أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd June,2001 العدد:10475الطبعةالاولـي الأحد 11 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

شمس العصافير
في الصيف!!
ناهد باشطح
* قبس: «عامل الصغار كما تود أن يعاملك الكبار» حكمة اسبانية.
لن اقول شيئا جديدا اذا تحدثت عن الصيف بحرارته المرتفعة وبتحول نمط المعيشة فيه فالطلاب يعيشون ايام العطلة الصيفية، والبعض من الناس يهرب من الصيف الى السفر خارج نطاق الحرارة المرتفعة.. اشياء كثيرة مختلفة لا تحدث الا في الصيف.
ولكن الذين يمكثون الصيف الحار في الرياض ماذا يفعلون؟ واين يمكن ان تمضي ايام عطلة صيفية مدتها ثلاثة اشهر؟
دعونا نتصارح ونناقش المسألة بواقعية اين تذهب الأسرة بالأطفال في الصيف، وحدائق الرياض في مجملها تفتقد الى قواعد النظافة العامة والصيانة!!
ومطاعم الوجبات السريعة مزدحمة بأطفال يهدرون طاقاتهم في ألعاب تقليدية!!
والمطاعم الراقية لا يستطيع بعض الناس ان يدفعوا سعر وجبة غداء او عشاء فيها!! وان استطاعوا لا يمكن تكرار ذلك مرارا.
من جهة أخرى أين يذهب الشاب سوى عند أصدقائه، أو في مراكز شبابية أشك في الاقبال عليها!!
أما الفتيات فلا يوجد أمامهن سوى الهاتف والقنوات الفضائية!!
والوقت يمر لتنقضي شهور الطلبة الصيفية وتبدأ العودة الى المدارس وليس ثمة توقف عند هذا الوقت المهدر دون استفادة.
ما زلت أذكر موضوع التعبير المكرر الذي كان لابد ان نكتبه في بداية العام الدراسي حينما كنا على مقاعد الدراسة وهو يتضمن اجابة لتساؤل هو أين قضيت العطلة الصيفية؟ ولا أحد يهتم بكيفية قضاء ذلك الوقت!!
ان اعلاننا للموافقة على هدر الوقت في العطلة الصيفية من خلال اهمالنا لاستثمار وقت فراغ الأبناء هي رسالة قوية لابنائنا بانعدام تقديرنا للوقت، ولا ينفع ترديدنا بعد ذلك أمامهم شعاراتنا المزدانة بالقول المشهور: «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك».
ان علينا كآباء مسؤولية التخطيط لاستثمار وقت العطلة الصيفية أيا كان ذلك.
التخطيط فهو أرحم بكثير من ضياع الشباب ودخولهم في دائرة اضاعة الوقت الذي هو بالفعل مفسدة لحياتهم.
ان أكثر مشاكل الشباب تولد في الصيف في جو حار ووقت فراغ طويل وعلينا قدر الامكان استثمار طاقات الأطفال والشباب لصالحهم.
انها مسؤولية مجتمعية بالاهتمام بالطاقات المهدرة وليس المعني بها الأسرة وحدها بل تشترك معها مؤسسات المجتمع الثقافية والرياضية والترفيهية وأي مؤسسة اجتماعية تستطيع ان تستثمر وقت الفراغ المهدر في العطلة الصيفية، على انني لا أخلي من المسؤولية من تسمح لهم ظروفهم وامكاناتهم المادية بالسفر اذ اننا في الحالتين نهدف الى ترقية أولادنا الى جانب تحقيق فوائد معرفية لهم لذلك ينبغي حتى على المسافرين ان يفكروا في ألا يكون السفر مضيعة للوقت والجهد والمال.

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved