أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd June,2001 العدد:10475الطبعةالاولـي الأحد 11 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

من «مرشدي» المدارس .. إلى «رشيد» المعارف..؟!
حمّاد بن حامد السالمي
.. تسلمت في منتصف الأسبوع الفارط، رسالة موقعة من «73» مرشداً طلابياً، من «23» منطقة تعليمية في المملكة، وقد طلبوا مني فيها، عرض قضيتهم - التي هي قضية آلاف المرشدين الطلابيين في «42» منطقة تعليمية - على أنظار معالي وزير المعارف الأستاذ الدكتور محمد بن أحمد الرشيد.. وهأنذا أفعل.
أما أصحاب الرسالة الأخوية لوزيرهم الرشيد، فهم كالتالي: «26 مرشداً من المجمعة، 24 مرشداً من الرياض، ومرشدان اثنان من كل من محايل عسير ومكة المكرمة. ومرشد واحد من كل من حوطة بني تميم ،نجران ،الدمام ،الأحساء، الطائف، الدوادمي، الحدود الشمالية، المخواة، ينبع، المدينة المنورة، الليث، الخرج، الرس، جدة، القريات، وجازان، الباحة، أبها، ثم .. القصيم».
.. أما قضيتهم موضوع الرسالة فإن محورها يدور حول «الإجراء الأخير»، ذلك الذي راح يشغل تفكيرهم، ويعكر عليهم صفو الاستعداد للاجازة السنوية المعتادة في الصيف، فقد تسلمت المدارس مؤخراً، التعميم الصادر بتوقيع معالي الوزير، الذي نص على «حزمة» من الحوافز والمزايا التشجيعية لمديري المدارس. وذلك من سبعة بنود، يأتي في مقدمتها ، مساواة مدير المدرسة ببقية المعلمين في التمتع بالإجازة السنوية، التي تبدأ مع نهاية أعمال الاختبارات السنوية، وتنتهي قبل عودة الطلاب بأسبوعين.
ومن الواضح الجلي أن هذه المزايا التي سماها التعميم الوزاري التربوي، «منحة لمديري المدارس»، جاءت لتصب في قناة تطوير أداء الإدارة المدرسية، وتفعيل دورها، والترغيب فيها، والحض عليها، كونها وظيفة تربوية تعليمية فقدت بريقها منذ سنوات. إلا أن هذا الإجراء الجيد والمناسب في اتجاه مدير المدرسة، بدا وكأنه جاء على حساب المرشد الطلابي، الذي ما انفك يرى أنه مثقل بكثير من التكليفات التي تبز مهام الإدارة المدرسية في كثير من جوانبها، وأن المهتمين بأمر الإرشاد الطلابي في الوزارة وفروعها، أولئك الذين كانوا في سنوات خلت، يروجون لوظيفة المرشد الطلابي، ويعولون على أدائه التربوي، فيرفعون الشعار إياه: «سحب البساط من تحت أقدام مدير المدرسة»، هؤلاء هم الذين «ورطوا» المرشدين الطلابيين ثم تخلوا عنهم، وأن البساط الموعود لم يكن سوى الدوام الصيفي للمرشد الطلابي، بديلاً عن مدير المدرسة..!
.. إن التعميم المرقم ب «52/31» في 20-1-1422ه ، الذي يلزم المرشدين الطلابيين بالدوام الصيفي، ترك أصداء فيها شيء من المرارة، وبعض من خيبة الأمل، لعدة أمور أهمها: كونه جاء في سياق سعي الوزارة لمعالجة مشكلة قائمة هي العزوف عن وظيفة مدير مدرسة، تلك المشكلة التي أخذت تبرز في السنوات الأخيرة. وهذا يعني ببساطة أن الوزارة سوف تجد نفسها عن قريب أمام مشكلة جديدة هي العزوف عن وظيفة مرشد طلابي، ذلك أن أحد أهم أسباب العزوف عن وظيفة مدير مدرسة، هو الدوام الصيفي الممل، والتكليفات الورقية الهامشية. وما حمله التعميم الآنف الذكر، لا يعدو كونه، نقل المشكلة وليس حلها، نقلها من ميدان الإدارة المدرسية، إلى ميدان الإرشاد الطلابي.
.. إن مثل هذا الإجراء الذي جاء على أبواب الصيف، يبعث على الحيرة والتساؤل حقيقة: فأين هو التنسيق بين الإدارات العامة والفروع والأقسام داخل الوزارة نفسها، وبينها وبين المناطق التعليمية..؟! وأين الإدارة العامة للإرشاد الطلابي من مثل هذا الإجراء..؟
.. لقد ساق المرشدون ال «73» في رسالتهم إلى معالي وزير المعارف، نص المادة «21» من القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام، تلك التي اشتملت على «15» مهمة، «تربوية ونفسية ومهنية وأكاديمية»، لرعاية الطلبة داخل المدرسة وخارجها. وكل مهمة من هذه، تعد وظيفة كاملة فهل اطلع معاليه على نص هذه المادة..؟
.. ثم ساق المرشدون بعد ذلك، نص التعميم الصادر من وكالة الوزارة ذا الرقم «215/39» في 12/3/1419ه، الذي عزز ما كان معمولا به في السابق، من أحقية المرشد الطلابي في التمتع باجازته السنوية كاملة أسوة بزملائه المعلمين، وقد بني القرار في هذا التعميم، على دراسة علمية تربوية ميدانية، أجريت كما قال التعميم، مع «عينة من إدارات التعليم في المملكة»، أكدت على صعوبة مهام المرشد التي وصفها التعميم بأنها، «مهامه المهنية في تنفيذ برامج وخدمات التوجيه والإرشاد»، ومن ثم أحقيته في التمتع بإجازته السنوية أسوة بزملائه المعلمين. ونصاً أيضاً عن التعميم إياه:
1 - يعامل المرشد الطلابي في أجازته السنوية معاملة المعلمين فيما يتعلق ببداية تمتعه باجازته السنوية.
2 - تكون عودة المرشد الطلابي أسوة بزملائه المعلمين.
.. فهل فقدت هذه المدرسة قيمتها وأهميتها بعد أقل من عامين على تعميم نتيجتها..؟! وهل نلغي قراراتنا بهذه البساطة..؟
.. إني أتفهم جيداً - ككاتب وعامل في الميدان التربوي - الدوافع الحقيقية التي «دفعت» المسؤولين في وزارة المعارف إلى طرح.. أو «منح»، هذه «الحزمة» من الحوافز والمميزات الجديدة، التي لم تعرفها الإدارة المدرسية على مدى عشرات السنين، والتي جاءت هكذا نصاً - مع بعض التصرف والاختصار: «منح مديري المدارس الحوافز التالية..»:
1 - مساواتهم بزملائهم المعلمين في الأجازة الصيفية.
2 - إعفاؤهم من التدريس إذا بلغ عدد طلاب المدرسة 150 طالباً.
3 - الترشيح للإشراف التربوي.
4 - الإيفاد للعمل خارج المملكة.
5 - أولوية العمل في حملات محو الأمية.
6 - أفضلية النقل داخل المنطقة، أو بين مناطق التعليم.
7 - أفضلية التفرغ للدراسات العليا، والابتعاث والدورات التدريبية.
.. أهنئ مديري المدارس كافة، وأبارك لهم هذه «الحزمة السباعية»، التي «منحتها» لهم وزارتهم، وهذا أمر جيد، إذا لم ينسخ هذا القرار بآخر بعد عام أو عامين، فتعود الحالة إلى نقطة الصفر، لأن الدافع لمثل هذا القرار معروف ومبرر وهو بلا شك الترغيب في منصب «مدير مدرسة»، بعد أن عزف عنه الموجهون والمديرون والمعلمون على حد سواء، لأسباب يعرفها هؤلاء، ليس هنا مكان للكلام عليها.
.. أما ما جاء في طيات هذا القرار، بشأن المرشدين الطلابيين خصوصاً، فإنه إجراء يبدو أنه «نسخ» ما سبقه من إجراءات اشتملت عليها تعاميم كانت سارية المفعول حتى هذا العام، كانت في مجملها تعامل المرشد الطلابي في شأن التمتع بأجازته الصيفية، معاملة زملائه المعلمين، ومنها التعميم الصادر عن وكالة الوزارة للتعليم الذي أشرنا إليه آنفاً.
.. وهذا الإجراء الأخير الذي تم، يعيد إلى الأذهان، ما جرى خلال السنوات الفارطة، من إجراءات اتخذت، وقرارات صدرت، في شأن العملية التربوية والتعليمية كلها، وكيفية إدارتها، أقل ما يقال عن بعضها في هذا المضمار، أنه مشوب بالتضاد والنسخ والاضطراب، وما قرار الدوام الصيفي للمرشدين الطلابيين سالف الذكر، إلا صورة جديدة مما سبق من ذلك.
..أرجو أن أكون قد وفقت في فهم المعاناة الجديدة التي عبر عنها المرشدون الطلابيون ال «73»، في رسالتهم ونجحت في شرح وجهة نظرهم التي أرادوا إيصالها إلى معالي وزير المعارف بكل الحب والصدق والاخلاص، والأمل يحدونا جميعاً هنا، في تقدير معاليه، وفهمه العميق لمطالب أبنائه وإخوانه في المدارس.
assahm2001@maktoob.com
Fax 027361552

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved