنني أعني هنا فترة الطفرة وما أعقبها من مراحل وأحداث تاريخية: كالحرب الصدامية/ الإيرانية، وحرب الخليج، وإطلالة القنوات الفضائية، والإنترنت ... بل زوال قرن وحلول قرن آخر. إنها فترة لم نعبرها بعد بدليل أن ظواهر الأمس هي ظواهر اليوم حيث لا نزال نلوك مفاهيم وحيثيات تلك المرحلة العابرة التي من المفترض أن تكون برمتها جزءا من مفردات الأمس. فلقد تراكم لدينا آلاف السائقين الأجانب لا في العدد فحسب بل أيضا وهذا هو الأخطر في التأثير الثقافي الذي إن لم نكن نشعر به الآن فهو لا محالة قادم، إضافة إلى أن موضوع العمالة الأجنبية )الذكورية فقط!( لا يزال يؤرق مضاجعنا، بل إن ظاهرة «الاتكالية على الدولة» وظيفيا لا تزال هي الوظيفة في حين يواصل القطاع الخاص إحجامه عن توظيف السعوديين عاضا بنواجذه على )نسبته( المشؤومة المتمثلة ب )13%(، وذلك قياسا على ما للمُوظِّف الأكبر الدولة من نسبة كانت ولا تزال )87%(. إنه لم يتغير فينا شيء من شأنه مدنا بالقدرة على تغيير ما لدينا من أشياء وذلك لأن التغير النفسي أولاً هو الشرط الأساس لأي تغير يُراد إحداثه، فلا غرو أن نقتات الوهم بجرعات تجعلنا نتوهم فنصدق أنفسنا بأن كافة المهن في كافة القطاعات العامة والخاصة من تمريض وتطبيب وبنوك وخلافها قد حققت الاكتفاء الذاتي من السعوديات رغم ما تشير إليه الأرقام من حقائق )فيضان( قوائم استيراد العمالة النسائية الأجنبية من كل حَدَب جغرافي وصوب ثقافي، فعلى سبيل المثال تشير احصاءات التقرير السنوي لوزارة الصحة )1418ه( إلى أنه في الوقت الذي يبلغ اجمالي الممرضات في وزارة الصحة فقط )22443( ممرضة، فإن عدد السعوديات منهن لا يتجاوز )3236( ممرضة، مما يعني أن مجموع الممرضات الأجنبيات في وزارة الصحة فقط يصل إلى )19207( ممرضة، أي ما نسبته )86%(!. هذا وبما أن الخلل يقود إلى خلل آخر، فها هي عقلية )المرأة مدرسة فقط!( لا تزال تتمتع بوافر الصحة والعافية، حيث تشير احصاءات تقرير مؤسسة النقد )عام 1421ه( إلى أن مجموع السعوديات العاملات في كافة القطاعات من اجمالي قوة العمل يبلغ )000. 300( موظفة، غير أن نسبة من يعمل منهن في قطاع التعليم فقط تصل إلى )89%( أو ما مجموعه )267000(. يحدث كل هذا رغم ما هناك من اكتفاء ذاتي واضح وضوح أعداد المؤهلات العاطلات منهن، ومع ذلك نصر على )تكديسهن( في هذا القطاع غير عابئين بما سوف يفرضه علينا المستقبل، وإلا فما هو الفرق بين الوقوف ضد تعليم المرأة آنذاك وحصر تعليمها في مجالات تربوية ضيقة في وقتنا هذا؟! عليه ورغم أن )البينة على من ادعى واليمين على من أنكر(، فلكم مني البينة و)اليمين كذلك!( على أننا سنضطر ذات )مستقبل!( إلى إعادة حساباتنا متأخرين تماما كما أعدناها متأخرين في السابق، وما عليكم سوى استشراف ما سيكون عليه المستقبل في ظل الارتفاع الهائل المطرد في معدلات قيدهن الدراسي في كافة المراحل والقطاعات التعليمية سنة تلو أخرى بل في كل فصل دراسي جديد!.. بالمناسبة تشير الإحصاءات إلى أن مجموع من التحق منهن بكافة الجامعات والكليات والمعاهد المتخصصة من الدبلوم إلى الدكتوراه للعام الدراسي الحالي 14211422ه قد بلغ )340. 217(، بل إن مجموع من سيقبل منهن في كليات الرئاسة فقط في العام الدراسي القادم )14221423ه( يصل إلى )50 ألف طالبة(، وذلك حسب ما صرح به أحد مسؤولي كليات البنات في الأسبوع الفارط )الجزيرة، الأحد، ربيع الأول، العدد 10468(.
ختاما، التنمية إرادات قبل أن تكون إيرادات ... إنها قرارات بشرية قبل أن تكون قدرات وإمكانات مادية، فلم نعدم البدائل المناسبة بعد ولدينا الفرص التي من ضمنها ما نشرته جريدة الحياة )العدد 13910، 22 محرم، 1422ه( من معلومات مستلة من تقرير اقتصادي صادر من الغرفة التجارية الصناعية بالرياض ... حيث يقول الخبر )نصا(: «وكان تقرير اقتصادي ... قدر وجود ما يقارب 6.378 ألف فرصة عمل تشغلها العمالة النسائية الوافدة يفترض احلالها بعمالة نسائية وطنية، مشيرا إلى أن هذه المهن تتوزع في القطاعات الفنية والعلمية والإدارية والكتابية والخدمية والزراعية ...»
... إن تكن السعودة وطناً.. فعدو السعودة عدو للوطن..
ص ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved