|
| مقـالات
لقد أصبح من المسلم به لدى التربويين وغير التربويين كذلك ان ملامح مستقبل الأمة أي أمة يحدده مستوى التعليم الذي تقدمه لناشئتها. كلنا يعلم انه لا توجد اليوم أمة على الأرض لا تقدم تعليما لمواطنيها، ومع ذلك تجد تلك الامم تحتل مواقع متفاوتة على سلم أو مقاييس التحضر أو التقدم أو التنمية. إذن يجب ألا يسعدنا مجرد ذهاب طلابنا ومعلمينا لمدارسهم صباحا وعودتهم ظهراً، كما يجب الا نبتهج كثيراً لمجرد ان جميع اطفالنا يوجدون في المدارس صباحا، يجب ألا نتوقف كثيراً عند الرسوم البيانية التي توضح تصاعد اعداد الطلاب وتنامي اعداد المدارس وتزايد اعداد الحاسبات الآلية في مدارسنا. ان تحقق ذلك كله وان كان أمراً مطلوبا الا انه للاسف لا يحقق شروط عضويتنا في نادي الكبار.
إذن ما هو المطلوب؟ المطلوب سوف يتضح من إجابتنا عن السؤال التالي: هل التعليم الذي نقدمه لطلابنا يلبي احتياجاتهم الآنية والمستقبلية ويواكب مستجدات عصرهم؟ ثم هل نحن نقدمه لهم بأساليب جذابة تشعل في اعماقهم العديد من الأسئلة وتثير وتستثمر أقصى ما يمكن من طاقاتهم العقلية الكامنة؟.
وهنا لابد ان نشير الى أن تعليمنا لم يكن في معظم فتراته تقليديا ساكنا، فقد قدم برامج تعليمية متميزة إلا ان هذه البرامج غالبا ما تظهر على شكل ومضات خاطفة، لا تعيش طويلاً، كثير من هذه البرامج تموت فجأة. والسؤال الذي يطل برأسه الآن لماذا تموت مثل هذه البرامج الابداعية مبكراً، وفي ظني ان الاجابة هي كالتالي:
1 بعض البرامج التعليمية وإن اعجبت منظريها إلا أنها غير قابلة للتنفيذ )إما بسبب عدم توفر البيئة الملائمة أو أنها غير قابلة للتطبيق أصلا(.
2 بعض البرامج تموت بموت صاحبها الذي وقف خلفها )غياب العمل المؤسسي(.
3 بعض البرامج التطويرية تكتب وتنفذ بصورة شكلية بحتة لمجرد الكسب الاعلامي أو للتقرب الى أصحاب القرار.
4 مجتمعنا يشكل أحيانا قوة قادرة على خنق المبادرات التطويرية، خصوصا عندما يجد سنداً إعلاميا.
5 بعض المبادرات التطويرية تهمل ولا يتم متابعتها وتقييمها وبالتالي يصعب الحكم على جودتها وامكانية استمرارها.
6 اعتقاد البعض الخاطىء بأن غياب الدعم المالي كاف لموت اي تجربة تطويرية.
7 بعض المبادرات التربوية يقضى أمرها بليل دون معرفة الرأي التربوي.
|
|
|
|
|
