أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 3rd June,2001 العدد:10475الطبعةالاولـي الأحد 11 ,ربيع الاول 1422

مقـالات

نوافذ
المحاكمة
أميمة الخميس
طالبات الثانوية العامة يدخلن قاعة الاختبار بوجوه اذبلها السهر وامتص القلق والخوف رونقها وبريقها، في حضرة وسطوة الامتحان المخيف عنق الزجاجة، والذي ستفوز من خلاله بمقعد جامعي او إنها ستلقم فريسة سهلة للملل واللاجدوى.
وعندما أرى قاماتهن المتداعية، ونظراتهن المنكسرة التي تلعق الكتب بحالة استجداء وترج دائمين، اشعر بأنه ثمن باهظ وكبير تضعه الفتيات من رونق صباهن وتطلعاتهن وأحلامهن المؤجلة للغد.
علي حين ان هذه المفارقة يجب أن تحسم وتجد لها قنواتها وسبلها وإطارها العام الذي يستثمر سنين طويلة، وأموالاً طائلة صرفت واستنزفت لإيصال هذه الفتاة نفسها الى مقعد في فصل الثانوية العامة، وعملية قولبة هذه الفتاة نفسها وتحويلها الى قوة استهلاكية مستنزفة وغير منتجة بالتأكيد يتعارض ويتقاطع مع اولويات الخطة التعليمية للبلاد.
وبالتأكيد بعد ايام قليلة ستنفجر أزمة القبول في الجامعات، وستبدأ دوامة كبيرة من العلاقات الاجتماعية الغريبة والمتوترة التي تصب جميعها باتصالات ووساطات وتدعيمها وتكريسها بهدف الحصول على مقعد في الجامعة.
وكثيرا ما نلمس ان هناك حالة انقطاع في التواتر التعليمي بين المراحل الدراسية للفرد، وبين تحويل هذا الفرد وتهيئته ليتحول الى طاقة إنتاجية مدربة وجاهزة تنخرط في القوة العاملة في المملكة، هذا الانقطاع تظهر بوادره الأولى في بعد المناهج المدرسية واغترابها عن الواقع الحقيقي للمجتمع وما يحمله من هموم وآمال وتطلعات، ومن ثم ما تلبث ان تزداد هوة هذا الانقطاع عند بوابة الجامعة التي لن تهيئ له بالتأكيد ما يتلاءم مع طموحاته وقدراته نظرا للضغوطات الهائلة على القبول، وعدم استيعاب سوق العمل للكثير من التخصصات، حتى اذا ما غادر هذا وانخرط في السوق متأملا ان يستثمر ما تهيأ له من كم معلوماتي التقى بالانقطاع الثالث الذي يخبره بصورة قاطعة وأكيدة ان التدريب والتعليم الجامعي ليس له كبير علاقة واهتمام بالاحتياجات التي يتطلبها سوق العمل.
ووجوه الفتيات ذابلة ومنكسرة هذه الايام وليس من نجاة من عنق الزجاجة سوى من خلال تحرك أكيد وحاسم من خلال عدة جهات لخلق معاهد واكاديميات ومؤسسات تحمل روابط اكيدة ومتينة مع احتياجات المجتمع وغايته وطموحاته بحيث تستطيع تلك الجهات التعليمية ان تمتص هذا النهر الطلابي المتدفق وتحوله الى طاقة عاملة وفاعلة ومساهمة بنصيبها في المشروع الوطني الكبير.
ردود: الاخوان عبدالله، يوسف، ومحمد، جزاكم الله خيرا على النصيحة والتي تظل في باب الاجتهاد، على حين تظل الحقيقة المطلقة هي شأن إلهي خاص به سبحانه وتعالى دون البشر.
e-mail:omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved